شن (الن شوييه) المدير العام السابق لجهاز المخابرات الخارجية الفرنسي (د ج أس أو) هجوما عنيفا على عائلة آل سعود وعلى نظام الحكم في المملكة العربية السعودية الذي اتهمه بأنه النظام المغذي للعنف وبلد التطرف والتعصب الإسلامي، وليس إيران أو العراق.
وكان (شوييه) يحاضر في ندوة عقدت في مجلس الشيوخ الفرنسي شارك فيها عدة خبراء فرنسيين وأوروبيين وأميركيين تحت عنوان (الشرق الأوسط في الزمن النووي). وكان من بين المحاضرين (خافيير سولانا) الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي والرئيس السابق للدبلوماسية الأوروبية، وعدد من الدبلوماسيين العرب والأجانب في باريس، كما حضرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبريت.
وقد بدأ (شوييه) كلامه بالقول إن المعلومات الاستخبارية تقول إن القاعدة في أفغانستان انتهت من العام 2002 وإن المخابرات الباكستانية هي التي حاولت بيعنا القاعدة منتصف العام 2003. وأضاف (شويه) في مداخلته أن جميع المجموعات التي تعلن انتماءها للقاعدة ليس لها في الحقيقة تواصل وتحرك تراتبي مع بن لادن أو الظواهري. مضيفا أن هناك جهتين استغلتا القاعدة كل لمصلحتها:
أ - بعض الجهات الغربية التي أرادت إلصاق صبغة القاعدة على كل مسلم أينما وجد، في لندن او في مدريد أو حتى في الانفجار الذي وقع في مصنع البتروكيماوي في فرنسا العام 2003 وتبين انه ناتج عن عطل فني.
ب - الأنظمة العربية وبعض الأنظمة في العالم الإسلامي التي رأت في القاعدة حجة لتقمع المعارضين الداخليين لها، بدون أية ضجة أو استنكار، وكان هذا يتم بمساعدة غربية وخصوصا أميركية.
وقد شن (شوييه) هجوما عنيفا على المملكة العربية السعودية قائلا: "السعودية هي رمز العنف في العالم الإسلامي وليس إيران ولا العراق"، مضيفا ان "هذا البلد هو البلد الوحيد في العالم الذي يحمل اسم العائلة الحاكمة". وشبّه مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسية الوضع في السعودية بالوضع في فرنسا عشية الفصل الثاني من العام 1789(سنة الثورة الفرنسية)
واستمر (شوييه) بهجومه على السعودية بالقول: لقد حكمت هذه العائلة منذ العام 1926 واعتمدت على شرعية الأماكن المقدسة وعلى المزايدة في التطرف والتشدد الإسلاميين بحكمها بعد أن قامت بإزاحة الهاشميين أصحاب الشرعية التاريخية في إدارة شؤون الأماكن المقدسة.
واتهم (شوييه) العائلة السعودية بأنها أساس العنف في العالم الإسلامي لأنها اعتمدت على استمرارها في الحكم على منطق التطرف والمزايدة على الآخرين في كل ما هو إسلامي، وهذا من اجل قمع أية حركة معارضة داخلية، وفي مواجهة الآخرين خارجيا مثل إيران أو العراق أيام صدام حسين.
(شوييه) في مداخلته أشار بما يشبه السخرية إلى الدولة السعودية قائلا إنه نظرا لافتقاد العنصر البشري ولعدم وجود بنية صناعية في السعودية اعتمدت العائلة السعودية على دفع الأموال التي تملكها بكثرة في إدارة سياستها، عبر تمويل جمعيات وجماعات في كل أنحاء العالم تحمل فكر التطرف والعنف.
وحدد مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي السابق السبب الحقيقي لاستقرار السعودية واستقرار حكم العائلة فيها بسبب الاتفاق الذي عقد في العام 1945 بين الملك عبد العزيز آل سعود والرئيس الأميركي روزفلت، والذي ينص على حماية الولايات المتحدة الأميركية للنظام السعودي مقابل التزام من قبل العائلة الحاكمة باستمرار تدفق النفط إلى أميركا.
https://telegram.me/buratha