اعترف أحمد علي أحمد غريبو أحد مفتيي المجموعات المسلحة في المليحة بريف دمشق بإصدار فتاوى للمجموعات المسلحة في ريف دمشق تبيح لها القتل والتي على أساسها ارتكبت العديد من الجرائم بحق أبناء الوطن ومثلت بجثثهم.
وروى غريبو في اعترافات بثها التلفزيون العربي السوري ما كانت تقوم به المجموعات المسلحة في ريف دمشق من اعتداءات وجرائم بالأموال والأسلحة التي كانت تتلقاها من الخارج وخاصة من السعودية واستقدامها مرتزقة من دول عربية.
وقال غريبو :أنا من مواليد تل عرعر التابعة لمنطقة السفيرة بريف حلب عام 1964 وأقيم في المليحة بالغوطة الشرقية التابعة لريف دمشق وأعمل إمام وخطيب جامع خديجة الكبرى في حوش الدوير التابعة للمليحة مضيفا في إحدى المرات تم اعتقال شخص في المليحة من عائلة الريحاني كان برفقته شخص آخر يدعى بلال الباعور قاوم دورية الأمن وأطلق النار عليها فرد عناصر الدورية عليه وقتلوه وفي اليوم الثاني نشر خبر في المليحة بأن من قام بتسليم الريحاني وتسبب بمقتل الباعور هو أنا فخفت من هذا الخبر الذي لا علاقة لي به وبدأت البحث عن الشخص الذي اتهمني بذلك وأشاع الخبر.
وقال غريبو :تم تهديدي بالقتل فشعرت بالخوف وبعد التهديد الأول بأربعة أيام جاءت سيارة إلى منزلي الساعة الثانية عشرة ليلاً وفيها أربعة مسلحين طلبوا مني الذهاب معهم لمدة ساعة فقط وهددوني بابني علي في حال لم أفعل ذلك فذهبت مشيرا لقد قامت المجموعة بوضع عصابة على عيني ولكن بحكم معرفتي وخبرتي بطرقات المنطقة عرفت أن الطريق الذي مشينا فيه يتجه إلى دير العصافير وعندما وصلنا هناك أدخلوني خيمة كان فيها مجموعة من الناس وأمامهم حشيش ومخدرات فحققوا معي وأبلغتهم وأقسمت لهم أنه لا علاقة لي بتسليم الريحاني فصدقوني وتعرفت على شخص اسمه عمار غزال ملقب بأبي خالد كان هو من حقق معي لمدة ساعتين.
وأضاف غريبو خلال الجلسة طلب مني أبو جاسم هزبر العمل مع الموجودين من خلال إعطائهم الدروس الدينية وتعليمهم الوضوء والصلاة فوافقت ومن خلال معرفتي اللاحقة بهم وجدت عقوق الوالدين عندهم بشكل عجيب جداً وعرفت أنهم من مدمني الخمور والمخدرات والحشيش وأنهم من اللوطيين الذين يغتصبون الأطفال وكان بينهم أحد الأشخاص الذين أعرف أنه أقدم على اغتصاب امرأة متزوجة وتسبب بطلاقها مؤكدا ان خلال لقائي بهم كنت أتساءل بيني وبين نفسي كيف يمكن لأمثال هؤلاء أن يحرروا وأي حرية يطالبون بها فهم يتعاطون المخدرات وبالمقابل كنت خائفا منهم لأنهم أشخاص سيئون وقد كنت آخذ كل واحد منهم لأعلمه الوضوء دون قناعة مني بذلك لأنهم لم يكونوا يعرفون الصلاة وبعد فترة قلت لهم إنني أعتذر لأن على هؤلاء الأشخاص أن يتوبوا أولاً توبة نصوحاً ثم يطلقوا على أنفسهم التسميات التي يريدونها.
وتابع لم يكن مع هؤلاء أي عسكري في البداية وبعد مدة أرسل حجيراتي شخصاً إلي لأذهب إليهم حتى يعرفوني على ضابط برتبة ملازم أول التحق بهم فذهبت وقابلت هذا الضابط الذي كان هارباً من سقبا ولم يجد مكاناً يجلس فيه فالتجأ إلى الشيخ أبو أنس من عائلة أبو الذهب ثم جاؤوا به إلى دير العصافير مضيفا لقد تعرفت على هذا الضابط الذي قال لي إنه من عائلة قدور أو قدرو في حمص ويلقب بأبي عدي وهو طويل القامة ونحيف ويتحدث بطريقة من الصعب فهمها، فقلت لحجيراتي.. ما المطلوب مني، فقال لي.. نريد أن نسلمه القيادة ونسمي أنفسنا الجيش الحر، فقلت لهم: إنكم أحرار وهذا الأمر يعود إليكم.
وأضاف غريبو تم هذا الأمر بالفعل وسلموه القيادة ولكنني لا أعرف ما مدى معرفته وخبرته بالقيادة العسكرية وخلال جلساتي معهم لم أكن أسمع منهم سوى الحديث عن فلانة أو غيرها وكان قدور يطلب دوماً من شخص يدعى أبو سلطان باكير أن يحضر له نساء وتابع لقد صدرت فتوى منشورة على الانترنت معروفة بالفتوى 107 لأن من أصدرها هم 107 مشايخ من داخل سورية وخارجها وتنص على جواز قتل كل من يتعامل مع الدولة إذا ثبت أنه قاتل وسألوني عن رأيي بها فأجبتهم بأن هذا الكلام صحيح.
وأضاف غريبو كان ذلك أول خطأ ارتكبته وهو الإفتاء بالقتل فقد كانوا يقتلون بشكل غير طبيعي ويمثلون بالجثث وأنا أتذكر أنهم قتلوا أكثر من خمسة أشخاص وألقوا الجثث في الصرف الصحي وفي حاويات القمامة وبعضهم قاموا بالتمثيل بجثثهم سواء قطع الأيدي أو الأعضاء الذكرية أو تشويه الرأس بما يتنافى مع التعاليم الإسلامية.
وقال تحدثت مع الشيخ عمر حجيراتي وطلبت منه أن يتحدث إليهم كي لا يمثلوا بالجثث، فقال لي.. دعنا يا شيخ من ذلك وليفعلوا ما شاؤوا فهؤلاء الشباب أحرار فيما يريدون وأذكر من بين من قتلوهم بناء على الفتوى زهير طيبة الذي قاموا بتفجير سيارته في جرمانا وبعده شخص يدعى أبا علي كان يعمل عند طيبة وشاباً اسمه عبدو جمعة ألقوا بجثته أمام منزل أهله وشخص في شبعا وشخصين آخرين لا أعرف اسمهما مشيرا في إحدى المرات زارني أبو أسامة شويكي وهو شخص في الثلاثينيات من عمره ومعه شخص اسمه العقيد أبو الوليد وهو على رأس عمله وقالوا لي إنهم من جبهة نصرة أهل الشام وسينشئون لواء باسم لواء أحباب المصطفى وطلبوا مني المساعدة بهدف ضم المجموعات المسلحة في دير العصافير والغزلانية وزبدين وحتيتة التركمان إليهم لتشكيل اللواء، فقلت لهم: لا أستطيع أن أساعدكم إلا بجمعكم مع المسؤولين عن تلك المجموعات.
وأضاف ذهبت مساء إلى عمار غزال وقلت له إن جماعة جبهة نصرة أهل الشام تريد لقاءه وإن هذه الجماعة من التكفيريين السلفيين ولا تتعامل إلا بالتفجيرات وهي تتلقى الأموال من الخارج، فقال لي.. لا مشكلة في ذلك مادمنا جميعاً سلفيين وماداموا سيعطوننا الأموال وطلب مني تأمين لقاء مع أبو أسامة شويكي، وقال لي.. إن جبهة النصرة عددها 200 شخص لا يزيد ولا ينقص دون أن يخبرني عن سر هذا الرقم.. واتصل بي شويكي فطلبت منه المجيء إلي بعد يومين كي أجمعه مع عمار غزال، وفعلاً تم الاجتماع وكان النقاش يدور حول إنشاء لواء أحباب المصطفى، فطلب شويكي من غزال الانضمام إليه وتقديم الولاء والقسم واليمين مقابل المال والسلاح، فرد غزال بأنه لا مشكلة مادامت جبهة النصرة ستقدم السلاح والمال وطلب أن يكون ذلك قبل الولاء والقسم، لكن شويكي لم يثق بهذا الكلام وطلب الولاء والقسم أولاً فعاد غزال وطلب كمية قليلة من المال والسلاح حتى يعطيهم الطاعة فانتهى الجدال دون اتفاق وأضاف إن تمويل هذه المجموعات كان بحسب عمار غزال يأتي عن طريق أبو جميل باكورة من جوبر وأنا سألت أبو جميل عن مصدر هذه الأموال فقال لي إنها تأتي من لبنان والسعودية والأردن.
وقال غريبو إن تنظيمي القاعدة وجبهة النصرة في سورية تكفيريان ويؤمنان بالطائفية ويستحلان الدماء وليس عندهما مشكلة بقتل المدنيين خلال عملياتهم وكان هناك شخص اسمه أبو طلحة أكثر إقامته في حلب ومهمته كانت الخروج إلى تركيا وجلب الشباب من تونس والجزائر وليبيا وتهريبهم عن طريق إدلب وإيصالهم إلى السيدة زينب وتسليمهم إلى أبو أيمن وأبو أحمد اللذين يوزعانهم على المجموعات المنتشرة في ريف دمشق ويؤمنان المأكل والمسكن والمشرب لهم مؤكدا أبو طلحة الذي تعرفت عليه في دير العصافير يحمل الفكر التكفيري ويعتقد أنه يجب القضاء على العلمانية في سورية وعلى فكر حزب البعث وهم كانوا جميعاً لا يؤمنون بالمصالحة أو الحوار وإنما بمبدأ القتل والتدمير فقط.
وختم غريبو بالقول أقول للجميع لا تنخدعوا بمصطلح الجيش الحر لأنه كلمة كاذبة معسولة فلا يوجد بالفعل جيش حر وأنا رأيتهم وعشت معهم وأكلت بينهم فهؤلاء أناس اعتادوا على المخدرات والاغتصاب واللواطة والسرقة ولا يمكن أن يكونوا أحراراً أو جيشاً حراً لأن هذه الكلمة ظاهرها عسل وباطنها أمر من الصبر فنحن أبحنا القتل الذي حرمه الله ونبيه وكل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية كما أحذر الجميع من كلمة السلفية لأن الإسلام لا يحوي على السلفية أو الوهابية، وأقول للقرضاوي ألم تكفك دماء الليبيين وما حصل في مصر.. فدع سورية لشأنها.
https://telegram.me/buratha