يبدو أن العرب بدءوا يستمعون أخيرا لنصائح الآخرين، ففي نفس اليوم الذ دعاهم فيه عبد الله رمضان شلح قائد تنظيم الجهاد الإسلامي إلى تزويد المقاومين في غزة بالسلاح قبل أن يصدأ في مخازنهم، وألا يتركوا الميدان للصواريخ الإيرانية وحدها تدك معاقل الصهاينة.
سارعوا إلى الأخذ بالنصيحة، لكن بدلا من أن يرسلوا بالأسلحة إلى المقاتلين الفلسطينيين ولا يتركوها ليأكلها الصدأ كما نصحهم شلح، اتفقوا على استبدال أسلحتهم القديمة بأخرى جديدة، وبدلا من أن يوجهوها لإسرائيل الذين قتلوا ويقتلون أخوتهم في فلسطين منذ عشرات السنين، يصرحون بأن أسلحتهم الجديدة هذه تأتي لمواجهة أي خطر محتمل من إيران الإسلامية.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أمس الأول الثلاثاء أنَّ دول الخليج تخطط لاستبدال معداتها العسكرية القديمة بأسلحة ضخمة جديدة تشتريها من مصنعين في الولايات المتحدة وأوروبا، للردّ على التهديد المحتمل من قبل إيران وغيره من المخاوف الأمنية الإقليمية.
ونقلت الصحيفة عن محللين، قولهم :إنَّ بلدان شبه الجزيرة العربية تسعى لبناء درع عسكري أشد صرامة ضد إيران في حال وقوع هجوم من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة ضد منشآتها النووية.
وأضافت الصحيفة إنَّ مطالب دول الخليج دفعت الكثير من الوفود التجارية العالية المستوى للتدفق عليها مع تنافس الدول الغربية للفوز بعقود تسليحية بمليارات الدولارات لشركاتها، على خلفية تزايد أجواء التوتر في المنطقة.
وأوضحت أنَّ الكونجرس الأمريكي تم إبلاغه منذ مطلع الشهر الحالي بـ4 طلبات منفصلة لشراء أسلحة من قبل دول الخليج قيمتها 24.2 مليار دولار، من بينها طائرات نقل للسعودية، ونظام صواريخ باتريوت لقطر، ونظام صاروخي دفاعي للإمارات.
وشدَّدت الصحيفة على أنَّ شركتي الأسلحة الأمريكيتين، لوكهيد مارتن وريثيون، هما المستفيدتان الرئيسيتان من العقود المقترحة، والتي زُفت إلى الكونجرس الأمريكي على أنَّها دعم للدول المتحالفة مع الولايات المتحدة بالمنطقة.
وأشارت فايننشال تايمز، إلى أنَّ الشركات الأوروبية تسعى أيضًا للحصول على عقود تسليحية كبيرة من دول الخليج، واستخدم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون زيارته إلى المنطقة هذا الشهر للضغط من أجل بيع أكثر من 100 طائرة حربية للسعودية والأمارات وسلطنة عمان، فيما ضغطت فرنسا بقوة للحصول على صفقات وعرضت تزويد الإمارات بأكثر من 60 مقاتلة حديثة من طراز رافال.https://telegram.me/buratha
