الصفحة الدولية

إيران والقوى الكبرى.. محاولة لنزع الفتيل

1206 20:50:00 2012-04-15

براثا نيوز / متابعة

 

بعد انقطاع استغرق 15 شهرا تقريبا, التقى اليوم السبت في إسطنبول مفاوضون إيرانيون وآخرون من الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا، وهو ما يعده مراقبون مقدمة لاستئناف المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني بما ينزع فتيل أي تصعيد محتمل يؤدي إلى مواجهة عسكرية بالمنطقة تكون لها تداعيات خطيرة تشمل عرقلة إمدادات النفط.

وقبل هذا اللقاء بدت مؤشرات على استعداد الطرفين تقديم تنازلات تسمح بإجراء محادثات وفق قواعد متفق عليها، وجدول زمني للخروج من الطريق المسدود.

 

وخلال السنوات الماضية ظلت إيران ترفض بشدة المطالبات الغربية لها بوقف الأنشطة النووية المتعلقة أساسا بتخصيب اليورانيوم, أو فتح مواقعها العسكرية "المشتبه فيها" للمفتشين.

 

وفي المقابل ظلت القوى الغربية تلح على طهران كي تثبت للعالم أن برنامجها النووي مدني سلمي محض لا أبعاد عسكرية له, وهددت بفرض مزيد من العقوبات -فضلا عن العقوبات التي فرضت على أربع دفعات- ما لم تكن هناك استجابة ملموسة من طهران تبدد القلق من طبيعة برنامجها النووي.

 

عودة الحوار

ومع أنه لا أحد من الأطراف المعنية رفع سقف التوقعات من لقاء إسطنبول إلى مستوى اختراق كبير, فإن جل التحليلات تتفق على وجود رغبة مشتركة في الخروج من حالة الجمود القائمة منذ شهور إلى مسار دبلوماسي بسقف زمني واضح يفضي إلى حسم المسائل المختلف عليها.

 

وأفسح جمود المحادثات الباب أمام مواجهة عسكرية محتملة وسط تكهنات بضربة إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية. وقالت طهران إنها سترد على أي ضربة عسكرية سواء كان مصدرها إسرائيل أو القواعد العسكرية الأميركية بالخليج, كما أنها هددت عند التعرض لأي هجوم بغلق مضيق هرمز الذي تمر منه نحو 40% من إمدادات النفط البحرية بالعالم.

ووفقا لمراقبين فإن العودة المرتقبة إلى المسار السياسي وفق جدول زمني وتفاهمات واضحة قد تكون الفرصة الأخيرة لتفادي مواجهة عسكرية ربما تشعل المنطقة برمتها. ويتضح من تصريحات لكبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي، ودبلوماسيين حضروا لقاء إسطنبول، أن إيران تظهر هذه المرة نوعا من الجدية في تقديم مقترحات ملموسة.

 

فجليلي تحدث عن "مقترحات جديدة ومبتكرة" بينما قال مصدر دبلوماسي إن طهران أبدت في أحدث جواب عن رسائل القوى الكبرى استعدادها للتفاوض.

 

ولخصت اليوم صحيفة كيهان الإيرانية القريبة من السلطة انتظار طهران في أن "تثق" فيها مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرانسا والصين وروسيا وألمانيا) عبر إلغاء كل القرارات الأممية والعقوبات التي تستهدفها كخطوة أولى.

 

بيد أنه من المستبعد في الواقع قبول القوى الغربية المشاركة بمفاوضات تطلب رفع العقوبات التي توسعت لتشمل قطاعات اقتصادية إيرانية بالغة الأهمية على رأسها القطاعان النفطي والمصرفي.

 

وكما قال أحد الدبلوماسيين المشاركين في لقاء إسطنبول عن مجموعة 5+1, فإن مطالبة طهران برفع العقوبات تدخل ضمن الشروط المسبقة التي لا يمكن فرضها.

 

ضمانات

وما تريده القوى الغربية الكبرى الممثلة في تلك المجموعة ضمانات إيرانية تتعلق بعمليات تخصيب اليورانيوم التي ترفض طهران وقفها, وتشدد على أن الهدف منها إنتاج وقود يشغل المحطات النووية بهدف إنتاج ما يكفي من الكهرباء.

 

ولا يزال تخصيب اليورانيوم العقدة الأكبر بالمفاوضات السابقة والمرتقبة، فهناك تخوف غربي من أن إيران قد ترفع نسبة التخصيب بمواقع مثل فوردو القريب من مدينة قم لـ90% بدلا من 20% حاليا.

 

وبالنسبة إلى الغرب فإن رفع مستوى التخصيب إلى ذلك الحد يعني بالضرورة نية إيران صنع سلاح نووي. وفي هذا الإطار أيضا تحدثت صحيفة غارديان البريطانية عن "مقايضة" محتملة تتمثل في التزام طهران بسقف محدد لتخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات.

 

وكان التقرير الأخير لوكالة الطاقة الذرية الذي اشتكى من مستوى التعاون الإيراني معها, من جملة عوامل زادت مخاوف الغرب من طبيعة برنامج إيران النووي الذي تنكر طهران أي بعد عسكري له.

 

وفي مقابل التفاؤل الذي عكسته تصريحات لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وكبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي ومسؤولة السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون قبيل لقاء إسطنبول, تظهر أيضا مسحة من التشاؤم أو التحفظ على الأقل في بعض التصريحات ومنها تصريح لمسؤول إيراني وصف موقف الغرب بالمخيب وغير المشجع قائلا إنه لا يوفر مناخا يسمح بتحقيق تقدم.

16ـ 15

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك