بيروت / مراسل براثا نيوز
أكد الامين العام لحزب الله «السيد حسن نصرالله» أن حزب الله مهتم بالوصول الى استراتيجية تحمي لبنان حقيقة"، مشيراً الى أنه "ليس في وارد مقاطعة طاولة الحوار ولا نريد تخريبها ولكن نرفض ان تتحول مشاركة ذاك الفريق بالحوار الى مادة ابتزاز للرئيس «ميشال سليمان» او الحكومة بأمور لا علاقة لها بالحوار".
ورأى انه "اذا كان هدف الحوار جادا في التوصل لاستراتيجية دفاعية لحماية لبنان فهذا الهدف اقدس من اي قضية اخرى ولا يجب ان يعطل لاي سبب ولكن الهدف لم يكن ذلك"، مضيفاً "اليوم يتم ابتزاز الدولة للعودة الى الحوار والهدف من العودة الى الحوار تطيير الحكومة". وأعلن السيد نصرالله على انه "اذا عُقدت طاولة الحوار في اي وقت لن نقاطعها وبقاء الحكومة ليس مرتبطا بانعقاد هذه الطاولة او بعدمها".
وفي كلمة له بحفل الإفطار السنوي المركزي لهيئة دعم المقاومة الإسلامية، لفت السيد نصرالله الى ان "من يتحدث عن تسليم سلاح المقاومة للجيش يضيع المقاومة ويفرط بالجيش"، مؤكداً أن "طلبهم بتسليم سلاح المقاومة للجيش ليس هدفه حماية لبنان بل التخلص من سلاح المقاومة".
وأوضح سماحته ان "الذي يحمي لبنان اليوم هو توازن ردع ورعب مع اسرائيل، اي كما يخاف لبنان من اسرائيل كذلك هي خائفة من لبنان، ما يقيم توازن الردع خشية اسرائيل ممن يملك السلاح"، مضيفاً "في اللحظة التي يصبح فيها السلاح تحت امرة الدولة يفقد قوته في الردع"، مشيراً الى أن "الاميركي يمكنه حينها ان يطلب من المسؤولين عدم الرد على اي اعتداء اسرائيلي لأن هذا نظامنا وآليات اتخاذ القرار في النظام معطلة، وبالتالي يمكن للاسرائيلي ان يستبيحنا، في توازن الردع يجب ان يبقى العدو خائفا"، معتبراً ان "الاستراتيجية المناسبة حاليا وجود جيش قوي ومقاومة قوية ووجود تناغم وتنسيق بينهما".
السيد نصرالله أكد اننا "نحتاج الى استراتيجية تحرير واستراتيجية دفاع، مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من مزارع شبعا تحت الاحتلال وهذه الاراضي بحاجة الى تحرير"، مؤكداً ان "الموضوع هو سيادي والسيادة لا تتجزأ"، مضيفاً "عندما كان الشريط الحدودي محتلا وكان يُعتدى على بقية الجنوب من كل الطوائف كان هناك قوى سياسية لا يعني لها الشريط الحدودي شيئا".
وأشار نصر الله الى أن "الحديث عن استراتيجية التحرير ليس جديدا". وطالب طاولة الحوار بوضع استراتيجية تحرير كما تضع استراتيجية دفاع، معتبراً ان "تخلي الدولة عن وضع استراتيجية تحرير يعني ايكال هذه المهمة للشعب".
وأكد السيد نصر الله ان "نقاش استراتيجية تحرير يؤدي الى تثبيت المقاومة ولذلك لا يريدون وضع هكذا استراتيجية"، مشيراً الى ان "المقاومة اليوم باتت تمثل كل هذا التراث والتضحيات الجسام لشعبنا واهلنا ومقاومتنا والجيش اللبناني وكل الشعب وبالتالي نحن الذي انطلقنا في هذه المقاومة لسنا عبدة سلاح ولا اراضي ولا كيانات بل نحن عبدة الله، لكن الله عندما خلقنا فطرنا على الشرف والعزة ورفض لنا بالفطرة ان نعيش اذلاء وان يحتل احد ارضنا". ورفض سماحته مقاربة هذا الموضوع من ناحية السلاح "نقبل ونتعاون ونناقش ونحرص ان نصل الى نتيجة عندما يكون اطراف الحوار يريدون بجد كرامة لبنان ومصلحته واعراض اللبنانيين وكرامتهم".
وتطرق السيد نصرالله إلى جلسات الحوار الوطني التي كان دعا اليها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه، قائلاً "عقدت اول جلسة وشاركنا فيها دون اي تحفظ وكانت على جدولها بحث استراتيجية دفاعية وذهبنا الى الحوار بصدق وجدية وامل بامكان التوصل الى تفاهم وطني وكان هناك تفاهم ضمني بيننا وبين سعد الحريري الذي قال لي إن كل ما اتفقت عليه مع الوالد نكمل فيه"، مضيفاً "في طاولة الحوار حصل النقاش الى ان وصلنا الى آخر نقطة، بري قال لهم تفضلوا وكان معلوما اننا سنناقش الاستراتيجية الدفاعية ولكن لا احد تفضل ولا احد ناقش، وانا عرضت رؤية حزب الله للاستراتيجية الدفاعية وتكلمت بخلاصة عن العدو من هو ومقدراته واشكال عدوانه الممكنة ونقاط قوة العدو ونقاط ضعفه، ثانيا لبنان المعتدى عليه نقاط القوة لديه ونقاط الضعف، الانسان في لبنان من نقاط القوة، وصولا الى الخيار المتاح امامنا وقلت اننا بحاجة لاستراتيجية دفاعية متكاملة سياسيا وتربويا واقتصاديا وليس فقط السلاح، عندما وصلنا الى العسكر قلنا ان هناك ركيزتين جيش قوي ومقاومة شعبية قوية وتكامل بينهما".
تابع سماحة الأمين العام لحزب الله "ختمت مطالعتي بكلام لرئيس الحكومة السابق «سليم الحص» يقول ان القضية هي حماية البلد والمقاومة حاجة ضرورية ملحة للحماية والمشكلة ان سلاح المقاومة منحصر بفئة واحدة من اللبنانيين، نريد جيشا قويا ومقاومة وتنسيقا بين الجيش والمقاومة في حده الاعلى لا تكون فيه المقاومة تحت امرة الجيش".
وفي سرده لوقائع جلسة الحوار قال السيد نصرالله "انتهيت من مطالعتي بالحوار، وقال بري تفضلوا وعقبوا، قال «وليد جنبلاط» كلام مهم ويحتاج الى تفكير ولتُرفع الجلسة، عرضنا رؤيتنا بوضوح وبشكل علمي ومتين لاسراتيجية الدفاع الوطني وسمعوها وسُجلت"، مؤكداً أن "حزب الله قدم استراتيجيته على طاولة الحوار وللشعب اللبناني وكل كلام عن اننا لا نريد تقديم الاستراتيجية الدفاعية هو وقاحة".
وحول موضوع الحوار الوطني، أضاف السيد نصرالله "قلت على طاولة الحوار ان المقاومة تستطيع الحاق الهزيمة بالعدو باي حرب برية وهذا ما حصل في حرب تموز، انتهت الحرب الى اعتراف اسرائيلي واضح بالهزيمة وانكار ممن راهن على الحرب حول الهزيمة". ولفت سماحته الى أن حزب الله استجاب لدعوة الرئيس ميشال سليمان لطاولة الحوار والتي كان موضوعها الوحيد الاستراتيجية الدفاعية، مؤكداً انه "لم تناقش ورقة حزب الله للاستراتيجية الدفاعية حتى هذه اللحظة"، معتبراً ان "المطلوب ليس النقاش بل هناك امر واحد مطلوب من العام 2000 طالما هناك التزام مع الغرب وهو نزع سلاح المقاومة".
وأكد سماحته انه "لم يكن النقاش على طاولة الحوار يهدف لحماية لبنان بل الطرف الآخر اخذ قرارا سلمونا السلاح، 14 آذار لم يجلسوا على طاولة الحوار لبحث كيفية حماية لبنان بل هناك موضوع واحد ان اميركا تريد السلاح واعطوها اياه"، لافتاً الى ان "اوراق قُدمت من بعض 14 آذار لا تستند الى تجارب ولا رد على استراتيجيتنا وفيها شيء واحد اعطوا السلاح للجيش"، مشيراً الى ان "احد قادة 14 آذار قال قبل ايام لا تتعبوا انفسكم بمناقشة الاستراتيجية بل ان نظام الأسد سيسقط وسيسلم حزب الله سلاحه، اذاً الهدف سلاح حزب الله".
وقال السيد نصرالله "لا يجادل احد ان اسرائيل هُزمت عام 2000 وانتصر لبنان وتحقق انجاز تاريخي واسرائيل خرجت مهزومة ذليلة"، مضيفاً "لا يجادل احد ايضا ان الفضل في هذا الانتصار بعد الله هو للمقاومة لا متجمع دولي ولا جامعة الدول العربية ولا احد"، معتبراً ان "اي كلام آخر هو كلام مجانين او حساد.. لا ينكره الا مكابر او حاسد"، مشيراً الى أن "الكل يعرف ايضا انه بعد انتصار الألفين المقاومة لم تطلب ان تحكم ولم تطلب سلطة ولا جزءا من السلطة بل اهدت النصر للبنانيين وقالت للسلطة ان تتحمل مسؤولياتها على الحدود".
ولفت سماحته الى انه "بعد نصر العام 2000 برز مطلب اميركي اسرائيلي واصبح غاية وهدفا هو الانتهاء من المقاومة وسلاحها، باعتبار ان حزب الله كان يُعتبر الفصيل الاكبر والاساسي من المقاومة واصبح العنوان نزع سلاح حزب الله وهم يريدون نزع سلاح حزب الله الذي يهزم اسرائيل"، قائلاً "بعد القوى السياسية في لبنان تبنت هذا الهدف، واصبح لدينا قضية واصبحنا امام معركة سياسية جديدة ومعركة اعلامية ومعركة تفاوض ونقاش داخل لبنان وخارجه اسمها نزع سلاح المقاومة
وأشار السيد نصرالله الى انه "بعد العام 2000 عرضت علينا مساومات في موضوع السلاح لها علاقة بالسلطة والمال من اميركا وغيرها، ورفضنا ذلك كله لاننا نرى في وجود المقاومة ضمانا وقوة للبنان وحماية لشعبنا الذي تخلى عنه كل العالم". أضاف الأمين العام لحزب الله "في 2004 قبل صدور القرار 1559 عُرضت على سوريا تسوية لهذا الامر، والفت اللبنانيين خاصة 14 آذار انه كان هناك تفاوض تحت الطاولة مع السوريين على رؤوسكم، وجاء حاكم عربي وقال لـ«بشار الأسد» اذا اردت البقاء لبنان يمكنك ذلك والدخول الى الجنوب ايضا ولكن الأسد قال له ما هو الثمن؟ قال له الثمن نزع سلاح حزب الله والفلسطينيين، وقال له التفويض الدولي يبقى لك للبقاء في لبنان"، مؤكداً ان الرئيس رفض هذا العرض لأنه ينظر الى المقاومة في لبنان وفلسطين كجزء من استراتيجية امن قومي عربي.
وذكر سماحة السيد نصرالله بكلام «سيلفان شالوم» وزير خارجية العدو الاسرائيلي في 2004 حيث قال ان "صدور القرار 1559 حصيلة جهود دبلوماسية طويلة ومضنية لوزارة الخارجية الاسرائيلية"، قائلاً "نحن امام قرار اسرائيلي وبعض القوى اللبنانية تبنت هذا القرار ومضمونه".
وقال السيد نصرالله "في ذلك الحين بدأت لقاءات طويلة بيني وبين الرئيس الشهيد «رفيق الحريري» وتوافقنا ان سلاح المقاومة يجب ان يبقى الى اليوم الذي تنجز فيه تسوية شاملة في المنطقة، وبعد انجاز التسوية نجلس ونتفاهم ماذا سنفعل بسلاح المقاومة وعلى هذا الاساس كنا نبني تفاهما سياسيا"، مشيراً الى انه "كنا نرفض ان ندخل في اي نقاش رسمي حول موضوع سلاح المقاومة ولكن من اجل ان نطمئن اللبنانيين قدمنا تنازلا وقبلنا مناقشة سلاح المقاومة وهذا الامر حصل في التفاهم مع التيار الوطني الحر في شباط 2006".
وفي مستهل كلمته وبمناسبة عيد الجيش، توجه السيد نصرالله الى مؤسسة الجيش وقائدها وجنودها بالتحية والتبريك لهم بعيدهم. وأمل أن يمن الله وان يتعاون اللبنانيون للحفاظ على هذه المؤسسة وحفظ وحدتها وتقويتها كي تقوم بالمهام الوطنية الجسيمة الملقاة على عاتقها.
................
11/5/802
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha