متابعة خاصة
خلص تحقيق أجراه اخيرا فريق تابع لرئيس لجنة الامن الداخلي في مجلس النواب الاميركي بيتر كينغ الى وجود «مئات وحتى الالاف» من الاشخاص الذين يصفهم «بارهابي ايران وحزب الله» داخل الولايات المتحدة.
لكن المقابلات التي أجريت مع مسؤولي المخابرات الاميركية وأجهزة انفاذ القانون وأيضا الخبراء المستقلين عن «حزب الله»، قدمت صورة ذات ظلال مختلفة. وهم يرون ان هناك خطرا لكن ما اذا كان هذا يعد خطرا وشيكا او واسع المدى فذلك ليس واضحا.
والجزء المثير للقلق في تقييم المسؤولين يركز على مهام المراقبة التي قام بها في ما يبدو ديبلوماسيون ايرانيون ونشطون محتملون لـ «حزب الله» عند أهداف حساسة مثل قطار انفاق نيويورك والجسور ومحطات الطاقة النووية والانفاق في أماكن أخرى من الولايات المتحدة على مدى السنوات العشر الماضية.
ويرى عدد من المسؤولين الاميركيين ان توجيه ضربة جوية اسرائيلية او اميركية للمواقع النووية الايرانية قد يدفع «حزب الله» الى تغيير الاستراتيجية التي قضت بعدم مهاجمة الاهداف الاميركية، والانتقال من عمليات المراقبة وجمع التبرعات في أميركا الشمالية الى شن هجمات ثأرية داخل الولايات المتحدة او اسرائيل.
وتفرقت مهام المراقبة التي تقف ايران خلفها في الولايات المتحدة على مدى سنوات. لكن حين توضع جنبا الى جنب بالاضافة الى مجموعة قليلة من الهجمات او المؤامرات في أنحاء شتى من العالم يسهم ذلك في التقييم السائد داخل الحكومة الاميركية والقائل بأن اي ضربة للبرنامج النووي الايراني ستعقبها أعمال عنف ملموسة موجهة ضد أهداف اميركية سواء كان ذلك ضد منشآت ومشروعات اعمال في الخارج أو داخل الاراضي الاميركية.
وقال مسؤول في اجهزة انفاذ القانون ان شرطة نيويورك تعتقد ان هناك ما بين 200 و300 متعاطف مع «حزب الله» يعيشون في المدينة، مضيفا ان ما بين عشرة او عشرين من هؤلاء هم أقارب لقادة «حزب الله» او مقاتليه الذين قتلوا خلال عمليات.
وأضاف المسؤول ان لدى شرطة نيويورك تفاصيل كافية عن البنية التحتية لـ «حزب الله» وانها حددت ثلاث بلدات هي بنت جبيل ويارون وياطر يرتبط بها من يشتبه بانهم متعاطفون مع «حزب الله». وذكر المسؤول ان عددا قليلا على الاقل ممن يعيشون في نيويورك ولهم صلة بـ «حزب الله» تلقوا تدريبا عسكريا في لبنان.
وقال تقرير أولي أصدره فريق محققي كينغ وهو جمهوري من نيويورك ان تحديد عدد ناشطي «حزب الله» داخل الولايات المتحدة صعب نتيجة لاجراءات أمن العمليات التي تطبقها الجماعة. لكن لجنة كينغ أوردت رغم ذلك تقديرات «لبعض المسؤولين» جاء فيها ان للحزب «على الارجح» ما يقدر «بعدة الاف من المانحين المتعاطفين داخل الولايات المتحدة و«مئات» من النشطين.
لكن مسؤولين اخرين مطلعين على أحدث المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بحزب الله يقولون ان هناك فارقا كبيرا بين شخص «مؤيد» لـ «حزب الله» وشخص مستعد للمشاركة في أعمال عنف.
ويرى المسؤولون ان هذا الفارق يضيع في المناقشات العلنية بشأن التهديد المزعوم الذي يشكله «حزب الله» داخل الولايات المتحدة.
https://telegram.me/buratha