فيما دعا مجلس الاتحاد الأوروبي طرفي النزاع في أوكرانيا إلى "التمسك الكامل باتفاقيات مينسك"، واصفا إياها بـ"الخطوة الهامة نحو حل سياسي طويل الأمد" للأزمة في البلاد. أعلن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو أن كييف تدرس مختلف السيناريوهات لتطور الأزمة في شرق البلاد، مشيرا إلى استعداد بلاده لسيناريو "حرب شاملة" مع روسيا.
وفي ختام لقاء وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الذي انعقد في بروكسل الاثنين 17 تشرين الثاني دعا المجلس إلى "وقف انتهاكات إطلاق النار وضمان سحب القوات الأجنبية غير الشرعية، والمرتزقة، والآليات العسكرية، وضمان مراقبة الحدود بين روسيا وأوكرانيا عن طريق متابعتها المستمرة من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
دعوة إلى توسيع منطقة مسؤولية مراقبي "الأمن والتعاون"
وجاء في بيان لمجلس الاتحاد أنه يدعو إلى توسيع منطقة مسؤولية مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتشمل نقاط العبور الروسية على خط الحدود بين البلدين.
كما قال البيان إن المجلس يذكر كلا الطرفين بمسؤوليتهما عن توفير الظروف الآمنة لعمل مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومعداتهم، بما فيها الطائرات من دون طيار"، مشيرا إلى أهمية دور بعثة المنظمة في تنفيذ كل من "بروتوكول مينسك" و"مذكرة مينسك".
بوروشينكو: أوكرانيا مستعدة لـ"حرب شاملة" مع روسياأعلن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو أن كييف تدرس مختلف السيناريوهات لتطور الأزمة في شرق البلاد، مشيرا إلى استعداد بلاده لسيناريو "حرب شاملة" مع روسيا.
وقال بوروشينكو في حديث لصحيفة "بيلد" الألمانية "أنا لا أخاف الحرب مع القوات الروسية ونحن مستعدون لسيناريو حرب شاملة. الوضع الحالي لجيشنا أفضل كثيرا من وضعه قبل 5 أشهر، ولدينا الآن دعم العالم بأكمله. عسكريونا يظهرون أنهم قادرون على حماية بلادنا. إننا نريد السلام فقط لكننا للأسف يجب أن ندرس أسوأ سيناريوهات".
وأشار بوروشينكو إلى أن "أوكرانيا فعلت كل ما بوسعها من أجل التوصل إلى اتفاق سلام"، مضيفا أن كييف أعلنت عن استعدادها لحلول وسط، عن ثقتها بأنه لا يمكن حل الأزمة عسكريا.
وقال الرئيس الأوكراني: "لا نريد الحرب، نريد السلام ونناضل من أجل القيم الأوروبية، لكن روسيا لا تلتزم بالاتفاقات"
بوتين: لن نسمح لكييف بتصفية خصومها السياسيين شرقي أوكرانيااعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تغذية روح الكراهية للروس في الخفاء في أوكرانيا قد يقود إلى كارثة، وأكد أنه لن يسمح لكييف بالقضاء على كافة خصومها السياسيين شرقي البلاد.
كلام الرئيس الروسي جاء في حديث أدلى به لقناة ARD الألمانية بث مساء الأحد 16 نوفمبر/تشرين الثاني وعرض فيه رؤيته لمستقبل أوكرانيا ودور روسيا في تسوية الأزمة في هذا البلد.
وقال بوتين واصفا الموقفين الروسي والغربي حيال ما يجري شرق أوكرانيا:" دائما يقولون لنا ويشيرون بأن على الموالين لروسيا هناك أن يفعلوا هذا وذاك.. وأن علينا أن نضغط ونؤثر عليهم بهذا الشكل أو ذاك.. وأنا دائما أسألهم:" وأنتم هل فعلتم شيئا كي تؤثروا على رعاياكم في كييف؟ ماذا فعلتم؟ أم أنكم فقط تغذون روح الكراهية والعداء لروسيا هناك؟ وهذا بالمناسبة خطر جدا، وستحل كارثة إذا ما أقدم أحد في الخفاء على دعم العداء لروسيا في أوكرانيا".
وأضاف بوتين: "المهم، هو أنه لا ينبغي النظر إلى هذه القضية من طرف واحد"، وأوضح قائلا:" تدور الآن شرقي أوكرانيا أعمال قتالية، وقد أرسلت السلطات المركزية الأوكرانية إلى هناك الجيش، وتستخدم حتى الصواريخ الباليستية"، وأضاف متسائلا:" هل يتحدث أحد عن هذا؟ ..لا". ماذا يعني ذلك؟ وما المقصود من هذا التغاضي؟ هذا يعني أنهم يريدون أن تقضي السلطات المركزية في أوكرانيا على جميع خصوميها السياسيين ومعارضيها.. أليس كذلك؟ إذا كانوا يريدون ذلك فنحن لا نريده ولن نسمح به".
واعتبر الرئيس الروسي رد فعل الغرب على انضمام القرم إلى روسيا "غير مناسب على الإطلاق"، مؤكدا أن ما حدث لم يخالف ميثاق الأمم المتحدة والممارسة الدولية.
وأشار بوتين إلى وجود سابقة جديدة وواضحة وهي كوسوفو، مذكّرا بأن اتخاذ إجراءات خاصة بتقرير المصير لا يتطلب سماح السلطات المركزية.
وقال الرئيس الروسي: "نعم، أنا لا أنفي طبعا، ونحن لم ننف ذلك أبدا، أن قواتنا المسلحة، لنقل صراحة، قامت بمحاصرة القوات الأوكرانية المنتشرة في القرم، لكن ذلك ليس بهدف إجبار أحد على الذهاب إلى مراكز التصويت، لأن ذلك مستحيل، وإنما من أجل الحيلولة دون إراقة الدماء ولكي نسمح للناس بالتعبير عن موقفهم حول تحديد مستقبلهم ومستقبل أطفالهم".
وأعاد بوتين إلى الأذهان أن كوسوفو أعلنت عن استقلالها في قرار أصدره برلمان الإقليم، بينما شارك سكان القرم في استفتاء عام وصف نتيجته بالمدهشة.
18/5/141118
https://telegram.me/buratha