انسحب الوفد السوري من قمة عدم الانحياز أثناء القاء الرئيس المصري محمد مرسي كلمته احتجاجاً على الانتقادات التي وجهها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ووصفه إياه بـ"الظالم"، فيما أشاد مرسي بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر كمؤسس مع المؤسسين الأوائل لحركة عدم الانحياز.
وقال مرسي في خطابه أمام القمة في العاصمة الإيرانية طهران، إن "الثورة المصرية مثلت حجر الزاوية في حركة الربيع العربي ونجحت في تحقيق أهدافها السياسية لنقل السلطة إلى الحكم المدني"،
مبينا أنها "بدأت بعد أيام من ثورة تونس وتلتها ليبيا واليمن واليوم الثورة في سوريا ضد النظام الظالم"، ليبدأ بعدها الوفد السوري بالوقوف والخروج من القاعة عند الكلمتين الأخيرتين.
وأشاد الرئيس مرسي بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر كمؤسس مع المؤسسين الأوائل لحركة عدم الانحياز مع الرئيس الغاني الراحل قوامي نكروما، واليوغسلافي جوزيف بروز تيتو، والهندي جواهر لال نهرو والإندونيسي أحمد سوكارنو.
وتعتبر إشادة مرسي بعبد الناصر مناقضة لأدبيات الإخوان الذين لهم ثأر تاريخي مع الزعيم المصري الراحل لقيامه بعمليات قمع واسعة لهم في الخمسينات والستينات وإعدامه بعض رموزهم الشهيرة وأبرزهم سيد قطب، مما اضطر كثير منهم إلى الهجرة خارج مصر، وعادت الجماعة لممارسة نشاطها في عهد الرئيس الراحل أنور السادات في عهد مرشدها عمر التلمساني وإن ظلت تعرف بأنها "المحظورة" قانونا حتى الآن.
وبدأت في العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الخميس (30 آب 2012)، أعمال مؤتمر قمة حركة دول عدم الانحياز الـ16 بحضور ممثلي 120 دولة، فيما سلم الرئيس المصري محمد مرسي الذي يعتبر اول رئيس مصري يزور إيران منذ سقوط نظام الشاه وإعلان الجمهورية الإسلامية رئاسة الحركة لإيران.
ويشارك في قمة عدم الانحباز ممثلي 120 دولة بينهم رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، الذي وصل امس الأربعاء،( 29 أب الحالي) إلى طهران للمشاركة في اجتماعات القمة كرئيساً للوفد العراقي.
وتعتبر حركة عدم الانحياز واحدة من نتائج الحرب العالمية الثانية (1939- 1945)، ونتيجة مباشرة للحرب الباردة التي تصاعدت بين المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو من جهة وبين المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي وحلف وارسو حال نهاية الحرب العالمية الثانية وتدمير دول المحور وكان هدف الحركة الابتعاد عن سياسات الحرب الباردة.
يذكر أن الحركة تأسست من 29 دولة وهي الدول التي حضرت مؤتمر باندونغ 1955 والذي يعتبر أول تجمع منظم لدول الحركة، وتعتبر من أفكار رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو والرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس اليوغوسلافي جوزيف تيتو، وانعقد المؤتمر الأول للحركة في العاصمة الصربية بلغراد عام 1961 وحضره ممثلو 25 دولة منها العراق ثم توالى عقد المؤتمرات حتى المؤتمر الأخير الذي عقد في بلغراد عام 2011، ووصل عدد الأعضاء في الحركة حالياً إلى أكثر من 116 دولة وفريق رقابة مكون من 17 دولة وسبع منظمات.
https://telegram.me/buratha