أدان الشيخ محمد الحسين رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية في تصريح له حول اعتداء قوات الأمن على المحتجين السلميين في القطيف والأحساء والرياض , واستنكر الشيخ الحسين في تصريحه الممارسات السيئة التي تعاملت بها قوات أمن الكيان السعودي مع المواطنين في شبه الجزيرة العربية الذين خرجوا في مظاهرات سلمية يومي الخميس والجمعة الماضيين في مدن القطيف والأحساء والرياض التي طالبوا فيها بإطلاق سراح معتقلي الرأي الذين اعتقلتهم سلطات الكيان السعودي تعسفاً في فترات سابقة والذين لم تثبت بحقهم تهم جنائية سوى تهمة التعبير عن الرأي وهو حق كفلته لهم جميع النظم والقوانين الدولية .وحذر الشيخ حكومة الكيان السعودي من صم آذان العقل والحكمة تجاه المطالب المشروعة لشعب شبه الجزيرة العربية المكفولة دولياً , وأخذ العبرة من الأنظمة العربية المستبدة التي أسقطتها شعوبها بسبب الاستبداد والتفرد بالسلطة وتغييب الشعب من المشاركة في السلطة . وناشد الشيخ الحسين الشباب الثائر بجميع مكوناته (سنة وشيعة) ، بأن يظهروا في المظاهرات القادمة أكبر قدر من التنسيق والتلاحم والوحدة والانسجام ونبذ كل ما من شأنه أن يوجب الشقاق والخلاف والتفرق على أسس طائفية وهمية يحاول الكيان السعودي ومؤسسته الدينية ان يلصقها بهذه المظاهرات التي قامت على أساس وطني بعيداً عن كل الشبهات والأوصاف الطائفية التي يحاول النظام وأزلامه وعملائه لحرف مسيرتها وإفشالها .
التصريحبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ{ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ }{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ {} مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء {} وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ {} وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ {} وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ }
إن الممارسات اللاإنسانية والضرب والاهانة والاعتقال التي تعرض لها المتظاهرون مساء الخميس 3 - مارس - ضمن مسيرة سلمية تطالب بإطلاق سراح المعتقلين وبقية الحقوق المستباحة في مدن القطيف والأحساء والرياض ليس أمرا مستغربا على نظام أضحى سجله مليئا بالظلم والقمع والتعسف ، ذلك السجل الأسود الذي سجل النظام فيه رقما قياسيا في انتهاك حقوق المواطنين .قمة الخسة والسقوط الى الحضيض التي تربأ عنها أخلاق العروبة وسماحة الإسلام التي لا تنتمي اليها هذه العصابة المجرمة أن تتعرض نساء شريفات قد عانين الأمرين بتغييب أحبتهن في غياهب السجون لما تعرضن لهن بأمر من سفاح الشرقية وطاغوتها وبن أبيه من ضرب وشتم وإهانة ، وذنبهن أنهن يأسن من عرائض المطالبة والاسترحام ، وخرجن مطالبات بالإفراج عن فلذات أكبادهن وأزواجهن أولئك المظلومين المعذبين المضطهدين الذين رثت زنزاناتهم المظلمة لحالهم وبكت جدرانها لما جرى عليهم .لقد أفلس النظام السعودي وسقطت أوراقه داخليا كما خسرها إقليميا ودوليا ولم يجد مناصا من استعمال ورقة العنف ولعبة القمع والارهاب التي لا يجيد غيرها في التعامل مع الشعب ، ولن يجد مناصا أيضا من استخدام سياسة الشحن الطائفي وتجييش عملاءه وشيوخ بلاطه لدخول حرب طائفية بغيضة يعلم سلفا أنها خاسرة ورخيصة لا يمكنها تحقيق أي مكاسب ترجى أمام شعب قد تسلح بشيعته وسنته وجميع قبائله ومناطقه بروح الايمان والوحدة والتماسك والانسجام الوطني وملك وعيا راقيا ومسؤولا يخوله إدراك مدى خطورة وحساسية المرحلة الراهنة وقداسة وأهمية الهدف المشترك والمطالب الإسلامية والوطنية الكبرى التي تذوب وتتلاشى في بوتقتها كل الاشكاليات والخلافات الهامشية التي سعى النظام لزرعها وتزريقها في وعي شعب شبه الجزيرة العربية طوال سنوات حكمه ، وهذا دليل على العقلية العدوانية والاجرامية الغالبة في سلوكه الشاذ على ادعاءات الاصلاح والتنمية والتطوير والدعوة للانسجام والوحدة الوطنية ، ودليل على عدم ثقة هذا النظام بشعبه وشعوره بمدى النفور والسخط والرفض الذي يكنه شعبنا الشريف من شرق البلاد لغربها ومن جنوبها لشمالها ، وهذا هو ديدن الأنظمة التي تنشأ خارج رحم شعوبها ، وتبقى من غير رغبتها وإرادتها ، فعوضا عن تسخير الثروات والخيرات من أجل رفاه الشعب وتطور البلاد وإنشاء البنى التحتية الاقتصادية ، وبناء المراكز العلمية والصناعية التي لا وجود لها في بلد صيَّره حاكموه الجشعون الانتهازيون المصاصون لدماء شعبهم صيره على مدى أكثر من سبعين عاما بقرة حلوب تخدم مصالحهم الشخصية ومصالح أسيادهم الذين كان لهم الفضل في تثبيت عرشهم واستقراره ، عوضا عن ذلك صرفوا جل هذه الثروات من أجل الحفاظ على مناصبهم ودوام سلطانهم والتفنن في قمع وقتل وسلب حريات الشعب .على النظام السعودي أن يفهم أن لغة العنف والقمع واستخدام القوة ضد الشعب والمسيرات السلمية المطالبة بالحقوق لن تثني عزيمة الشعب الواعي والشجاع والمؤمن بعدالة قضيته ، وعليه أن يفهم أن هذه الأساليب البوليسية لم تعد تجدي نفعا مع شعب أخذ على نفسه رسم مستقبله وخريطة تقرير مصيره بأنامل حناجره التي ستبقى تصدح بنداء العدل الحرية والعزة والكرامة .ليس للنظام السعودي من خيار سوى الاستجابة لمطالب الجماهير التي ستأخذ طابعا آخر وسترتفع لسقف أعلى إن هو بقي مصرا على عناده وصم إذنيه واستعراض عضلاته الزائفة التي لم تعد تخيف شعبا يتوق للعدل والحرية ويرفض العيش تحت الظلم والقهر والذل وسلب الحقوق .على النظام البائس الضعيف المترنح أن يعلم أن ثورة الغضب التي أعلن عنها شباب شبه الجزيرة العربية من أقصاها الى أقصاها قادمة بلا ريب وأن رياح التغيير التي اجتاحت عالمنا العربي العظيم بشعبه والشامخ بهامات شبابه ستهب على وطننا الحبيب لتقتلع جذور الظلم وتنسف أبنية الطغيان والفساد ، ولن تحول دون إرادة شعب شمر عن ساعديه وصمم على بناء وطن يسوده العدل والحرية كل المحاولات اليائسة من النظام عبر فتاوى من يسبحون بحمد بني سعود ويقدسون لهم أو عبر التهديد والوعيد الذي اعتاد اطلاقه وزير القمع والإرهاب نايف الذي أتحفنا أخيرا بعد وعده للمتظاهرين بالويل والثبور وعظائم الأمور بإصدار فتوى تضحك الثكلى (وهو إمام الإسلام السعودي المشوه المخيط على قياس بني سعود) حرم فيها التظاهر .أناشد شباب ثورة الغضب المقدسة سنة وشيعة ، الشباب الشجاع الغيور على دينه ووطنه أن يبرزوا في تحركاتهم وبرامج عملهم أكبر قدر من التنسيق والتلاحم والوحدة والانسجام والترفع عن كل ما يوجب الشقاق والخلاف والتفرق ضمانا لنجاح هذه الثورة وتحقيق أهدافها المقدسة ، وليقطعوا الطريق على النظام وأزلامه وعملائه الذين يتربصون بهم وبهذه الثورة الدوائر على أمل افشالها والقضاء عليها ، وليعلموا أنها الفرصة التاريخية الكبرى لهم ولهذا الوطن وللأجيال القادمة التي ليس من المعلوم أن تتكرر إذا أجهضت لا سمح الله .الله معكم وناصركم ومؤيدكم وحافظ ثورتكم ومزلزل أعدائكم وقاذف الرعب في قلوبهم وهو صادق الوعد بقوله عز وجل { إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ } و{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } .
الشيخ محمد الحسينرئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية7 مارس/آذار 20112 ربيع الثاني 1432
https://telegram.me/buratha