رفض الرئيس المصري حسني مبارك الإذعان لمطلب ملايين المحتجين من مواطنيه بالرحيل الفوري عن الحكم، لكنه تعهد بعدم الترشح لولاية رئاسة جديدة وإدخال إصلاحات عميقة على الدستور تسمح بتوسيع قاعدة الترشح للمعارضة.
وقال مبارك في خطاب نقله التلفزيون المصري ليل الأربعاء 2-2-2011 إنه سيعمل في ماتبقى من ولايته، التي تنتهي في سبتمبر المقبل ،على الحفاظ على الاستقرار للسماح بانتقال السلطة. وشدد قائلا "هذا عهدي الى الشعب خلال ما تبقى من ولايتي كي أختتمها بما يرضي الله والوطن وأبناءه".
وكشف مبارك أنه سيدعو البرلمان بغرفتيه قريبا لمناقشة إصلاحات عميقة على الدستور تشمل مادتيه 76 و77، بما يتيح توسيع قاعدة الترشح لزعماء أحزاب المعارضة والمستقلين.
وأكد مبارك الذي بدا متأثراً للأحداث الأخيرة، أنه لم يكن ينوي الترشح للانتخابات المقبلة، ولم يكن في يوم من الأيام "طالب سلطة"، مضيفا أنه تفانى في خدمة مصر خلال فترات الحرب والسلام، ويشعر بالفخر "بإنجازاته على مر السنين في خدمة مصر وشعبها".
واتهم أطرافا سياسة لم يسمها بأنها سعت منذ تفجر الأزمة إلى صب الزيت على النار. وقال إنه فضل مخاطبة الشعب بعد أن رفضت القوى السياسية المعارضة عرضا للحوار.
وأضاف أن مصر بلاده وهي المكان الذي عاش فيه وقاتل فيه ودافع عن أراضيه وسيادته ومصالحه. وتابع أنه سيموت على أرضه. متعهدا أنه سيعمل في الفترة المتبقية من ولايته تنفيذ سلسلة من الإصلاحات بما في ذلك دعوة القضاء لمحاربة الفساد.
ومع نهاية إذاعة خطاب الرئيس مبارك تعالت أصوات مئات الآلاف من المتظاهرين في ميدان التحرير وسط القاهرة رافضين مقترحاته ومطالبين برحيله الفوري.
وذكرت وكالة رويترز إنه طوال الكلمة هتف المعتصمون "مش حنمشي.. هو يمشي" رافضين مغادرة ميدان التحرير قبل استجابة مبارك لمطلبهم أن يرحل.
البرادعي: مبارك يحاول الخداع
وفي أول ردود الفعل على الخطاب قال المعارض محمد البرادعي في تصريح لقناة "العربية" إن مقترح مبارك بتعديل الدستور "عملية خداع" وإن الرئيس المصري يحاول أن يطيل فترة عدم الاستقرار في مصر وعليه أن يستقيل. واعتبر استقالة مبارك مقدمة لاستعادة الاستقرار في مصر وإنهاء ماوصفه بالفوضى.
وفي واشنطن قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب أعقب بساعات قليلة كلمة نظيره المصري إن "العالم يشهد صفحة جديدة في مصر"، لكنه اعتبر "أن كثيرا من الأسئلة بشأن مستقبل مصر لم تجد إجابة بعد وأن ثمة أياما صعبة قادمة".
وحث أوباما القيادة المصرية على قبول التغيير كحل للأزمة الحالية قائلا: "مبارك يدرك أيضا أنه لا بد أن يحدث تغيير". وقال إنه أبلغ الرئيس المصري خلال اتصال هاتفي الثلاثاء أن عملية انتقال السلطة سلميا في مصر يجب أن تبدأ "الآن"، لكنه لم يدعوه الى التنحي فورا كما تطالب الجماهير الغاضبة في المدن المصرية.
وأثنى الرئيس الأمريكي على موقف الجيش المصري لسماحه للشباب بالتظاهر سلميا وبذله جهودا تضمن أن يمر "وقت التغيير في مصر دون عنف".
واستبقت قوى المعارضة خطاب مبارك المتوقع برفض أي حوار قبل تنحيه من الرئاسة متجاهلة بذلك الدعوة التي وجهها نائبه عمر سليمان.
وقالت "اللجنة الوطنية لتحقيق مطالب الشعب" التي تضم المعارض البارز محمد البرادعي وممثلين لقوى المعارضة الرئيسية ومنها جماعة الإخوان المسلمين، إنها "لن تدخل في تفاوض مع الدولة حتى يرحل رئيس الجمهورية عن موقعه"، بحسب بيان تلقته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأعلنت اللجنة التي شكلت قبل يومين أنها "لن تدخل في تفاوض حتى يرحل رئيس الجمهورية عن موقعه، وعندها يبدأ التفاوض الجماعي من أجل الانتقال السلمي للسلطة وتحقيق مطالب الشعب".
وأكدت جماعة الإخوان أن ائتلافاً من جماعات المعارضة أبلغ الحكومة المصرية بأنه سيبدأ محادثات بشأن التحول إلى الديمقراطية بمجرد تنحي الرئيس حسني مبارك.
وقال محمد البلتاجي العضو السابق بالبرلمان المصري وعضو جماعة الإخوان إن الطلب الأول هو رحيل مبارك، وبعد ذلك فقط يمكن بدء الحوار مع الجيش بشأن تفاصيل الانتقال السلمي للسلطة.
وأضاف البلتاجي أن المعارضة تعمل تحت مظلة جماعة لمتابعة مطالب الشعب وتضم جماعة الإخوان المسلمين والجمعية الوطنية للتغيير بقيادة محمد البرادعي وأحزاباً سياسية وشخصيات بارزة بينها أقباط.
https://telegram.me/buratha