الدولية / براثا نيوز
حذّر الكاتب والمحلل السياسي «محمد حسنين هيكل» من دخول العرب في فتنة المذاهب كون ذلك "سيؤدي إلى كوارث بدايتها ما نراه في اليمن والبحرين". وانتقد هيكل عدم استيعاب "الاخوان المسلمين" لما يحدث، مرجعاً ذلك إلى ما سمّاه "نشوة الاعتراف بشرعيتهم والتي لم تعطهم فرصة كافية لدراسة دواعي الاعتراف بعد نشوة الاعتراف". وأوضح أن "الاعتراف الاميركي والغربي بـ"الإخوان المسلمين" لم يجد قبولاً بحق لهم ولا تقديراً تجلت دواعيه فجأة امام المعترفين، ولا اعجاباً ولا حكمة، لكنه جاء قبولاً ولو جزئياً بنصيحة عدد من المستشرقين بينهم".
ولفت إلى أن "ما حدث في بداية القبول بنصائح المستشرق «برنارد لوي» هو أن السياسة الاميركية حاولت توظيف قادة وزعماء من العرب لتحقيق المطلب، وعلقت أهمية ظاهرة على جهود الامراء ورؤساء دويلات الخليج في محاولة تغيير طبيعة الصراع الرئيسي في المنطقة من صراع (عربي اسرائيلي) إلى صراع (عربي فارسي)"، مشيرا إلى أن "النجاح لم يكن بمستوى ما يطلبه الكبار في واشنطن وغيرها"، فـ"تجددت نصيحة الاستشراق بأن الافضل فاعلية للمواجهة لتصبح أقوى إذا انتقلت من كونها حكومات أمام حكومات لكي تصبح مجتمعات ضد مجتمعات، ولتكن المواجهة بين المذاهب الاسلامية كونها عداءً مباشراً وأعمق نفاذاً".
وتطرق هيكل إلى التوجه الأميركي نحو تشجيع وتوسيع المواجهة بين جمعات سنية وأخرى شيعية، فقال: "بهذا القصد طرأت مسألة الاعتراف بـالإخوان وبقبول مشاركتهم شرعياً فيما كان محظوراً عليهم من قبل والإخوان تنظيم سني نشيط"، معتبرا أنه "من المفيد كذلك أن يرى أصحاب الطلب هذه اللحظة ان يكون لـ الإخوان السنة دور على مستوى الشارع العربي في مواجهة مع الشيعة في قلبه".
وأردف "كان من حق الاخوان ان يعترف بهم لكن واجبهم بعد النشوة ان يطلوا على بواعث الاعتراف، بمعنى ان حقهم صحيح لكن توظيف هذا الحق في تأجيج فتنة في الاسلام لمصلحة آخرين خطأً، خصوصاً في هذه الظروف".
18/5/811
https://telegram.me/buratha