بيروت / مراسل براثا نيوز
أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء يوم الاثنين في حفل الإفطار المركزي لمديرية الأنشطة النسائية في هيئة دعم المقاومة الإسلامية، واعتبر في بدء كلمته أنه"من الطبيعي في هذا الحفل الذي عنوانه المقاومة ودعم المقاومة ان اتحدث عن المقاومة واستكمل ما قلته في الحديث السابق ولكن قبل ان ادخل الى موضوعي اجد من واجبي ان نتوقف قليلا امام الحادثة المأساوية التي حصلت في سيناء عند الحدود وما تعرض له ضباط وجنود مصريون حيث ذكرت وسائل اعلام أنه قتل 15 او 16 ضابطا وجنديا مصريا وايضا على ذمة الإعلام انهم قتلوا ذبحا وعند وقت الإفطار".
وأشار سماحته إلى أن"هذه حادثة محزنة ومؤلمة ومن واجبنا القول إن هذا الاعتداء مدان ومن المحزن ان ينسب إلى الدين والإسلام والمقاومة أو يرفع له شعارات من هذا النوع".
وتوجه السيد نصر الله بالتعزية الى القيادة المصرية والجيش المصري وعائلات الضباط والجنود الشهداء.
ولفت سماحته إلى أن"الرابح الأكبر في هذه الحادثة هو إسرائيل وهي التي ستحصد نتائج هذه الحادثة ولذلك يمكن الانسان ان يقول انها حادثة مشبوهة في خلفياتها واستهدافاتها".
وأضاف السيد نصر الله"قطاع غزة الذي كان ينتظر الانفراج مع التحولات في مصر عاد الى الحصار مع اغلاق الانفاق ، المصريون يدفعون الثمن وهناك من يريد اخذ مصر وشعبها وجيشها ومسلميها ومسيحييها الى الفتنة المتنقلة ، وإسرائيل هي المستفيد الاول".
وأكد سماحته أن"هذا النوع من الاحداث لا صلة له اساسا بالإسلام ولا بالدين او القرآن، هناك تهديدان حقيقيان للأمن والاستقرار في المنطقة اولا "إسرائيل" وثانيا العقل التكفيري التقتيلي التذبيحي الذي يعمل على نشره في العالم العربي والإسلامي وتقف وراءه حكومات عربية تموله من النفط العربي".
وأشار السيد إلى أن"هذه الايام مؤلمة وحزينة بسبب ما يجري حولنا في المنطقة، في سوريا قتل ودمار وخطف زوار لبنانيين وإيرانيين، في العراق تفجيرات متنوعة، وفي البحرين أيضا خطف ناس مسالمين وأيضا ما يجري في القطيف".
وأضاف سماحته أنه"يسجل غياب الحكومات والأنظمة مما يجري بل الكثير متورط في تعميق هذه الجراحات ودفع الامور الى المزيد من الازمة والشدة والصعوبات".
بالنسبة لقضية المقاومة قال سماحته إن"هذه القضية ذات اهتمام متواصل محلي وإقليمي ودولي خصوصا فيما بعد سنة 2000 لأن هناك مستوى كبير من الاستهداف للمقاومة و هناك واقع وحقيقة انه بالنسبة للإسرائيلي يعتبر ان المقاومة في لبنان باتت تشكل التهديد الاول لمصالحه وعدوانه ومشاريعه وهذا واضح، هذا يوصلنا الى حقيقة ان اسرائيل اذا ارادت الاعتداء على لبنان فهناك من تخشاه و تحول الوضع اليوم الى ان القلق الاول لإسرائيل هو لبنان بسبب وجود المقاومة وهذه نتيجة طبيعية وتأتي بسبب الهزيمة النكراء التي لحقت بإسرائيل عام 2000 و2006، هذا يفسر اليوم كيف ان اسرائيل لم تستغل احداث المنطقة لتهجم على لبنان رغم ان تاريخها يقول ذلك".
وأردف بالقول "إسرائيل لها حساب لتصفيه مع لبنان وكل الدوافع موجودة لإسرائيل لكي تعتدي على لبنان لكن المانع هو خوفها من الفشل لان في لبنان مقاومة قوية ومحتضنة ايضا من جزء كبير من الشعب اللبناني".
وأشار سماحته إلى أن "كل السلاح عند اغلب الجيوش العربية لا يخيف اسرائيل ولكن اذا دخل اي سلاح كاسر للتوازن يهددون فورا بالحرب، هذا يعني ان لبنان يملك قوة ردع اسمها المقاومة وهذه نتيجة موجودة اليوم في واقع لبنان، اذا كان لبنان يملك قوة ردع يجعل اسرائيل تفكر ألف مرة قبل ان تعتدي عليه فهذه نعمة، كيف نتصرف مع هذه النعمة؟".
وتساءل السيد حسن نصر الله"هل فعلا اليوم نحن في ظلّ ما يجري بالمنطقة هل وصلنا الى اليوم الذي نستطيع ان نستغني فيه عن قوة المقاومة؟"
وأضاف" هل وصلنا الى اللحظة المناسبة لان نستغني عن المقاومة؟ وهذا سلاح لنا ايضا، ما هي قوة الردع البديلة التي يمكن ان تتوفر للبنان كي نطمئن ان اسرائيل تخشى الاعتداء على لبنان؟ هل اطماع اسرائيل بأرضنا ومياهنا انتهت؟ حتى في مسألة النفط والغاز فهناك اهتمام اسرائيلي بالغ بهذا الموضوع.
وأضاف السيد"هل ستكتفي إسرائيل بما عندها من نفط وغاز؟ ما هي ضمانات لبنان ان يحصل على نفطه وغازه؟ لدينا رؤية منطقية ومجربة نقدمها لكن هناك آخرين ليس لديهم رؤية اخرى ويريدون فقط ان نسلم سلاحنا".
وتابع"هل يستطيع الجيش ان يشكل قوة ردع؟ يجب ان تكون قوته توازي قوة الجيش الاسرائيلي وحينها يمكن ان يحقق ذلك قوة ردع، ولكن هل يمكن التوصل لذلك؟".
واعتبر سماحته أن"البعض يقول إن هناك مخاوف من وجود المقاومة وسلاحها خصوصا أن هذا السلاح موجود لدى جهة محددة من طائفة محددة، هذا يعني ان الطوائف الاخرى تقلق وتخاف، المقاومة تشكل حاليا قوة ردع، الصحيح ان نعالج المخاوف لا أن نلغي المقاومة ونعرض البلد كله لمخاطر وجود إسرائيل".
وأضاف سماحته "يقولون لا انتخابات في ظل السلاح ومنذ بضعة ايام حصلت انتخابات في الكورة وشهدوا على نزاهتها، وكل هذا حصل في ظل السلاح، سلاح المقاومة للمقاومة ولا يؤثر على الانتخابات لا سلبا ولا ايجابا وكل الانتخابات التي جرت لا يسجل انه كان لسلاح المقاومة أي تأثير عليها".
وتابع"يقول البعض لا نسبية بظل السلاح، كيف تشرحون ذلك لنا؟ هل يصح اجراء انتخابات بقانون اكثري بظل وجود السلاح ولا يجوز اجراء انتخابات بقانون نسبي اذا استمر وجود السلاح؟ لا يجوز ابقاء الانتخابات بوجه السلاح وهذا افتراء".
وأردف بالقول"البعض يقول كي نعالج فوضى السلاح في لبنان يجب حل المقاومة ومصادرة سلاحها، هل هذا صحيح؟ في لبنان هناك احزاب وميليشيات وحروب وفوضى سلاح قبل ان اولد انا وقبل ان تولد المقاومة، السلاح موجود عند كل اللبنانيين والسلاح الذي يؤدي الى مشكلة موجود عند كل اللبنانيين اما السلاح الذي يؤدي الى ردع اسرائيل فموجود عندنا فقط".
ورأى سماحته أنه"يمكن تنظيم فوضى السلاح اذا توفرت الارادة لدى الدولة وكل القوى السياسية مع الحفاظ على المقاومة".
وتطرق السيد نصر الله إلى موضوعي الفساد والطائفية ، فالحال منذ سنوات طويلة انه ليس فقط الفئة الاولى في الدولة على اساس المحاصصة الطائفية بل الفئة الثانية ايضا والثالثة والرابعة، كلما اوغلت الطائفية في النفوس بات اصعب إزالتها من النصوص، هناك قوى سياسية لا تستطيع ان تبقى حاضرة في المشهد السياسي إلا على اساس التحريض الطائفي والمذهبي".
وأضاف"يقولون ان سلاح المقاومة مانع لقيام الدولة، هل كان هناك دولة قبل وجود المقاومة؟ لم يكن هناك دولة قبل التسعين وهل نحن منعنا قيام الدولة؟ ابدا، يخبؤون الاسباب الحقيقة ويخترعون اسبابا وهمية، الاسباب الحقيقية لها علاقة بهم وبغيرهم، السبب الاول الطائفية في لبنان، الراحل كمال جنبلاط كان يتحدث عن شعوب لبنانية وهذا شيء من التوصيف اليوم، نحن في لبنان طوائف وعندما نريد اقامة نظام على قاعدة المحاصصة الطائفية والصراعات الطائفية لا يركب نظام ودولة، اذا اردنا اقامة دولة وطنية عصرية على قاعدة المحاصصة والتجاذب الطائفي لن تركب دولة حقيقية، ونحن منذ تشكيل لبنان الكبير لدينا ازمة اسمها ازمة الدولة".
أما في مشكلة الفساد في لبنان فقال سماحته"الفساد السياسي والمالي والإداري، كيف تقام دولة في ظل فساد مستشري، البعض ينقلون البندقية من كتف لآخر والولاء السياسي بالمال، نتأخر بالإصلاح لكن المشكلة ان الفساد كان محميا ولا زال، اغلب القوى السياسية التي تنجح في الانتخابات هي جزء من الفساد وتحميه وأحيانا اذا اردت محاربة الفساد تهدد بحرب طائفية وأهلية، قدرة بعض الحلفاء بالدخول في الاصلاح افضل منا لأنهم لا يملكون السلاح، مشكلتنا ليس بوجود السلاح بل لأنهم سيضعون مشاكل بوجهنا، الفساد هو ما يعيق اقامة دولة وليس وجود المقاومة".
وقال السيد"اذا كان هدفي تحرير الشريط الحدودي كله فهدفي وطني، عندما تعنيني كل حبة تراب وماء في لبنان أكون وطنيا، الوطنية ليس بالادعاء بل بالممارسة".
وشدد سماحته أنه "من يفكر بالسلم الاهلي ووحدة اللبنانيين وعيش واحد يجب ان يزيل من باله انه طائفة يجب ان يقود الآخرين".
وأضاف" قوى 14 آذار تريد ان تسلم المقاومة السلاح وان ترحل حكومة ميقاتي لتتسلم هي الحكم، نسألهم اذا تسلمتم الحكومة هل تستيطعون حماية لبنان؟ هل تستطيعون مكافحة الفساد؟ كيف يمكنهم ذلك وهم جزء كبير من الفساد".
واعتبر السيد نصر الله أنه"كان لدينا فرصة للسيطرة على البلد في 7 أيار ولم نفعل ولا نريد ذلك، حكاية الطائفة الحاكمة انتهت ولا يمكن لأي طائفة ان تحكم لبنان، الطائفة القائدة في لبنان ايضا موضوع انتهى، من يفكر بهكذا عقلية يريد اخذ البلد الى مزيد من الازمات".
وأعلن سماحته باسم الطائفة الشيعية اننا"لا نريد ان نكون لا طائفة حاكمة ولا طائفة قائدة بل نعترف ان لبنان يقوم بكل طوائفه وباحترام متبادل، لا تستطيع اي طائفة مهما بلغت من قوة ان تحكم لبنان".
وأشار السيد الى انه "يوم حصلت احداث 7 ايار كان هناك حكومة بتراء اعتدت على المقاومة وحصل ما حصل وتعطل البلد، جاء وفد من الجامعة العربية قال لنا ماذا تريدون لحل الوضع، وكان طلبنا ان تتراجع الحكومة عن قرارها بشأن الاتصالات وثانيا عودة اللبنانيين الى طاولة الحوار".
وقال سماحته انه "لدينا سلاح منذ ثلاثين سنة وأفضل ظروف للسيطرة على البلد كانت موجودة بالسنوات الماضية لكن لم نقم بذلك لأننا لا نريد ذلك ولن نفعل ذلك، ولو كان لدى اي من قوى 14 آذار ما نملك من سلاح لكان هيمن على البلد".
ولفت سماحته إلى انه"نحن اكبر المستفيدين في لبنان من قيام دولة وطنية حقيقية، لا استئثار فيها ولا حرمان ولا تهجير للبنانيين من اراضيهم وضيعهم، دولة تمنع التحريض المذهبي والطائفي".
واعتبر السيد أنه" اذا استقالت الحكومة واستلمت حكومة 14 آذار الحكم ستزداد الـTVA، على الاقل الحكومة الحالية قامت بنأي بالنفس عما يجري ولكن اذا استلموا هم الحكم سيفتحون معسكرات في الشمال والبقاع ويقيمون منطقة عازلة، لا مجال إلا ان نجلس سويا ونأمل ان يسمح لهم بالجلوس الى طاولة الحوار".
ورأى سماحته أن" اميركا والغرب يريدون تدمير سوريا ويمنعون الحوار فيها، مع العلم ان ما يجري فيها يدمي القلب على المستوى الإنساني، اذا تركت الامور للحسم العسكري فالأمور متجهة للمزيد من القتل والذبح".
وآمل السيد أن لا تضع الناس شروطا على الحوار ويبقى اللبنانيون يستطيعون التحدث مع بعضهم لأن الفوضى هي البديل عن الحوار.
42/5/814
https://telegram.me/buratha