أعلن اليوم الخميس وبشكل مفاجئ وغامض، ومن دون أي أعراض مسبقة، عن وفاة اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات على مدى 18 عاما والصندوق الأسود لنظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذي يعد أهم وأكبر حليف أقليمي للكيان الإسرائيلي، وبذلك سيتم دفن الاسرار التي يحملها سليمان الذي كان مسؤولا عن ملف العلاقات السرية مع الكيان الاسرائيلي والأطراف الفلسطينية المختلفة .
هذا وتكتنف وفاة عمر سليمان، الذي يعتبر مخزناً للأسرار الخاصة بالعلاقات المصرية ـ الإسرائيلية والمصرية ـ الأميركية والفلسطينية الفلسطينية، شكوكاً وغموضاً كبيرين لاسيما وأنه قام مؤخرا وبعد الإطاحة بنظام مبارك بجولات مكوكية بين بلاده وعدد من الدول الصديقة للنظام المصري البائد ومن بينها السعودية والامارات.
وفيما يلي نبذة عن حياة رئيس المخابرات المصري السابق :
عمر محمود سليمان، هو الاسم الكامل للواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة السابق وأول نائب للرئيس المخلوع حسني مبارك، منذ توليه السلطة في عام 1981، وتوفي صباح اليوم بأحد مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية عن عمر يناهز 76 عاما.
ولد سليمان في الثاني من يوليو عام 1936، تلقى تعليمه في الكلية الحربية في القاهرة، وفي عام 1954 انضم للقوات المسلحة وتلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتي، وفي ثمانينات القرن الماضي التحق بجامعة عين شمس وحصل على شهادة البكالوريوس بالعلوم السياسية، كما حصل على شهادة الماجستير بالعلوم السياسية من جامعة القاهرة، كما أنه حاصل على الماجستير بالعلوم العسكرية.
وترقى سليمان بالوظائف في عمله بالقوات المسلحة، حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم تولى منصب مدير المخابرات العسكرية، وفي 22 يناير 1993 عين رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية حتى تم تعيينه نائبًا للرئيس في التاسع والعشرين من يناير من عام 2011.
وتولى أثناء فترة عمله كرئيس للمخابرات العامة، ملف القضية الفلسطينية، وذلك بتكليف من الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وكان عنصرا أساسيا في الوساطة حول صفقة الإفراج عن العسكري الإسرائيلي الأسير لدى الفلسطينيين جلعاد شاليط، والهدنة بين قطاع غزة والكيان الإسرائيلي والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما كان يقوم بمهام دبلوماسية في عدد من الدول، منها السودان، ووجهت له تهم بالضلوع بعمليات تعذيب ضد معتقليين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، أرسلتهم الولايات المتحدة من أفغانستان إلى مصر.
وعينه الرئيس المخلوع حسني مبارك نائبًا له، وذلك يوم 29 يناير 2011، عقب اندلاع ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام حكمه، وقد كلفه مبارك بعد تعيينه مباشرةً بالحوار مع قوى المعارضة يتعلق بالإصلاح الدستوري، وفي 10 فبراير 2011.
وأعلن سليمان يوم 6 أبريل الماضي عن ترشحه لانتخابات الرئاسة وذلك قبل يومين من غلق باب الترشيح، وفي يوم السبت 7 إبريل قام بسحب أوراق ترشحه من اللجنة العليا للانتخابات التي وصل مقرها وسط حشد من مؤيديه وتعزيزات أمنية مكثفة من قبل عناصر الشرطة والقوات المسلحة.
وفي اليوم التالي، وهو آخر أيام تقديم أوراق الترشح، قام بتقديم أوراق ترشحه رسميًا، وذلك قبل غلق باب التقديم بـ20 دقيقة، إلا أن اللجنة العليا للانتخابات قررت في 14 إبريل استبعاده بعدما استبعدت أكثر من 3 آلاف من نماذج التأييد التي قدمها، ليصبح عددها الإجمالي 46 ألفًا، وهو رقم أكبر من النصاب الرقمي المطلوب المحدد 30 ألفًا، لكن تبين للجنة أنه جمع هذه النماذج من 14 محافظة فقط، والمطلوب ألف تأييد على الأقل من 15 محافظة
https://telegram.me/buratha