لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية
الرقم : 181 / ح / 2011التاريخ : 1/ 3 / 2011الكيان السعودي يعتقل الشيخ المجاهد توفيق العامرفي هذا الوقت العصيب والظروف الحرجة والأوضاع بالغة السوء التي يعيشها شعب الجزيرة العربية والتي جاءت بعد تراكم كم هائل من الكبت والحرمان وانتهاك لحقوق الإنسان , وبدلاً من إيقاف التوتر القائم ، وتهدئة الظروف والأوضاع في الداخل , ولأجل تغليب وإيثار المصلحة الشخصية على المصلحة العامة وانطلاقاً من سياسة الشمولية وتغييب الرأي الآخر وعدم الاعتراف بحق الشعب في تقرير مصيره , أقدم الكيان السعودي وبتحد سافر لجميع المواطنين في 27 فبراير / شباط 2011 , على اعتقال الشيخ توفيق العامر بعد مراجعته لدائرة المباحث العامة في الأحساء والذي جاء وفقاً لأمر رسمي صادر من الأدارة , وجرى بعد ذلك اقتياده إلى إدارة المباحث العامة في الدمام وتم إبلاغ المقربين منه عن طريق اتصال هاتفي باعتقاله من قبل إدارة مباحث الدمام وأنه ممنوع من الزيارة.وتجدر الإشارة إلى ان الشيخ توفيق العامر قد سبق له ان طالب بعد خطبة الجمعة الأخيرة 25 فبراير / شباط 2011 التي ألقاها في مسجد أئمة البقيع بالأحساء حكومة الكيان السعودي بإجراء إصلاحات سياسية والتي كان من أبرزها الدعوة لقيام ملكية دستورية في البلاد والحد من سياسة التمييز الطائفي المستشرية لدى حكومة الكيان . كما حذر في خطبة سابقة بمسجد أئمة البقيع بالهفوف في 13 فبراير 2011 من ارتدادات الثورة المصرية على العالم العربي , ودعا إلى المراعاة وعدم الاستهانة بحقوق الأقليات الدينية في شبه الجزيرة العربية ومن بينهم الشيعة.
وخروجاً عن المألوف وعدم استشارة حتى حلفاء الكيان من سياسيي الولايات المتحدة في تهدئة الأوضاع فقد تصور أغبياء حكومة الكيان السعودي بأنه لا يكون ذلك الا باعتقال الرموز الدينية والوطنية التي وضعت على عاتقها محاسبة مسؤولي الكيان على ظلمهم وطغيانهم .إن محاولة حكومة الكيان السعودي لتصعيد الموقف الحساس والمتوتر في شبه الجزيرة العربية وسط دعوات الشباب الحر والمتحمس الذي وصل الى النقطة الحرجة من المعاناة من الظلم والاستبداد , للخروج في تظاهرات عارمة لفضح الممارسات والأساليب الشوفينية التي يتبعها الكيان في كم الأفواه واستعباد شعب الجزيرة , سوف يؤدي قريباً بالإطاحة بكيان بني سعود الذي مضى عليه أكثر من قرن من الزمان .
ان الجهل المطبق عند محركي السياسة (السعودية) , والنهج الطائفي البغيض الذي تنتهجه مؤسسته الاستشارية الدينية المتمثلة فيما يسمى بـ ( اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ) والتي تحاول جاهدة للحفاظ على موقعها المهزوز في هذا الوقت العصيب وخشيتها من الانجراف برياح التغيير التي تهب على المنطقة , دعا الحكومة للاستعداد وبصورة غبية لمواجهة ثورة الغضب في الجزيرة العربية من خلال حلول عقيمة وبالية تتمثل باعتقال الرموز الأكثر قبولاً لدى المواطنين والشباب .كما ان الأسلوب القديم الذي يتبعه الكيان السعودي في قمع شعب الجزيرة العربية وحتى عدم تقليد الحكام العرب السابقين الذين خلعتهم شعوبهم في محاولتهم تهدئة الأوضاع في بلدانهم من خلال إقالة بعض الوزراء والمسؤولين وتقديمهم ككبش فداء أو اجراء بعض الاصلاحات الترقيعية ولو ظاهراً , فقد استمر الكيان السعودي وعوداً على أسلوبه القديم بإتباع سياسة القمع والاعتقال ضد المواطنين .ان الكيان الذي لا يقبل حتى الحوار السلمي والهادئ والوديع من قبل بعض المطالبين بالإصلاح ومفكري النخبة الهادئة التي تعول على تغيير النظام البوليسي بتقديم عرائض والتماسات ياسمينية إلى رئيس الكيان التي لا تحوي سوى مطالب جزئية لا تغني ولا تسمن من جوع , ولا تعدو كونها حلول ترقيعية لواقع فاسد ومتعفن قائم على سياسة القبضة الحديدية , ان مثل هذا الكيان لا يجدي معه نفعاً سوى عصيان مدني يضع حداً لأساليب القمع وسياسة الاضطهاد والتمييز الطائفي التي يحمل شهادتها الكيان السعودي بامتياز , ولا تعيد الى مروجي العرائض في نهاية الأمر الا البضاعة الكاسدة . في هذه الظروف الحرجة والحساسة , وبعد إدانة قرار حكومة الكيان السعودي باعتقال المجاهد عالم الدين توفيق العامر , فإن لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية تحذر الكيان السعودي من مغبة المساس بالرموز الدينية والوطنية لأنها سوف لا تجلب لحكومته سوى المتاعب وتدعو جميع المنظمات الدولية والمحلية للالتفات إلى الانتهاكات التي يمارسها الكيان السعودي وتطالبهم ببيان موقفهم من هذه الممارسات . تهيب اللجنة بهذه المنظمات واللجان الحقوقية بالتوجه إلى حكومة الكيان السعودي ودعوته إلى إطلاق سراح عالم الدين الشيخ توفيق العامر وبدون شروط , والمبادرة أيضاً بإطلاق سراح جميع المعتقلين في السجون السعودية ومنهم السجناء المنسيون الذي مضى على اعتقالهم أكثر من خمسة عشر عاماً بدون أن يقدموا إلى المحاكمة أو توجه لهم تهمة رسمية .كما ندعو مراجع الدين العظام والعلماء بإظهار مواقفهم بفضح ممارسات هذا الكيان المتمرس بالإجرام , وإجباره على تغيير مواقفه تجاه الطائفة الشيعية المظلومة في شبه الجزيرة العربية.
https://telegram.me/buratha