صحيفة "البناء"
فجرت مصادر مطلعة مفاجأة من العيار الثقيل، كاشفة عن قيام السلطات القطرية بإدارة مكتب سري في الدوحة، للإشراف على حسابات مصرفية في سويسرا، لتمويل الشبكات الجهادية والمرتزقة الأجانب في سورية.
ونقل موقع «24» الأماراتي عن المصادر قولها: «إن من مهمات هذا المكتب الذي تديره شخصية قطرية بارزة، إدارة تحويل الأموال عبر شخصيات أوروبية وجمعيات خيرية وواجهات تابعة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وعلى رأسهم رجل الأعمال الإخواني يوسف ندا، وذلك عبر بنوك سويسرية، وبعض البنوك الأوروبية غير الواقعة على شاشة رادار الجهات الاستخباراتية الدولية».
ووفقاً للمصادر فإن قطر دفعت حتى منتصف 2013 ما لا يقل عن 7 مليارات دولار، ومن المرجح أن يكون هذا المبلغ ارتفع في شكل كبير في 2014 مع زيادة اعتماد قطر على المقاتلين الأجانب، وتحملها وحدها كلفة عملية تجنيدهم ودفع رواتبهم وتسفيرهم وتدريبهم قبل إدخالهم عبر تركيا إلى الأراضي السورية.
وعلى رغم ضخامة الشبكة التي تشرف عليها قطر لتضليل ومحو آثار التدخل العسكري في سورية من طريق التسليح ودفع رواتب وأجور المرتزقة وبعد مرور أكثر من 3 سنوات على البداية الدموية في بلاد الشام، كانت التطورات الأخيرة كفيلة بكشف بعض الحقائق التي تضع قطر وصانع القرار فيها على نفس المنصة الدموية، وإذا كانت قطر منذ الأمير الوالد وعرابه وزير الخارجية السابق حمد بن جاسم وحتى اليوم في عهد الأمير تميم، لاعباً أساسياً في سورية فإنها أيضاً متورطة في الجرائم المرتكبة في سورية.
وبعيداً من البعد السياسي والاستراتيجي في الحرب الأهلية السورية مقارنة بغيرها من المشاكل والاضطرابات الدولية والإقليمية
العديدة التي تورطت فيها قطر من شمال افريقيا إلى مصر وسورية والعراق وانتهاءً بتمويل الحركات المتطرفة في مالي مثلاً، أصبح تمويل الحركات المتطرفة في سورية والعمل على فكّ ملامحه من التقارير المتواترة في شكل دوري في الفترة الأخيرة بخاصة بين أجهزة الاستخبارات الدولية ووسائل الإعلام العالمية.
وكان أحدث التسريبات المتعلقة بهذا الملف الدور الذي لعبته قطر في تمويل وتأمين وصول أكثر من 300 مقاتل أوكراني إلى سورية قبل عودتهم إلى بلادهم والانضمام إلى قوات التنظيم الفاشي «القطاع الأيمن» الشهير بعملياته التنكيلية بالمؤيدين لروسيا في أوكرانيا وشرقها على وجه الخصوص منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية الروسية بسبب شبه جزيرة القرم.
كتيبة حمد بن جاسم
وبحسب التقديرات «المحايدة» يترواح عدد المقاتلين الأجانب في صفوف المناهضين للحكم السوري بين 65 ألفاً و135 ألف مقاتل، والأقرب اعتماداً على تصريحات للمبعوث الأممي السابق إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، تتألف الألوية والكتائب المختلفة في سورية من 65 ألف مقاتل على الأقل، من دون احتساب 12 ألف مقاتل من حزب الله و5 آلاف عنصر من الحرس الثوري الإيراني وبضع آلاف من المقاتلين العرب والأجانب المؤيدين لبشار الأسد.
وأشارت التقارير العديدة التي تناولت الوضع السوري إلى أن عدد المقاتلين الموالين للجيش الحر لا يتجاوز 22 ألف مقاتل في سورية، وحوالى 7 آلاف آخرين يتوزعون على بعض الدول المجاورة، لا سيما تركيا والأردن.
واللافت في التدخل القطري، تمويل عشرات الفرق والتشكيلات العسكرية، وأهمها حزب التحرير وجند الشام وفتح الإسلام اللبنانية، وجبهة النصرة وغرباء الشام التي تضم الأتراك والمقاتلين الوافدين أساساً من آسيا الوسطى وجبهة تحرير سورية وبخاصة الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى جانب الجيش الحرّ الذي يهيمن على أكثر فصائله الإخوان المسلمون.
أما عن الكتائب والألوية التي لا تعد ولا تحصى فإنها تتوزع على ما لا يقل عن 172 تشكيلاً بين لواء وكتيبة تتراوح تسميتها بين أحرار وصقور وألوية وكتائب، وتتوزع الأسماء على عدد من الشخصيات المعروفة في التاريخ الإسلامي من حمزة بن عبدالمطلب وخالد بن الوليد وصلاح الدين وانتهاء بكتيبة حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري السابق.
والدور القطري لم يقتصر على تأمين الأسلحة وحدها، بل تعداه إلى نهب الثروات التاريخية والأثرية الفريدة لسورية، عبر تأمين خروج تحف وتماثيل ومنحوتات وكنوز أركيولوجية نادرة من سورية في اتجاه بيروت ومنها إلى عواصم العالم بما فيها الدوحة في إعادة لما حصل في العراق مع الغزو الأميركي في 2003.
17/5/140605
https://telegram.me/buratha