نائب ايراني: اتفقنا مع الذرية والتوقيع تأجل لإطلاع أمانو

أكد رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي، ان المحادثات الاخيرة التي اجراها وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية برئاسة مديرها العام المساعد هرمان ناكيرتس في طهران، كانت مبنية على اعتماد الحوار والتعامل حتى أننا وصلنا الى مرحلة كنا قادرين فيها على التوقيع على اتفاق نهائي لكن الوكالة فضلت المزيد من التنسيق مع مديرها العام.

وأوضح بروجردي في مقابلة خاصة أجرتها معه قناة العالم الاخبارية مساء اليوم الاحد، ان ايران لم تكن لتقوم بعملية التخصيب بنسبة 20 بالمئة لو أن الوكالة الذرية عملت بواجباتها وأمنت لمفاعل طهران هذا الوقود، مضيفا: لقد أجبرنا على العمل للوصول الى مرحلة التخصيب هذه، واليوم عندما يطلبون منا التوقف عن التخصيب بنسبة 20 بالمئة فهذه ليست بهدية للوكالة وإنما ثمرة جهود علمائنا المبتنية على اساس الحاجة الانسانية المرتبطة بمفاعل طهران.

هذا وأشار الى ان المحادثات الاخيرة مع الوكالة الذرية قد تمت في جو ايجابي ومبني على التعاون المتقابل بين الطرفين ، موضحا ان نشاطات ايران النووية تخضع لرقابة الوكالة الذرية عبر كاميرات مراقبتها المنصوبة في مراكز هذه النشاطات، وان زيارات الوكالة التفتيشية للمراكز النووية تم الاتفاق عليها وذلك في اطار معاهدة "ان بي تي"، مشددا على ان بعض الادعاءات عادة ماتقوم أميركا بخلقها وتضخيمها.

أميركا تحاول الحصول على الفضل في حال حدث اتفاق

وأشار بروجردي الى ان الاميركيين لايرغبون بالوصول الى نقطة تفاهم نهائية بين ايران والوكالة الذرية أو مجموعة "5+1"، لأن توجهات السياسة الأميركية حول هذا الموضوع تتمثل برغبتها في الحصول على الفضل والثناء في حال تم التوصل الى اتفاق، موضحا: بناء على ذلك قامت أميركا بتقديم طلب لنا للقيام بمحادثات ثنائية بيننا وبينها لحل الاشكالات، بالطبع نحن ليس لدينا أي مشكلة في ذلك ويمكننا الاجابة عن التساؤلات والشكوك التي تدعيها اميركا، وقد أعلنا مرارا استعدادنا للإجابة عنها كما تم الاتفاق على ذلك خلال محادثاتنا الاخيرة مع الوكالة.

وشدد على ان المحادثات يجب ان تسير في مسار ذو اتجاهين وان تكون مبنية على التفاعل، منوها الى ان الدول الغربية والوكالة الذرية قد أدركوا اليوم ان سياسة المواجهة مع ايران غير نافعة وأنه لابد من التفاعل والتحاور معها، موضحا: ان المحادثات الاخيرة كانت مبنية على هذا الاساس حتى أننا وصلنا الى مرحلة كنا قادرين فيها على إمضاء اتفاق نهائي لكن الوكالة فضلت المزيد من التنسيق مع مديرها العام وبالطبع لامشكلة لدينا في ذلك.

أميركا تريد اطالة المحادثات للضغط على ايران

وأشار الى ان رئيس الوكالة الذرية قال بأن الطرفان سيلتقيان مجددا خلال شهر كانون الثاني آملا ان يتم وضع رنامج عمل جديد ين ايران والوكالة.

وأوضح: نحن رغبنا خلال محادثاتنا الاخيرة مع الوكالة بالوصول الى اتفاق نهائي لكنهم رغبوا في مراجعة كافة النقاط مع رئيس الوكالة، كنا نأمل ان نضع حدا لتلك الالتباسات ولم نرغب في إطالة الامر، لكن سياسة الولايات المتحدة تعتمد إطالة المباحثات للاستفادة منها كوسيلة للضغط على الجمهورية الاسلامية، ولهذا السبب فإنها في كل مرة كانت تخلق مشكلة جديدة.

وأضاف: نحن نعتقد ومن خلال تجربتنا أنه عبر طرح الوكالة لجميع المواضيع والتي تمثلت بستة أمور وعبر اجابتنا عنها وموافقتنا عليها يجب ان نصل الى نهاية القضية ونشهد نهاية هذه المحادثات، بالطبع فيما اذا حصل اتفاق مع الوكالة الذرية وطرحت بعده أميركا نقاطا أخرى فهذا سيكون بمثابة اختلاق الذرائع من قبلها للحيلولة دون انهاء هذا الموضوع.

الوكالة الذرية طرحت نقاطا جديدة خلال المباحثات

وعن النقاط الجديدة التي طرحتها الوكالة أوضح بروجردي ان الوكالة طرحت أمورا مختلفة عن النقاط التي طرحتها في المحادثات السابقة، مضيفا: لقد تقدموا ببعض الطلبات وأوضحنا لهم ان طلباتهم يجب ان تكون دائما مبنية على منطق ما وداخل اطار معاهدة "ان بي تي" واذا أرادوا تفتيش مكان معين يجب عليهم، وبناء على توصيات من البرلمان والحكومة الايرانيين أن يقدموا ازاء ذلك امتيازات جديدة.

وعن السبب قال: لأنهم في الماضي زاروا 20 موقعا عسكريا حيث أن ايران وبشكل طوعي وقعت على برتكول اضافي يسمح لهم بهذه الزيارات، وبالنتيجة تبين انه لم يكن هناك أي مشكلة او مايثير القلق في المواقع العشرين التي زاروها وأحد هذه المواقع كان موقع "بارشين" الذي لم يجدوا فيه اي مشكلة أيضا، لكن الآن ولأن زيارة موقع بارشين تقع خارج اتفاقية منع الانتشار النووي فنحن غير مكلفين بالسماح لهم بزيارته.

يجب الاعتراف بحق ايران المسلم به باستخدام الطاقة النووية السلمية

ونوه الى ان زيارة موقع بارشين هو مثال على طلبات الوكالة، مشددا على ان زيارة المفتشين لأي موقع كان يجب ان تكون في اطار معاهدة منع الانتشار النووي، وان أي شيء خارج هذا الاطار يجب على الغرب ان يقدم مكانه امتيازا منطقيا لايران كإلغاء بعض إجراءات الحظر التي اتخذوها ضدها.

وعن الطلبات الايرانية صرح بروجردي: اولا يجبان يعترفوا بحق ايران المسلم به باستخدام الطاقة النووية السلمية، ثانيا نؤكد على ان اي اجراء يريدون اتخاذه يجب الا يخرج عن اطار معاهدة "ان بي تي"، وثالثا لابد من انهاء الحظر الظالم الذي فرضوه على ايران.

وأشار بروجردي الى ان كل النتائج التي سيتم التوصل اليها خلال المحادثات مع الوكالة الذرية سيتم ابلاغها الى مجموعة "5+1" ليتم وضعهم على أدق التفاصيل، مؤكدا ان ذلك سيكون له تأثير كبير، وأوضح: عندما نصل الى اتفاق مع الوكالة وتؤيد الوكالة نشاطاتنا بالطبع سيكون هذا ذا تأثير كبير على المحادثات مع مجموعة" 5+1" كما أنهم سيشيدون بخطوة ايران هذه وسيطرحون بقية المواضيع