عماد مكي/كاليفورنيا
تروج الان شركة مقاصة امريكية بين المستثمرين اليهود والمتعاطفين مع الدول العبرية في امريكا لشراء سندات اسرائيلية وهي السندات التي لاقت صدا كبيرا لدى بعض المدن والهيئات الامريكية الحكومية، التي اشترت تلك السندات بغرض تقوية الاقتصاد الاسرائيلي.
حيث اعلنت شركة "ديفلومينت كورب من أجل اسرائيل" ، وهي الشركة التي تدير السندات الاسرائيلية الحكومية في الولايات المتحدة، عن حملة مكثفة لزيادة الاستثمارت في تلك السندات في هذه الفترة. وتكلف الحكومة الاسرائيلية هذه الشركة بجمع بليون دولار سنويا على الاقل وهو المبلغ الذي طلبته اسرائيل لهذا العام.
هذا ووفق بيان من الشركة وصلت لوكالة انباء أمريكا إن أرابيك نسخة منه فان هذه السندات وحدها توفر حوالي 26 في لمائة من الاحتياجات المالية الخارجية لإسرائيل. كما انها تساهم في تحسين التصنيف الإئتماني لإسرائيل، وتنوع قاعدة المستثمرين في إسرائيل علاوة على انها تسهل عمليات اقتراض اخرى عند الضرورة.
وتقول نشرة للدعاية توزعها شركة "ديفلومبنت كورب" عن اسرائيل، اطلعت عليها وكالة انباء أمريكا إن أرابيك، وهي تحث المستثمرين لوضع اموالهم في السندات الاسرائيلية، تقول انها تمكنت من جمع حوالي 34 بليون دولار لصالح اسرائيل في شكل سندات منذ تأسيسها في نيويورك في عام 1951.
وتروج السندات بعدة اسابيب منها عبارة " ليس مجرد سند، انه سند اسرائيل".
والجدير بالذكر ان مستثمري السندات قد يكونوا افراد لكنهم في حالة السندات الاسرائيلية معظمهم من المصارف او الجماعات والولايات والمدن والهيئات الرسمية الامريكية. ومن اشهر المستثمرين الامريكيين الحكوميين في هذه السندات وزارة الخزانة لولاية تكساس التي وضعت 20 مليون دولار على الاقل في هذه السندات منذ عام 1994. ومنهم كذلك ولاية ساوث كارولينا.
والمعروف ان هذه السندات عبارة عن اوراق مالية تصدرها اسرائيل وتحمل فائدة وتباع عن طريق الشركة التي مقرها الرئيسي نيويورك، حيث يتواجد اكبر عدد من اليهود الامريكيين في الولايات المتحدة ومعظمهم من ذوي الدخول المرتفعة.
ووفق بيان من الشركة نفسها فان الدولة العبرية تستخدم عائدات تلك السندات بتحويلها الى وزارة المالية الاسرائيلية لاستخدامها في النفقات العامة في الميزانية الحكومية مثل الزراعة والمواصلات والمنشئات العامة والمدارس والجامعات ومراكز الابحاث والسكك الحديدية .
ومن اشهر المرافق التي استخدمت عائدات السندات في بنائها طريق تل ابيب- القدس، وكذلك توسيع مطار بن جوريون في تل ابيب ونظام للسكك الحديد في اسرائيل والذي يقول عنه مروجوه انه جزء من شبكة مواصلات اسرائيلية تعمل على نقل "ما صنع في اسرائيل" الى العالم الخارجي خصوصا في مجال التكنولوجيا العالية وتكنولوجيا الكمبيوتر المتطورة.
هذا وتضمن اسرائيل هذه السندات منذ طرحها لاول مرة في الاسواق الامريكية عام 1951.
وكانت فكرة طرح السندات لجمع اموال لصالح اسرائيل جاءت على يد احدي كبار أباء الصهاينة المؤسسين وهو بن جوروين بغرض توفير تمويل خارجي لاسرائيل .
وقد تلقت اسرائيل تصنيف أئتماني مرتفع على هذه من اعلى التصنيفات والمقصود بها اعطاء مؤشرات عن قدرة الحكومة الاسرائيلية على الالتزام برد القروض مع الفائدة في المواعيد المحددة.
هذا ويمكن فك هذه السندات قبل حلول نهاية موعدها بالعملة الامريكية الدولار ولكن عدد كبير منها يتم الحصول عليه بالعملة الاسرائيلية الشيكيل وهو ما يعتبر مصدر دعم آخر للاقتصاد الاسرائيلي.
وتتراوح اسعار السندات ما بين 2500 وحتى 100 الف دولار كحد ادنى.
وليست هذه هي الطريقة الابداعية الخلاقة الوحيدة التي يقوم بها مناصرو اسرائيل في أمريكا بدعم الدولة العبرية اقتصاديا وحسب بل هناك العديد من الشركات والمنظمات التي تستثمر فقط في اسرائيل دون غيرها مثل شركة "امبال امريكان ازرائيل كوربورشن" التي تستثمر في الشركات الاسرائيلية في قطاع الاتصالات والعقارات والطاقة والتنمية والسياحة والتقنية العالية.
كما يدعم اسرائيل ايضا من الناحية الاقتصادية في امريكا ضمانات القروض التي تقدمها الحكومة الامريكية ممثلة في وزارة الخزانة وهي الضمانات التي تسمح لاسرائيل باقتراض ما قد يصل الى تسعة بليون دولار من المصارف التجارية الخاصة، وبفوائد مخفضة وتسهيلات فريدة، وفترات سماح طويلة بل وفترة اعادة دفع اطول من السائد مع معظم الحكومات الاخرى، وهو مما حدى بكثير من المصرفيين هنا بوصف البرنامج بانه نوع من المعونة الامريكية المقنعة المجانية.
https://telegram.me/buratha