قال الدّاعية التركي فتح الله غولن أنّه لا يستبعد أن يكون الرّئيس التركي رجب طيب إردوغان وراء محاولة الانقلاب العسكري، نافياً التّهم التي وجّهها إليه إردوغان بالوقوف خلف الانقلاب.
وقال غولن، في مقابلة، "يُمكن أن تكون قد دبّرت المحاولة الانقلابيّة المعارضة أو القوميّون"، مضيفاً "أنا أعيش بعيداً عن تركيا منذ 30 عاماً وأنا لست من هذا النّوع".
وتابع الدّاعية التّركي "أنا كمؤمن لا يمكنني أن أرمي الاتّهامات من دون براهين، ولكن بعض القادة يدبّرون هجمات انتحارية وهميّة لتعزيز دعائم حكمهم وهؤلاء يسري في مخيلتهم مثل هذا النوع من السّيناريوهات".
وتجمّع مئات الأتراك من أعضاء منظّمة المجتمع التركي الأميركيّ (غير حكوميّة) في الولايات المتّحدة أمام مزرعة عولن في بلدة سايلورسبورغ حاملين الأعلام التركية، و صور الرئيس التركي. وردّد المتظاهرون القادمون من ولايات نيويورك، ونيوجيرسي، وماريلاند، والعاصمة واشنطن، وغيرها من المدن الأميركيّة هتافات مندّدة بغولن،
مطالبين الرئيس الأميركي باراك أوباما بإعادته إلى تركيا، وسط إجراءاتٍ أمنية مشددة اتخذتها الشرطة أمام المزرعة.
وفي تركيا، استكملت الحكومة عمليّات التّوقيف في إطار التّحقيقات المتعلّقة بمحاولة الانقلاب، حيث قرّرت محكمة تركية في ولاية دنيزلي جنوب غربي البلاد، صباح يوم الأحد، اعتقال 52 عسكرياً برتب مختلفة، بينهم قائد لواء الكوماندوز الـ11 والحامية العسكرية في الولاية العميد كامل أوزهان أوزبكر.
كما أوقفت قوات الأمن التركية، يوم الأحد، 109 قضاة ونوابا عامين، في مدن عدّة ليرتفع بذلك عدد القضاة المعزولين إلى أكثر من ألفين و700 قاضٍ. وشملت التّوقيفات قضاة ونواباً عامين في عددٍ من الولايات التّركيّة.
وذكرت مصادر أنّ 24 قاضياً ومدّعياً عامّاً في ولاية إلازيغ وحدها أقيلوا من مناصبهم، في إطار التحقيقات باتهامهم بـ"التورط" في محاولة الانقلاب.
وأكّد وزير العدل التّركي بكير بوزداج اعتقال ستّة آلاف شخص حتّى الآن على صلة بمحاولة الانقلاب.
وأشار موقع "حريت" التّركيّ إلى أنّ السّلطات التّركيّة قامت، يوم الأحد، باعتقال عقيدين شاركا في محاولة الانقلاب، عندما كان يحاولان الهروب إلى مدينة ميتيليني اليونانيّة.
وأوضح الموقع أنّ السّلطات اعتقلت الطيار في سلاح الجو العقيد مراد قراقوش والعقيد أحمد أرجون، أثناء استعدادهما للفرار إلى اليونان.
وفي سياقٍ متّصل، أبلغ رئيس الوزراء اليونانيّ أليكسيس تسيبراس الرّئيس التّركي أنّ طلبات اللجوء التي تقدم بها الجنود الأتراك الذين فروا إلى اليونان يوم السّبت، وعددهم ثمانية، سيتمّ النّظر فيها "سريعاً"، بحسب مسؤولٍ في الحكومة اليونانيّة.
ونقل المسؤول عن تسيبراس تأكيده تنفيذ الإجراءات بـ"احترامٍ مطلق وفقاً للقانون الدّوليّ ومعاهدات حقوق الإنسان".
إلى ذلك، نقلت وكالة "سبوتنيك" الرّوسيّة عن مصدر تركي رسمي تأكيده ارتفاع عدد قتلى محاولة الانقلاب إلى 256، من بينهم 104 من مؤيّدي الانقلاب، و161 غالبيّتهم من المدنيّين ورجال الشّرطة.
وقدّم الرّئيس الرّوسي فلاديمير بوتين تعازيه لنظيره التّركي في سقوط ضحايا جرّاء محاولة الانقلاب.
وعبّر بوتين، في اتّصالٍ هاتفيٍّ أجراه يوم الأحد، عن تمنّياته في "استعادة النّظام والاستقرار في تركيا"، مجدّداً تأكيده على "نهج روسيا المبدئيّ برفض الإجراءات غير الدّستوريّة والعنف في الدّولة".
وأكّد إردوغان، من جهته، عزم تركيا "اتّخاذ كلّ الخطوات اللّازمة لضمان سلامة السّيّاح الرّوس".