وفقاً لما أفاده موقع شيعة اونلاين الإخباري في مفارقة لا تدع مجالاً للشك بخلفيات مواقف رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، ومدى إرتباطها بمواقف الدول التي تنعم عليه بمالها وثرواتها، خرج القرضاوي الذي كان يسارع فور إندلاع الاحداث في أي من الدول التي سُميت ببلدان "الربيع العربي"، ليبارك ما يجري من تحركات التي كان يصفها بـ "الثورات الشعبية" المباركة، حتى وصل به الحد للفتوى بتحليل تدخل الناتو، وقتل الاف المدنيين عبر طائراته وصواريخه الفتاكة خدمة للحرية التي لم تجلب إلا القتل والدمار والفوضى،
كما يأتي موقف شيخ "الربيع العربي" بعد أيام قليلة على الدعوة الأخيرة التي وجهها لـ"أهل السنة" للذهاب ومقاتلة حزب الله في القصير". ولعل التناقض في موقف "الشيخ العليم" بالأحداث والثورات جاء جليا وواضحا في مقاربة الأحداث على الساحة التركية وفي ملاقاة لكلام رئيس حكومة العدالة والتنمية رجب اردوغان الذي وصف المتظاهرين بـ"الغوغاء"، اعتبر القرضاوي الاحتجاجات التي تجري في تركيا بأنها "انسياق وراء المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد تركيا"، مطالبا الشعب التركي "بعدم السماح للمفسدين بأن يعودوا للفساد مرة أخرى".
فهل ما يجري في تركيا مؤامرة؟، اما تدخل عشرات الدول بالصراع عبر آلاف المقاتلين وشتى أنواع الأسلحة في سوريا لا يعتبر "مؤامرة بحسب قاموس القرضاوي؟". كما لم يدخّر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جهداً في بيانه الى الشعب التركي كي يدعوه الى "الالتفاف حول حكومة أردوغان، وعدم السماح أبدا لمن تسوّل له نفسه تعكير الأجواء وتعويق التقدم، حقدا وحسدا من عند أنفسهم"، مُعتبرا أن "تركيا تدفع ثمن مواقفها الجريئة، وعلى المحتجين أخذ العبرة من التجارب الماضية، والحق سينتصر"،
داعيا "الأقلية المعارضة" إلى "احترام رأي الغالبية العظمى من الشعب التركي، والكف عن تدمير ممتلكات الدولة والأفراد"، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه أين كان القرضاوي وخطابه التركي من الأحداث التي جرت في الدول العربية وما تشهده الساحة السورية؟، ولماذا يوجه نصائحه للمعارضة التركية لإحترام رأي الغالبية بينما في سوريا يشجع على القتل والتناحر"، كما ان مواقف القرضاوي لم تقف عند هذا الحد فهو سبق له وان توجه بالشكر الى الولايات المتحدة الأميركية، على دعمها للمسلحين الذين يقاتلون ضد الجيش السوري، وسأل لماذا لم تفعل أمريكا في سوريا مثلما فعلت في ليبيا؟ فهل موقع القرضاوي يحتم عليه الخروج بهذا الخطاب؟
بينما لم نسمعه يوجه أي دعوة للجهاد في فلسطين، وبحسب كلام أحد أئمة المسجد الأقصى "كيف صارت بوابة الجنة من دمشق ونحن جيرانها في فلسطين وغزة وبيت المقدس وتحتلنا إسرائيل ولم يدع أحد إلى الجهاد فيها قولا أو فعلا"؟ ربما يعتبر البعض موقف القرضاوي غامضاً بعض الشيء، لكنه لا يخرج عن سياقه الطبيعي خصوصاً إذا ما عدنا بالذاكرة الى ما كشفته تقارير استخباراتية عن علاقاته ولقاءاته السرية مع الموساد الإسرائيلي، وزيارته الى تل أبيب أوائل عام 2010، ولعل هذا ما جعله يحتل مكانة مرموقة في قطر، فهل سينال الداعية السلفية بعد موقفه الأخير من أحداث تركيا شهادة حسن سلوك أميركية، خصوصاً وأنه حصل في وقت سابق على شهادة تقدير من الكونغرس الامريكي.
https://telegram.me/buratha
