انتشرت القوات المسلحة المصرية، السبت، في المناطق الحيوية والرئيسة في القاهرة في أعقاب خروج آلاف المصريين بتظاهرة للمطالبة بتغيير النظام ورحيل الرئيس المصري، في حين أشارت أنباء الى سقوط العشرات من المواطنين بين قتيل وجريح، فضلا عن اشتراك عناصر وضباط الشرطة في عمليات السلب والنهب التي عمت عددا من المدن المصرية.
وقال مراسل "السومرية نيوز"، في القاهرة احمد رجب، إن "بعض القوات الأمنية المصرية انتشرت في المناطق الحيوية والرئيسة، وأن عشرات الآلاف من المتظاهرين المصريين الذين خرجوا خلال اليومين الماضيين حافظوا بالفعل على الممتلكات التي حاول السارقون الاستيلاء عليها".
وتابع موضحا أن "عمليات السلب والنهب التي شاهدها العالم على شاشات التلفزة ناتجة عن استعانة قوات الشرطة بـ"البلطجية" والخارجين عن القانون لمواجهة المتظاهرين، إلا أن تمكن المتظاهرين من إزاحة قوات الشرطة، استغلها هؤلاء لممارسة أعمال السلب والنهب".
وأضاف رجب أن "بعض قوات الشرطة شاركت في عمليات النهب، مما اضطر عدداً كبيراً من المواطنين المصريين إلى حماية المتحف المصري بأنفسهم، بتشكيلهم سلسلة من الدروع البشرية"، مبينا أن "المواطنين تمكنوا من إلقاء القبض على عشرات السّراق واللصوص الذين حاولوا الاستيلاء على مقتنيات المتحف، ليتبين لهم لاحقاً أن من بينهم عدد من ضباط وعناصر الشرطة، وتم تسليمهم إلى قوات الجيش".
وأشار مراسل "السومرية نيوز"، إلى أن "عدد القتلى والمصابين بحسب أرقام رسمية من بعض المستشفيات تجاوز الـ 82 وان مستشفى واحدا في القاهرة استقبل 30 قتيلا قضوا بطلقات رصاص حي"، لافتا إلى أنه "لا يمكن إحصاء عدد القتلى والجرحى في الوقت الحالي، ولكن نستطيع القول أن عدد الجرحى في القاهرة وحدها تجاوز الألف فيما تجاوز عدد القتلى الخمسين بحسب حصيلة مبدئية".
ولفت رجب إلى أن "هناك جنازات شعبية ستخرج من مدن الإسكندرية والسويس والقاهرة"، متوقعا أن تتحول تلك الجنائز إلى موجات من الغضب".
وكانت عدة محافظات مصرية، شهدت يوم أمس الجمعة، تظاهرات حاشدة شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين، وسط هتافات تطالب برحيل الرئيس المصري حسني مبارك، وفيما فرضت السلطات المصرية حظراً للتجوال في القاهرة والإسكندرية والسويس وقطعت كل وسائل الاتصال داخل مصر ومع العالم الخارجي، أفادت بعض وكالات الأنباء عن سقوط قتلى لم يعرف عددهم وجرح ما لا يقل عن 870 شخصا من المتظاهرين.
وفي الوقت الذي عجزت فيه قوات الأمن المصرية عن ضبط تحركات المتظاهرين، أعلن الرئيس المصري حسني مبارك أنه أمر بنزول قوات الجيش إلى الشارع لمساعدة قوى الأمن على ضبط الأوضاع في المدن وإعادة الهدوء.
وعقب الأحداث التي شهدتها مصر منذ أمس أعلنت دولة الكويت توقيف جميع رحلاتها الجوية المتجهة إلى مصر، فيما أجلت السلطات الجوية العراقية البت في الأمر إلى اليوم السبت.
يذكر أن التظاهرات التي انطلقت الثلاثاء في مصر لا سابق لها، وقد استلهم عشرات الآلاف ممن شاركوا فيها، أحداث الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وطالبوا بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك الذي يتعرض منذ سنوات للانتقادات بسبب إبقائه على قانون الطوارىء منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهو القانون الذي أعلنه عام 1981 بعدما اغتال إسلاميون الرئيس السابق أنور السادات.
https://telegram.me/buratha