صم أذنيه ورفض الاستماع إلى الأصوات التي تهدر برفض إعلانه الدستوري والاستفتاء على الدستور المشوه الذي أنتجته جماعته والمتحالفون معها. وعندما تحدث إلى الناس ذكرهم بمبارك وخيب الآمال.هذا هو الشعور الذي يسيطر على الشارع المعارض في مصر بعد انسداد كل آفاق الحل السياسي بعد خطاب الرئيس محمد مرسي الذي جاء مخيباً للآمال وخاويا من أي مضمون اللهم سوى تبرير أفعال جماعة «الإخوان المسلمين» وتعضيدها، والهجوم على المعارضة واتهامها بالعمالة والخيانة والعمل بحسب أجندات خارجية، مستخدما عبارات الرئيس المخلوع حسني مبارك.اللهجة التي استخدمها مرسي شحذت همم قوى المعارضة، التي وجهت معظم مسيراتها إلى قصر الاتحادية.حتى المصريون البسطاء، او من يسميهم المصريون بـ«حزب الكنبة»، رفعوا شعار «كل الطرق تؤدي إلى الاتحادية». وفى كل تجمع سكاني كبير يمكن ان تلحظ وبسهوله وسائل المواصلات التي خصصت للتظاهرات منادية «اتحادية... اتحادية».المسيرات التي انطلقت من كل صوب وحدب في القاهرة، والحشود التي خرجت من المحافظات والتقت معها في ميادين العباسية وعين شمس والمطرية وروكسي، جعلت الطرق المؤدية الى القصر مكتظة بالبشر.هو طوفان بشري تخطى سقف النخبة، وطالب بإسقاط مرسي ومحاكمته على جرائم القتل التي اقترفت في عهده، على غرار ما حدث مع سلفه المخلوع مبارك.لم يفلح مرسي ودعواته إلى الحوار الوطني في خطابه المتلفز، ولا جماعة «الإخوان المسلمين» التي كثفت من انتشارها الفضائي للدفاع عن قرارات الرئيس.وجاءت ردود الأفعال لتندد بخطابه وترفض دعوته. وتوالت بيانات الرفض، وكان أولها بيان «جبهة الإنقاذ الوطني»، المعارض الأكبر لمرسي والتي تضم معظم القوى الثورية والمدنية. وأعربت الجبهة عن أسفها العميق لخطاب الرئيس الذي جاء مخيبا للآمال ومخالفا للمطالب المتتالية التي وصلت إليه بطرح حلول توافقية تساهم في الخروج بمصر من الوضع الحالي، وتحقن الدماء. كما أعربت الجبهة عن دهشتها من إنكار الرئيس لحقيقة أن أنصاره هم الذين بدأوا الهجوم على معتصمي قصر الاتحادية، وأنه كان سببا في إراقة الدماء.ولذلك قررت الجبهة، كما جاء في بيانها، رفض المشاركة في الحوار الذي اقترحه مرسي اليوم، وذلك بسبب افتقار الدعوة إلى أبجديات التفاوض الحقيقي والجدي. وشدد بيان الجبهة على ضرورة الإسراع في تنفيذ طلبها بندب قاض محايد للتحقيق في أحداث الأربعاء الماضي، وتقديم المسؤولين للمحاكمة أيا كان موقعهم السياسي والأمني. كما شدد البيان على استمرار الجبهة في استخدام كل الوسائل المشروعة في الدفاع عن حقوقها وحرياتها وتصحيح مسار الثورة.بيان جبهة الإنقاذ الرافض للحوار لم يكن الوحيد، فقد أصدرت أحزاب من بينها «الكرامة» و«التجمع» و«الناصري» و«الوفد» بيانات أعربت فيها عن رفضها للحوار. كذلك فعلت حركه «كفاية» و«الجمعية الوطنية للتغيير» و«حركة 6 إبريل»، و«التيار الشعبي».على الجانب الآخر، واصلت جماعة «الإخوان المسلمين»، وذراعها السياسي «حزب الحرية والعدالة» هجومها على الرموز الوطنية، واتهامها لهم بالعمل لصالح جهات أجنبية. وتقدمت مجموعة من «الإخوان» ببلاغ يتهم مؤسس «التيار الشعبي» حمدين صباحي ورئيس «حزب الدستور» محمد البرادعي والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى بالتحريض على حرق مقرات الإخوان.وتقدم المرشد العام لـ«الإخوان» محمد بديع جنازة قتلى اشتباكات الاتحادية وسط هتافات مؤيده لمرسي وأخرى معارضه له.وعلمت «السفير» من مصادر خاصة داخل جماعة «الإخوان» أن خلافا نشب بين قياداتها بسبب سحب أعضائها من أمام قصر الاتحادية. وقالت المصادر إن نائب المرشد والرجل القوي في الجماعة خيرت الشاطر تزعم الجبهة الرافضة للانسحاب، لافتة إلى أن قراراً رئاسيا أدى الى ترجيح كفه الجهة الأخرى التي كان يتزعمها المتحدث الرسمي باسم الجماعة محمود غزلان.
https://telegram.me/buratha
