جرت مواجهات بين مؤيدي كييف ومؤيدي موسكو في منطقة القرم، مع تزايد التوتر اثر عزل الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش.
وأفادت بي بي سي بمقتل شخص في المواجهات أمام البرلمان في سيمفيروبول.
وفصل حاجز للشرطة بين المظاهرتين، التي كانت احداهما تضم المؤيدين لروسيا والثانية تضم المنحدرين من أصول قرمية ومؤيدين لتغيير الحكومة في أوكرانيا.
ومن المتوقع الإعلان عن مجلس الوزراء الجديد في كييف خلال ساعات.
ويتوقع على نطاق واسع أن تعرض حقائب وزارية على عدد من النشطاء الذين شاركوا في الاحتجاجات في ميدان الاستقلال.
وسيواجه أي مجلس وزراء يتم اختياره تحديات كبيرة، حيث تحتاج الكثير من المؤسسات الأوكرانية اصلاحا عاجلا، حسبما قال ديفيد شتيرن مراسل بي بي سي في كييف.
تناحر عرقي
وشارك الآلاف في مظاهرتين متناحرتين في عاصمة إقليم القرم قبل جلسة للبرلمان الإقليمي كان سيناقش فيها موقف القرم.
وقال رئيس البرلمان فولوديمير قنسطنطينوف لاحقا إن اعضاء البرلمان لن يناقشوا انفصال القرم التي تتمتع حاليا بالحكم الذاتي داخل أوكرانيا.
وفي سيمفيروبول ردد تتار القرم "المجد لأوكرانيا" بينما هتف المؤيدون لروسيا مرددين "روسيا".
واثر الاجتماع دعا زعيم تتار القرم رفعت تشوباروف النشطاء، ومن بينهم ذوو الأصول الروسية، لإقامة وحدات للدفاع الذاتي للحيلولة دون أي عنف او استفزاز، حسبما قالت وكالة يوكرانسكا برافدا.
ونقلت تبعية القرم - ذات الاغلبية العرقية الروسية - من روسيا إلى أوكرانيا عام 1954.
وشكل ذوو الأصول الأوكرانية في القرم والمسلمون التتار في القرم- الذين يعود عداؤهم لموسكو لفظائع ترحيلات ستالين في الحرب العالمية الثانية - تحالفا يعارض أي تحرك صوب موسكو.
الأسطول الروسي
واثار تغيير الحكومة في كييف تساؤلات بشأن القواعد البحرية الروسية في ميناء سيفاستوبول في القرم، والذي مد يانكوفيتش فترة إيجاره حتى 2042.
ويرى معظم الخبراء أن الادارة الجديدة لن تدعو الى سحب الاسطول الروسي، لان هذا قد يهدد الاستقرار الداخلي في اوكرانيا وعلاقتها الهشة بروسيا، حسبما يقول اليا ابيشيف مراسل بي بي سي.
وامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء باجراء تدريبات مفاجئة لاختبار الاستعداد القتالي في وسط وغرب روسيا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.
ويقول مراسلون إن مثل هذه التدريبات أمر اعتيادي، ولكن توقيتها له مغزى خاص.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا يوم الأربعاء الدول الأخرى إلى إدانة النعرة "القومية الفاشية الجديدة" في غرب أوكرانيا.
وفي وقت سابق أعرب الرئيس المؤقت في أوكرانيا أوليكساندر تورشينوف عن قلقه مما أسماه تهديدا خطيرا للنزعة الانفصالية إثر الاطاحة بيانكوفيتش.
وقال أوليكساندر للبرلمان إنه سيلتقي مع الأجهزة الأمنية لمناقشة مخاطر النزعة الانفصالية في المناطق التي توجد بها نسبة كبيرة من المنحدرين من أصول روسية.
روسيا تتعهد بضمان أمن أسطولها البحري المتمركز في أوكرانيا
من جهة أخرى قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو يوم الأربعاء إن بلاده تتخذ إجراءات لضمان أمن المنشآت والأسلحة في أسطولها المتمركز في البحر الأسود على ساحل شبه جزيرة القرم في جنوب أوكرانيا.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن شويجو قوله "نراقب باهتمام ما يجري في القرم وما يحدث حول أسطول البحر الأسود."
وتابع قائلا "نتخذ إجراءات لضمان سلامة المنشآت والبنية التحتية والترسانات التابعة لأسطول البحر الأسود." لكنه لم يكشف عن تفاصيل هذه الإجراءات.
وضع يانوكوفيتش على قائمة المطلوبين دوليا..ومسئول أوكراني :لم نحاول اعتقاله تفاديا لدخول قوة أجنبية
أكد القائم بأعمال وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف أنه لم يتخذ أية إجراءات لاعتقال الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش في القرم تفاديا "لدخول قوة أجنبية في النزاع". وقال المسؤول الأوكراني في مؤتمر صحفي في كييف يوم 26 فبراير/شباط: "أعتقد أنه يجب علينا تفادي أي مواجهة عسكرية أو نزاع. أقول لكم بكل صراحة: لهذا السبب لم نتخذ، عندما كنا في سيفاستوبول في القرم مع فالينتين ناليفايتشينكو (رئيس المخابرات الأوكرانية) أية إجراءات صارمة في حق فيكتور يانوكوفيتش". وأضاف: "في تلك اللحظة كنا نفهم أن ذلك سيكون بمثابة استفزاز كان قد يؤدي إلى دخول قوات أجنبية في هذا النزاع". وتابع: "اتخذنا هذا القرار لأن مصير القرم والاستقرار فيها أهم بالنسبة لنا من مصير يانوكوفيتش".
وضع يانوكوفيتش على قائمة المطلوبين دوليا
وقال المدعي العام في أوكرانيا أوليه ماخنيتسكي اليوم، الأربعاء، إن الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش وضع على قائمة المطلوبين دولياً.
وتقول السلطات الجديدة في البلاد إن يانوكوفيتش الذي اختفى بعدما عزله البرلمان السبت الماضي بعد ثلاثة أشهر من اضطرابات الشوارع مطلوب بتهمة "القتل الجماعي" فيما يتعلق بمقتل محتجين بالرصاص أثناء الأزمة.
وطلب البرلمان الأوكراني، الثلاثاء، من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ملاحقة الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، بعد سقوط 82 قتيلاً في كييف الأسبوع الماضي.
وفي بيان له، صرح البرلمان بأنه صوت لصالح محاكمة الرئيس المعزول الهارب، فيكتور يانوكوفيتش، بتهم خطيرة أمام المحكمة الجنائية الدولية بمجرد اعتقاله.
وأيد أعضاء البرلمان القرار الذي يربط يانوكوفيتش، الذي عزل يوم السبت والهارب الآن بأعمال عنف ارتكبتها الشرطة ضد المحتجين، والتي أدت، كما أفاد التقرير، إلى مقتل أكثر من 100 مواطن من أوكرانيا ودول أخرى.
وأضاف القرار أنه يجب أيضاً محاكمة وزير الداخلية السابق، فيتالي زاخاراتشينكو، والنائب العام السابق فيكتور بشونكا، المطلوب القبض عليهما أمام المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي.
8/5/140227
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)