لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية
الرقم : 185 / ح / 2011 التاريخ : 28/ 4 / 2011
في الوقت الذي تشتعل مشاعر الشعوب العربية المقهورة النازعة نحو التحرر من استبداد الأنظمة والكيانات العربية التي استحوذت على مقدرات الشعوب المسلمة , يصر حكام الكيان السعودي والذي يقف في طابور انتظار التغيير على مخالفة الواقع الحالي .
ويراهن الكيان السعودي على تجاوز المحنة التي يمر بها من خلال الالتفاف على مطالب شعب القطيف والأحساء وذلك بعقد لقاءات عقيمة مع بعض الشخصيات الدينية والاجتماعية والطلب منهم على احتواء الأزمة والحد من اندفاع المواطنين من التظاهر والاحتجاج للمطالبة بحقوقهم المشروعة التي كفلتها قوانين الكيان السعودي وكذلك المعاهدات والقوانين الدولية التي انظم لها الكيان .
كما راهن المجتمعون مع مسؤولي الكيان للحصول على مطالب خجولة يستطيعون من خلالها غلق ملف الاحتجاجات والمظاهرات في القطيف والأحساء , الا ان الرد السريع لحكومة الكيان السعودي على نتائج الاجتماعات واللقاءات , كان هو الموقف الواضح والصريح للكيان الذي يرفض وبشدة تجاوز كل ما من شأنه الاعتراف بحقوق المواطنين الشيعة الذين يعيشون في عالم من التهميش والإقصاء , وهو الموقف الذي يعلمه جيداً المجتمعون .
ففي يوم 27 أبريل / نيسان 2011 , وفي أسلوب سافر ووقح ورد على الاحتجاجات السلمية التي خرجت في الفترة الأخيرة , قامت سلطات الكيان السعودي الأمنية باعتقال الكاتب الشيعي حسين اليوسف وأحد أبناءه , حيث قامت السلطات الأمنية في مركز صفوى باستدعاء اليوسف واعتقاله مع نجله واقتياده إلى إدارة المباحث في القطيف. وهذا هو الاعتقال الثاني للكاتب اليوسف , حيث سبق وان اعتقل في الشهر الماضي بسبب المشاركة في التظاهرات الاحتجاجية في القطيف.
وفي يوم 27 أبريل / نيسان 2011 , قامت سلطات الكيان السعودي الأمنية باعتقال الشابين المدوّنين مصطفى بدر آل مبارك، (26 عاما) والشاب حسين كاظم الهاشم (25 عاما) من بلدة الأوجام. وقامت قوة متكونة من أفراد الشرطة والمباحث العامة بمداهمة منزليهما وتفتيشهما , وصادرت أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهما. والجدير بالذكر ان مصطفى آل مبارك وحسين الهاشم هم من الكتاب الناشطين في المدونات الالكترونية على شبكة الانترنت. وتم اقتياد آل مبارك والهاشم الى مركز شرطة مدينة صفوى .
ومن جانب آخر , قامت السلطات الأمنية يوم 26 أبريل / نيسان 2011 باعتقال المواطن الشيعي المتقاعد سمير محمد الدهيم (58 عاما) بتهمة المشاركة في المسيرات الاحتجاجية التي خرجت في مدينة صفوى في الأسابيع الأخيرة. وقد تم استدعاء الدهيم الى مركز شرطة مدينة صفوى , وعند حضوره في المركز تم اعتقاله على الفور , وتم نقله الى مركز الطوارئ في الظهران.
وفي يوم 27 أبريل / نيسان 2011 قامت السلطات الأمنية باعتقال الناشط السياسي والاجتماعي الشيعي كامل عباس الأحمد (43 عاما) وابن أخيه رضا عبد الله الأحمد (27 عاما) من مدينة صفوى في محافظة القطيف ولأسباب غير محددة .
وفي يوم 27 أبريل / نيسان 2011 اعتقلت سلطات الكيان السعودي المواطن الشيعي فاضل مهدي البشراواي من بلدة الجاوردية في محافظة القطيف على خلفية مشاركته في التظاهرات الأخيرة التي شهدتها البلدة .
وفي يوم 22 أبريل / نيسان 2011 اعتقلت السلطات الأمنية الناشط الحقوقي الشيعي زكريا معتوق آل صفوان من بلدة السنابس وذلك بسبب مقاله الذي نشره قبل أسابيع بعنوان "دفاعاً عن حق التظاهر السلمي". وتم نقل آل صفوان الى جهة غير معلومة .
وفي يوم 22 أبريل / نيسان 2011 قامت السلطات الأمنية باعتقال الناشط الاجتماعي الشيعي مفيد علي الفرج الذي اقتيد من مقر عمله في العوامية حيث اتهم بالمشاركة في التظاهرات الأخيرة , وتم نقل الفرج الى مركز شرطة الطوارئ بالظهران .
وفي يوم 17 أبريل/نيسان 2011 قامت سلطات الكيان السعودي الأمنية باعتقال المعلم نذير الماجد من إحدى مدارس مدينة الخبر التي يعمل بها , بعد ذلك قام بعض عناصر الأمن بتفتيش منزله في مدينة القطيف ومصادرة جهاز الحاسوب الخاص به .
وكان سبب اعتقال الماجد المقال الذي كتبه ونشره في بعض المواقع الالكترونية حول المظاهرات التي خرجت في القطيف الذي كان بعنوان (أنا أحتج.. إذن أنا آدمي) والذي اعتبرته سلطات الكيان السعودي بأنه تأييد وتحريض على خروج المظاهرات ضد حكومة الكيان .
وفي يوم 16 أبريل/نيسان 2011 قامت السلطات باعتقال المواطن الشيعي عبد الله حسن ربيع من بلدة العوامية وتم اقتياده إلى مركز شرطة صفوى ولم تعرف أسباب اعتقاله .
ان سلوك حكام الكيان السعودي في هذا الوقت هو شعور البائس الذي ينتظر ساعة الحسم , وهم أعلم بحقيقة الوضع الحرج الذي يمرون به بسبب طريقة الحكم الاستبدادي الذي انتهجوه طيلة العقود الطويلة من حكمهم البائس , ولم يتناهى الى أسماعهم رياح عاتية قد بدأت تضرب على جدران مملكتهم .
ان ما يجهله حكام الكيان السعودي هو طريقة التعاطي مع المطالب المشروعة وحاولوا ترجمة هذا التعاطي من خلال إسكات الأصوات برشوة الشعب . ان على حكام الكيان السعودي الاعتراف بحقوق شعب الجزيرة العربية المشروعة الذي يطالب بالحرية والمساواة أسوة بشعوب العالم . ان ما يقوم به الكيان السعودي من اعتقالات للمواطنين الشيعة في هذا الوقت الحساس هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان , ولا تضيف إلى سجله البائس أصلاً الا صفحات سوداء قاتمة تطيح من شعبيته أمام حلفاءه الذين يعانون الأمرين أمام صحوة الشعوب العربية هذه الأيام . تحذر لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية الكيان السعودي من انتهاج الأسلوب البائس والرخيص في التعرض لحرية المواطنين حيث ان النتيجة حتماً ستكون في غير صالحه حيث أن سياسة القمع والاعتقال وصم الآذان والتسويف في الوفاء بالمطالب المحقة وعدم وفاءه حتى بالوعود التي أعطاها لبعض الوفود والوجهاء والتي وضعها تحت قدميه لن تثني من عزيمة وتصميم الشباب الذي أخذ على عاتقه بإرادته الصلبة الاستمرار بالتظاهر و الاحتجاج حتى تحقيق الأهداف السامية .
على سلطات الكيان السعودي الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين , وتلبية مطالب المواطنين المشروعة فأن لا خيار له سوى الإذعان والرضوخ للإرادة الشعبية ، كما نطالب المنظمات الدولية والحقوقية بالوقوف الجاد مع قضية شعبنا والضغط على النظام السعودي للقيام بإصلاحات جوهرية والعمل على إطلاق سراح كافة المعتقلين الذين يتعرضون حاليا داخل السجون لصنوف التعذيب النفسي والجسدي حيث ذكرت مصادر مطلعة وموثوقة للجنتنا أن المعتقلين على أثر الاحتجاجات الأخيرة في الأحساء والقطيف قد مارس النظام بحقهم تعذيبا جسديا قاسيا .
https://telegram.me/buratha