شكل المتظاهرون المحتجون في مصر، السبت، لجانا شعبية لمقاومة السراق وحالة الفوضى بعد اختفاء قوات الجيش والشرطة من الشارع المصري، في حين أشارت الإنباء إلى منع أمين التنظيم في الحزب الوطني الحاكم من مغادرته البلاد.
وقال مراسل "السومرية نيوز"، في القاهرة احمد رجب، إن "المتظاهرين المحتجين المصريون بدءوا بتشكيل لجانا شعبية لمقاومة السراق وحالة الفوضى بعد اختفاء قوات الجيش والشرطة من الشارع المصري"، مبينا أن "الشارع المصري لا يحكمه الآن سوى القوات المسلحة المنتشرة في المناطق الإستراتيجية".
وأضاف رجب أن "جميع أقسام الشرطة في مصر خالية من عناصرها وضباطها ولا يوجد أي مظهر من مظاهر الداخلية"، مشيرا إلى انه "تم تشييع جثامين الشهداء الذين قضوا يوم أمس في المواجهات مع قوات الشرطة".
وأكد رجب أن "هناك أنباء بمنع أمين التنظيم في الحزب الوطني الحاكم احمد عز بعد تقديم استقالته من مغادرة البلاد"، مبينا أن "المواطنين لا يرضون بديلا عن رحيل الرئيس مبارك الذي يعد الحل الوحيد لعودة النظام مرة أخرى".
وتابع رجب أن "المواطنين ما زالوا يتدفقون على ميدان التحرير رغم إعلان قرار حظر التجوال الذي بدا فعليا خلال الساعات القليلة الماضية"، موضحا أن "الجاليات الأجنبية بدأت بمغادرة البلاد على خلفية ما يشهده الشارع المصري من تطورات خطيرة".
وكانت القوات المسلحة المصرية انتشرت، في وقت سابق من اليوم، بالمناطق الحيوية والرئيسة في القاهرة في أعقاب خروج آلاف المصريين بتظاهرة للمطالبة بتغيير النظام ورحيل الرئيس المصري، في حين أشارت أنباء إلى سقوط العشرات من المواطنين بين قتيل وجريح، فضلا عن اشتراك عناصر وضباط الشرطة في عمليات السلب والنهب التي عمت عددا من المدن المصرية.
وكانت عدة محافظات مصرية، شهدت يوم أمس الجمعة، تظاهرات حاشدة شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين، وسط هتافات تطالب برحيل الرئيس المصري حسني مبارك، وفيما فرضت السلطات المصرية حظراً للتجوال في القاهرة والإسكندرية والسويس وقطعت كل وسائل الاتصال داخل مصر ومع العالم الخارجي، أفادت بعض وكالات الأنباء عن سقوط قتلى لم يعرف عددهم وجرح ما لا يقل عن 870 شخصا من المتظاهرين.
وفي الوقت الذي عجزت فيه قوات الأمن المصرية عن ضبط تحركات المتظاهرين، أعلن الرئيس المصري حسني مبارك أنه أمر بنزول قوات الجيش إلى الشارع لمساعدة قوى الأمن على ضبط الأوضاع في المدن وإعادة الهدوء.
وعقب الأحداث التي شهدتها مصر منذ أمس أعلنت دولة الكويت توقيف جميع رحلاتها الجوية المتجهة إلى مصر، فيما أجلت السلطات الجوية العراقية البت في الأمر إلى اليوم السبت.
يذكر أن التظاهرات التي انطلقت في مصر، الثلاثاء الماضي، لا سابق لها، وقد استلهم عشرات الآلاف ممن شاركوا فيها، أحداث الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وطالبوا بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك الذي يتعرض منذ سنوات للانتقادات بسبب إبقائه على قانون الطوارىء منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهو القانون الذي أعلنه عام 1981 بعدما اغتال إسلاميون الرئيس السابق أنور السادات.
https://telegram.me/buratha