الصفحة الدولية

الغارديان اللندنية:التدخل الخارجي يقود إلى السقوط السوري إلى الظلام


 

عبد الرزاق عابد / مراسل براثا نيوز في اوربا

جاء في مقال نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية أمسالاربعاء، ان دعم الغرب وأنظمة الخليج الفارسي للمعارضة لا يجلب الحرية للسوريين، بل يدفع نحو الصراع الطائفي والحرب، وإذا ما تم تقسيم سوريا، فإن كامل نظام دول الشرق الأوسط والحدود في المنطقة سيلج عالم المجهول.

هذه هي الخلاصة القاتمة التي يقودنا إليها مباشرة الكاتب الصحفي «سيماس ميلن» في مقاله المطوَّل المنشور على صفحات الرأي والتحليل في صحيفة الغارديان البريطانية الصادرة اليوم تحت عنوان: "التدخل الخارجي يقود إلى السقوط السوري إلى الظلام".

وقال الكاتب إلى جانب القتال الذي تشهده مدينة "حلب" بين القوات الحكومية ومناصريها من جهة، ومسلحي المعارضة من جهة أخرى، وتشجيع القوى الإقليمية والدولية على الانشقاقات في صفوف العسكريين والمدنيين في النظام السوري.

ويرى ميلن في اختطاف المعارضة السورية قبل أيام لـ 48 شيعيا إيرانيا، تقول طهران إنهم كانوا في طريقهم إلى زيارة ضريح السيدة زينب (ع) بالقرب من العاصمة دمشق، وتقول المعارضة إنهم عناصر في الحرس الثوري الإيراني، أحد تلك التطورات الخطيرة التي قد تسهم في نقل الصراع إلى خارج الحدود السورية.

أما التطور الخطير الآخر، يقول الكاتب، فهو تهديد الجيش التركي مؤخرا بالتوغل في عمق الأراضي السورية لمنع ما تقول أنقرة إنه انتشار لعناصر حزب العمال الكردستاني الذي يخوض حربا ضروسا ضد القوات والمصالح التركية طمعا في انتزاع انفصال المناطق الكردية في جنوب شرق تركيا وتكوين كيان كردي مستقل هناك.

ويرى الكاتب أيضا أن ثمة تطورا ثالثا لا يقل خطورة عن العاملين السابقين، ويقصد هنا ما أطلق عليه حرفيا "تدفق المقاتلين الجهاديين" الإسلاميين إلى داخل الأراضي السورية وانضمامهم إلى المعارضة السورية المسلحة في سعيها للإطاحة بنظام الرئيس السوري «بشار الأسد».

ويقول ميلن: "لقد باتت الآن كل الفرص متاحة لاحتمال انتشار الصراع وانتقاله إلى خارج سوريا. فلنأخذ تركيا مثلا، ففي تلك البلاد أقلية علوية كبيرة وأقلية كردية أيضا كبيرة وتعرضت للاضطهاد لزمن طويل. فقد هددت تركيا بممارسة حقها في التدخل لملاحقة المتمردين الأكراد داخل سوريا بعد انسحاب القوات النظامية السورية من مناطقهم شمالي البلاد".

وفي الجارة الصغيرة لبنان، يقول الكاتب، هنالك نار قد اندلعت بالفعل في شمال البلاد بعد أن كانت شرارتها الأولى قد انتقلت من الشقيقة الكبرى سوريا، وهي تنذر بالامتداد لتشمل كامل الأراضي اللبنانية.

وقبل أن يختتم الكاتب مقاله يعود بنا للتشديد مرة أخرى على حقيقة أن "التدخل الخارجي في سوريا في الواقع يطيل من عمر الصراع الدائر فيها، بدل أن يؤدي إلى إيجاد حل له".

وفي الختام يقول: "إن السبيل الوحيد الذي يتيح للسوريين الفرصة لتقرير مصيرهم ورسم مستقبلهم بأنفسهم ومنع سقوط البلاد في بحر ومتاهات الظلام هو الضغط على الأطراف المعنية للتوصل إلى تسوية سلمية عبر التفاوض والحوار، وهذا الشيء بالذات هو ما يعرقله الغرب وأصدقاؤه وبشدة".

................

27/5/809

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك