كشفت صحيفة تركية عن إحباط خطة عسكرية لمهاجمة دولة قطر من قبل السعودية وحلفائها ، موضحة أن الأزمة الخليجية لم تكن ذات توابع سياسية واقتصادية واجتماعية فقط، بل كان لها تابع عسكري لم يكتمل.
وسبق وأن أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -خلال مؤتمر صحافي عقد في 7 سبتمبر الماضي، مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن- أن بلاده نجحت في وقف العمل العسكري في الأزمة الخليجية.
ويشرح الكاتب التركي في صحيفة «يني شفق» محمد أسيت -في مقالته التي استند فيها على معلومات وتفاصيل جديدة- الساعات الأولى الحرجة التي عاشتها المنطقة الخليجية بعد قرار إعلان الحصار حتى انجلاء خطر التدخل العسكري، وحقيقة الدور التركي في إحباطه.
ويقول الكاتب في مقالته -بالصحيفة المقربة من الحزب التركي الحاكم- إن «أزمة الخليج التي خرجت إلى السطح في الخامس من يونيو 2017، لم تقتصر على قرار حصار دولة قطر سياسياً وأيديولوجياً واجتماعياً والأهم اقتصادياً، الذي اتخذته كل من الإمارات العربية المتحدة والسعودية والدول التابعة لهما».
وأضاف أن السعودية وحلفائها أرادت تغيير النظام الحاكم، وتسليم السلطة في قطر لشخص آخر، وبالطبع سيكون موالياً للسياسات السعودية والإماراتية.
واعتبر الكاتب أن نشر قوات تركية بقانون من البرلمان في أنقرة بعيد اندلاع الأزمة الخليجية في 5 يونيو الماضي، غيّر المعادلة وقلب الموازين، حيث عرقل التحرّك التركي في الوقت المناسب تنفيذ المخطط الانقلابي، مما أثار غضباً سعودياً إماراتياً ضد تركيا.
ففي 7 يونيو، أقرّ البرلمان التركي نشر قوات تركية في مفرزة عسكرية بقطر، حيث تم تسريع إقرار التشريع الذي صادق عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سريعاً أيضاً.
وعن العملية الانقلابية، يشرح الكاتب قائلاً: «الخطة الموضوعة من قبل دول التحالف ضد قطر كانت تقضي بأن تتمركز قوات بحرية وضفادع بشرية إماراتية في البحرين؛ تمهيداً لتنفيذ هجوم مباغت، ومن ثم تقوم بالسيطرة على موانئ قطر ومطار حمد الدولي، في حين تركت مهمة الاقتحام البري والسيطرة على البلاد للسعودية».
وأوضح الكاتب أن تركيا لم تمنح الفرصة لأي عبث في المنطقة، وعلى الفور تحركت القوات التركية، وفقاً لاتفاقية بين البلدين.
ويستمر كاتب المقال في القول إن التعليمات الواضحة التي تلقاها القوات التركية هي عدم اقتراب قوات أي دولة أخرى من دولة قطر؛ في ظل وجود تحرك من المحور السعودي الإماراتي في تلك الليلة.
ورأى أنه «لو لم تتدخل القوات التركية في الوقت المناسب لكانت قطر ومنطقة الشرق الأوسط برمتها اليوم تعيش حالة ووضعاً مختلفين عن الآن».
وحول الهجوم المتقطع من دول الحصار على تركيا بعد الأزمة الخليجية، يقول الكاتب إن «السعودية والإمارات كانتا تشعران بعدم ارتياح من الدور التركي الذي ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية على قطر، وذلك تجسد في أحد بنود الشروط الـ 13 التي تضمنتها الوثيقة التي تقدمت بها دول الحصار إلى قطر، لتجاوب عليها في غضون 10 أيام، حيث اشترطت السعودية وحلفائها إغلاق القاعدة العسكرية التركية (المفرزة) في الدوحة».
واعتبر أن «سبب اشتراط هذه الدول هو علمهم أن أي محاولة انقلابية أو أي تدخل عسكري من جانبهم سيكون مصيره الفشل، فالوجود التركي في قطر سيعيق كل تلك المحاولات وسيفشل أي تدخل، لأن الوجود التركي هناك بمثابة صمام أمان كي لا تنفجر المنطقة».
وسبق وأن حذر امير قطر تميم بن حمد آل ثاني -في مقابلة مع الصحافي تشارلي روز في برنامج «ستون دقيقة» على قناة «سي.بي.أس» الأميركية- من أن أي تدخل عسكري سيسبب فوضى تعم المنطقة كلها. وذكر أن الرئيس ترمب أكد له عدم السماح لحلفائه في المنطقة بالاقتتال.;
https://telegram.me/buratha