عزت صحيفة بريطانية، اليوم الخميس، فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، إلى سذاجة الناخبين وتصديق كل ما قاله لهم "دون تفكير"، فضلاً عن بحثهم عن "حقائق واقعية" تعزز من آراءهم وميولهم الخاصة، مؤكدة أن 70 بالمئة من تصريحاته خلال حملته ومناظراته الانتخابية كانت "كذباً".
وقالت صحيفة الاندبندنت Independent البريطانية، في مقال لها اليوم، إن "اندفاع الناخب الأميركي بالتصويت لصالح دونالد ترامب بأرقام فاقت التوقعات ناجمة عن عاملين، أولهما نتيجة السذاجة، وتصديق كل ما يقرؤونه أو يسمعونه من دون أي تبصر أو تفكير"، مشيرة إلى أن "الثاني ناجم عن الناخب الذي يقع ضمن معسكر الموالي السريع، الذي يبحث عن حقائق واقعية تعزز من رأيه وميولهم الخاصة".
وأضافت الاندبندنت، أن "70 بالمئة من تصريحات ترامب خلال حملته ومناظراته الانتخابية كانت كذباً سعى من خلالها إسماع الناخب الأميركي الاعتيادي ما يريد سماعه"، مبينة أن "دراسة أجرتها مؤسسة بوليتيفاكت الأميركية لتقصي الحقائق، بشأن التصريحات التي أدلى بها دونالد ترامب، طوال حملته الانتخابية، أظهرت أن 70بالمئة منها كان كذباً، ومع ذلك لم يكلف الناخب نفسه ولو للحظة للتفكير بما يصرح به المرشح، ومدى حقيقة ما يقوله ويدعي به" .
وبشأن طبيعة المجتمع الأميركي، وجدت دراسة أجرتها جامعة بنسلفانيا عام 2014، وفقاً للصحيفة، أن "حوالي ثلثي المواطنين الأميركيين يجهلون تسمية ثلاث مؤسسات رئيسة من حكومتهم الفدرالية، وأن أكثر من ثلثهم لا يعرف حتى تسمية واحدة من تلك المؤسسات، في حين لا يمكن لـ60 بالمئة منهم أن يحدد أي من الحزبين، الجمهوري أو الديمقراطي، يهيمن على مجلس الشيوخ أو الكونغرس" .
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن "ترامب حرص على إسماع الناخبين ما يدور في خلجاتهم، ويسمعهم صدى ما يدور في أذهانهم من أمور تتعلق بالمهاجرين والمسلمين، ضماناً لكسب دعمهم"،
مبينة أن "ترامب جعل من تلك النقطة المركز المحوري في تصريحاته خلال حملته الانتخابية، مدليا بوعوده ببناء جدار لمنع المكسيكيين من التسلل والهجرة إلى أميركا، وكذلك حظر جميع المهاجرين من المسلمين ومنعهم من دخول الولايات المتحدة" .
وذكرت الاندبندنت، أن "استطلاعا أجرته محطة اي بي سي نيوز ABC News الأميركية وصحيفة الواشنطن بوست، قبيل الانتخابات، كشف أن 37 بالمئة من مؤيدي ترامب يؤمنون حقا بأن الأميركيين البيض يعانون من إجحاف اقتصادي بسبب تفضيل الأمريكيين الأفارقة والهسبانكس من أصول اسبانية مكسيكية عليهم"،
لافتة إلى أن "دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا وسانتا باربارا، في حزيران من العام 2016 الحالي، كشفت عن ميل الكثير من الأميركيين البيض إلى مناصرة دونالد ترامب عندما يتم تذكيرهم أنه بحلول العام 2044، سيشكل العنصر العرقي الأسود النسبة الكبرى من تعداد الشعب الأميركي، بحسب بيانات مكتب الإحصاء الأميركي".
وأكدت الصحيفة، أن "صحيفة نيويورك تايمز، بينت أن الهاجس الرئيس الذي كان يقلق 64 بالمئة من المصوتين، يتمثل بموضوع الهجرة، وهو ما كان ترامب يراهن عليه في تصريحاته"، عادة أن "الملام الأول والأخير بشأن وصول ترامب للبيت الأبيض، هما هؤلاء الصنفان من الناخبين، وعليهم تحمل عواقب عدم حسن الاختيار".
يذكر أن المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، فاز بالانتخابات الرئاسية الأميركية، التي جرت أمس الأول الثلاثاء،(الثامن من تشرين الثاني 2016)، مكتسحاً منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، بخلاف التوقعات العالمية، إذ فاز بـ29 ولاية، حاصداً 288 صوتاً في حين فازت منافسته بـ19 ولاية، لتحصل على 218 صوتاً فقط، علماً أن الفوز بالرئاسة يتطلب جمع 270 صوتاً أي نصف زائد واحد، من مجموع أصوات المجمع الانتخابي الـ 538، ليصبح ترامب بذلك الرئيس الأميركي الـ45 لأميركا، ما ينذر بحدوث تغييرات قد تكون كبيرة في سياسة الولايات المتحدة في ظل الطروحات المتشددة التي سادت حملته الانتخابية.
https://telegram.me/buratha