يعيش "عمار سعداني" الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ( الأغلبية ) في الجزائر أياما عصيبة، بسبب تزايد الشكوك حول قدرة الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" في الترشح لولاية رئاسية رابعة.
و“القدس العربي” كانت قد نشرت قبل أيام خبرا يقول بأن الرئيس بوتفليقة لن يترشح مجددا، وأنه لا وجود لتعديل دستوري، وهو ما أكده بنسبة كبيرة مجلس الوزراء الأخير، الذي لم يفرج عن التعديل الدستوري، لتليه تقارير إعلامية وتسريبات تشير إلى أنه فعلا تم التراجع عن تعديل الدستور، مما يعني أن مشروع الولاية الرابعة كله سقط في الماء.
وكان عمار سعداني الذي تولى زعامة حزب الأغلبية في ظروف غير طبيعية، ميزها أخذ ورد وترخيص بعقد دورة استثنائية صدر فجأة لتيار دون غيره داخل الحزب، ثم ألغي هذا الترخيص بقرار من مجلس الدولة، وهو أعلى هيئة قضائية إدارية، ليلغى قرار هذه الهيئة القضائية العليا بقرار آخر من ولاية الجزائر العاصمة، في تصرف أعاد إلى الأذهان ما حدث للأمين العام الأسبق علي بن فليس عندما قرر الترشح ضد الرئيس بوتفليقة، وقرار تجميد شرعية الحزب، الذي صدر في غياهب الليل.
ورغم كل هذا فقد انعقدت دورة اللجنة المركزية، رغم معارضة تيار ظل متمسكا بالشرعية، و”انتخب” عمار سعداني على رأس الحزب، دون أي عناء، وفي وقت قياسي، وبدا أن الأمر الفوقي كان قد صدر، ولا ينفع معه أي معارضة، بل إن صحفا محسوبة على الفريق الرئاسي، راحت تمنع على صحافييها في كتاباتهم الإشارة إلى الظروف غير الطبيعية التي “انتخب” فيها سعداني على رأس جبهة التحرير.
وبمجرد توليه القيادة رفع سعداني شعار مساندة مطلقة لبوتفليقة، ولم ينتظر طويلا ليفاجئ الجميع بالإعلان عن أن بوتفليقة سيكون مرشحا للحزب في الانتخابات الرئاسية القادمة، وهذا دون أن يعود في ذلك إلى اللجنة المركزية، والتي أصبحت تزكيتها لترشيح بوتفليقة لولاية رابعة من باب تحصيل الحاصل، بل وراح سعداني إلى أبعد بالتأكيد على أن مرض الرئيس بوتفليقة ليس عائقا أمام استمراره في الحكم، وأن هناك رؤساء في التاريخ حكموا دولا وهم مشلولين.
...................
10/5/140106
https://telegram.me/buratha