وأضافت الصحيفة أن المظاهرات التي هزت تركيا في شهر يونيو الماضي جاءت بمثابه مفاجأة للغرب، نتيجة للقمع الوحشي الذي استخدمه رئيس الوزراء التركي “رجب طيب أردوغان” بوصفه المصلح الديمقراطي، موضحة أنه لم تعد وسائل الإعلام الدولية تركز على الموضوع، في حين أن الحكومة التركية تقول إن الأزمة انتهت وتم استعادة النظام في شوارع اسطنبول.
وتابعت الصحيفة: ولكن هذا التقييم مفرط في التفاؤل، حيث إن “أردوغان” يحول تركيا إلى برميل من البارود في محاولة لحشد قاعدته السياسية الخاصة، ويقيم عمدا خطوط التصدع بين الأتراك المتدينين والعلمانيين، منذ فترة طويلة، ويعمل على توسيع الفجوة بين الأغلبية السنية والأقلية العلوية في البلد، وحال استمراره في القيام بذلك، يمكن للديمقراطية التركية أن تصبح ضحية سياسته الموجهة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في 8 سبتمبر، اشتبكت الشرطة التركية والعلويون ليوم كامل في مدينة أنقرة، مضيفة أن العلويين أقلية من المسلمين، يشكلون ما بين 15 و20% من الشعب التركي، وقد عانوا طويلا من القمع والتميز، وغير معترف بأماكن عبادتهم رسميا، ويحرم أطفالهم من الاستثناء من تعليم المذهب السني.وذكرت الصحيفة أنه العلويين شاركوا في احتجاجات يونيو، وأصبح البعد الطائفي أكثر وضوحا، خاصة بعد دعم “أردوغان” للمتمردين السنة السوريين وسياسته المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.وأوضحت الصحيفة: بدلا من محاول “أردوغان” التخفيف من حدة التوترات، أدان تفجيرات بلدة الريحانية على الحدود السورية، والتي قتل فيها نحو 52 من السنة، وفي 30 سبتمبر، كشف عن حزمة الإصلاح الديمقراطي، التي نفرت المزيد من العلويين، فتقدم الطعام بشكل حصري لدائرة المحافظة السنية لحزب العدالة والتنمية، وتجاهلت مظالم العلويين وردا على ذلك تعهدوا بتكثيف نضالهم ضد الحكومة.
واختتمت “نيويورك تايمز” أن “أردوغان” لا يشعر بالقلق إزاء التهديدات التي يتعرض لها التماسك الاجتماعي في بلاده، وبدلا من ذلك، يركز على الأخطار التي تهدد حكمه.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)