رفضت محكمة جنايات القاهرة التي تنظر في إعادة محاكمة الرئيس المخلوع "حسني مبارك" ونجليه ووزير داخليته في شأن اتهامات تتعلق بـ «قتل المتظاهرين والفساد»، الإدعاء المدني أمس ما يعني إبعاد عشرات المحامين المدافعين عن ضحايا ومصابي الثورة عن الجلسات المقبلة. وأثار هذا القرار احتجاجات داخل القاعة، قبل أن ترجئ المحكمة الجلسة إلى غد (الاثنين) لفض الأحراز في القضية التي عرفت إعلامياً بـ «محاكمة القرن».
وكان مبارك حضر إلى قاعة المحاكمة صباحاً من محبسه في سجن طرة، مرتدياً اللباس الأبيض الخاص بالمسجونين احتياطياً، ودخل قفص المتهمين على كرسي متحرك، مرتدياً نظارة شمسية.
كما حضر نجلاه (علاء وجمال) اللذان بدت على ملامحهما علامات مفعمة بالثقة والارتياح وظلا يتبادلان الابتسامات داخل القفص، فيما استمر وزير الداخلية "حبيب العادلي" على حال الوجوم، قبل أن تدخل هيئة المحكمة برئاسة القاضي "محمود كامل الرشيد" الذي بدأ بالنداء على المتهمين، قبل أن يعلن إرجاء القضية إلى الاثنين، مع الحكم بعدم جواز النظر في الإدعاء المدني نظراً لأن الدعاوى المدنية أحيلت على المحكمة المدنية المختصة في المحاكمة الأولى للمتهمين ولم يشملها (أي الدعاوى المدنية) الحكم الصادر من محكمة النقض بإعادة المحاكمة.
وأثار هذا القرار حال غضب من قبل محامي المدعين بالحق المدني الذين رددوا هتافات «الشعب يريد تطهير القضاء»، فسادت حالة من الهرج والمرج والضجيج، كما نشبت مشادات كلامية وتراشق بالألفاظ بين عدد من المحامين.
وكانت محكمة النقض قد قضت في كانون الثاني (يناير) الماضي بنقض (إلغاء) كل الأحكام الصادرة من محكمة جنايات القاهرة (الأولى) سواء بالإدانة أو البراءة، في قضية الرئيس المخلوع "حسني مبارك" وجميع من معه من متهمين، وأمرت بإعادة محاكمتهم جميعاً من جديد أمام إحدى دوائر محكمة جنايات القاهرة غير التي سبق وأن أصدرت حكمها في القضية.
ويحاكم مبارك ووزير داخليته و6 من مساعديه السابقين بتهمة «قتل المتظاهرين السلميين خلال أحداث الثورة»، كما يحاكم مبارك ومعه نجلاه جمال وعلاء ورجل الأعمال الهارب حسين سالم بتهمة «الفساد والإضرار بالمال العام من خلال تصدير الغاز لإسرائيل».
واستمر أمس حضور العشرات من أسر شهداء الثورة الذي رفعوا صور أبنائهم، ورددوا العديد من الهتافات من بينها: «الشعب يريد إعدام السفاح»، و «لا اله إلا الله الشهيد حبيب الله»، و «حسبي الله ونعم الوكيل»، و «القصاص القصاص .. ضربوا ولادنا بالرصاص».
كما حضر أيضاً العشرات من أنصار الرئيس السابق، وتجمعوا في المكان المخصص لهم، حاملين صوراً لمبارك ومرددين العديد من الهتافات المؤيدة له. وقامت الأجهزة الأمنية بوضع سيارتين مدرعتين بالقرب من كل من أسر الشهداء وأنصار مبارك، إضافة إلى إقامة سياج أمني بين الطرفين لضمان عدم حدوث أي اشتباكات بينهما.
.................
19/5/13609
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)