في ظل التطورات والتحديات الكبيرة التي يشهدها العالم الاسلامي، استضافت طهران وعلى مدى ستة أيام المؤتمر التاسع لاتحاد المجالس الاسلامية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي الذي بدأ يوم الجمعة الماضي على مستوى اللجنة التنفيذية بحضور رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني واستمر بعقد اللجان المختلفة على مدى أربعة أيام، حيث بعد ذلك افتتح المؤتمر رسمياً الثلاثاء (مستمر حتى اليوم) بحضور الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني، ومشاركة 30 رئيس برلمان، ووفود تمثل البرلمانات الاسلامية، وهي تعتبر أوسع مشاركة يشهدها الاتحاد مقارنة بالدورات الأخيرة.وحمل مؤتمر طهران الذي تسلمت ايران فيه الرئاسة الدورية للاتحاد شعار "البرلمانات الاسلامية، التضامن، العدالة والتطور". وتمحورت معظم كلمات وآراء المشاركين حول وحدة المسلمين والتحديات التي يواجهونها، ومنها التكفير والتطرف وكذلك القضية الفلسطينية وتنمية الدول الاسلامية.والمؤتمر كان فرصة لبحث أهم التحديات الذي يواجهها العالم الاسلامي مع عدد الشخصيات المشاركة في هذا الحدث الاسلامي-البرلماني المهم.
![إتحاد المجالس الإسلامية يدعو لمحاربة التكفير إتحاد المجالس الإسلامية يدعو لمحاربة التكفير](http://www.alahednews.com.lb/uploaded1/essayimages2014/0214/m2tamar.jpg)
أهمية إنماء العالم الاسلاميوفي هذا الاطار، نبّه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في حديث خاص لموقع "العهد" الاخباري، لموضوع خطر الموجة التكفيرية الذي يواجهه العالم الاسلامي، لافتاً إلى أنه إقترح خلال كلمته في المؤتمر تشكيل سوق اسلامية تنسجم مع ما أعلنه روحاني حول موضوع الانماء في الدول الاسلامية.وقال: طرحت هذا الاقتراح باسم لبنان من أجل العمل "المصلحي" فيما بين المسلمين.التطرف ظاهرة غريبة على الدين الاسلاميبدوره، قال مسلم علي الماشني رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان العربي، لـ"العهد"، حول ظاهرة التطرف، إن "الدين الاسلامي هو دين سمح وإن الاسلام من أكثر الاديان التي تدعو للتسامح".
![إتحاد المجالس الإسلامية يدعو لمحاربة التكفير إتحاد المجالس الإسلامية يدعو لمحاربة التكفير](http://www.alahednews.com.lb/uploaded1/essayimages2014/0214/m2tamar1.jpg)
وأكد أن التطرف ظاهرة غريبة على الدين الاسلامي، وأضاف: نحن كوفود مشاركة في هذا المؤتمر يجب من خلال مشاركتنا والكلمات التي القيت الوصول إلى صيغة معينة يتم الاتفاق عليها فيما يخص مواجهة ظاهرة الارهاب والتكفير.الكيان الصهيوني عدو الأمة الرئيسيمن جهته، قال فتحي ابوالعردات عضو المجلس الوطني الفلسطيني، لـ"العهد"، إن "الأمة الاسلامية تواجه اليوم خطر الخطاب الطائفي والفتنوي الذي هو بعيد كل البعد عن الدين الاسلامي الحنيف".وتابع أبو العردات: يجب أن يكون هناك مشروع متكامل لمواجهة التكفير والاعمال الاجرامية التي تستهدف البلاد الاسلامية والعربية و هي تعد ظاهرة خطيرة، لافتاً إلى أن المجتمعين متفقون على ضرورة القضاء على هذه الظاهرة.ودعا أبو العردات الدول الاسلامية لمساعدة الدول التي تعاني من الارهاب، قائلاً "هناك ساحة للعمل بما نتفق عليه لأننا نواجه في النهاية عدوا واحدا وهو الكيان الصهيوني وأن أي خلافات يجب أن تكون ثانوية في مواجهة هذا الخطر الرئيسي الذي يهدد العالم الاسلامي".الوسطية وتحكيم صوت العقلأما نائب رئيس المجلس الوطني التأسيسي التونسي العربي العبيد، فرأى في حديث لـ"العهد"، أن أكبر تحدّ يواجه المسلمين اليوم هو خطر الفتنة الطائفية وتكفير الآخرين، مضيفاً "نحن في تونس عشنا في بعض الفترات هذه الحالة ولكن لم تطل قياساً بما يحدث لأشقائنا".
![إتحاد المجالس الإسلامية يدعو لمحاربة التكفير إتحاد المجالس الإسلامية يدعو لمحاربة التكفير](http://www.alahednews.com.lb/uploaded1/essayimages2014/0214/m2atama2.jpg)
وأوضح أن التونسيين يعيشون في مجتمع وسطي يقوم على أساس اسلام نيّر ومعتدل، مستشهداً بالوفاق الحاصل داخل المجلس الوطني التأسيسي مع حزب النهضة ذات الخلفية الاسلامية،، مشدداً على أننا في تونس رجحنا بكل شفافية صوت العقل وتوجهنا إلى الوفاق.تعزيز قيم التسامح والاعتدالمن جانبه، قال النائب في البرلمان المغربي ونائب أمين عام حزب التنمية والعدالة سليمان العمراني، لـ "العهد"، إن من التهديدات الذي يواجهها العالم الاسلامي هو تهديد التطرف اللاديني والديني وكلاهما يهددان الأمة الاسلامية.واضاف العمراني "نحن كأمة اسلامية وسطية نرفض التكفير لان لايحق لأي شخص مهما كان أن يصدر الاحكام هكذا جزافاً وندعو لمحاربة الموجة التكفيرية وخاصة أنها تضر بالمصلحة الوطنية للدول".وختم العمراني بالقول: من أدوات قطع دابر التكفير هو أن تتوجه الدول إلى تعزيز قيم التسامح والاعتدال والوسطية في البرامج التعليمية و الاعلام.