اتفق قادة دول حلف دول شمال الاطلسي (الناتو) في الجلسة الختامية من قمتهم المنعقدة في لشبونة، على تحديد جدول زمني لانهاء العمليات القتالية في افغانستان.كما توصل الحلف الى اتفاق مع روسيا على توسيع نقل المعدات إلى قوات الحلف في افغانستان عبر الاراضي الروسية بواسطة السكة الحديد والتعاون بشأن نشر منظومة الدرع الصاروخي في اوربا.وأكد الرئيس الاميركي باراك اوباما حصوله على "تأييد واسع" من حلفائه في حلف شمال الاطلسي للمصادقة على معاهدة ستارت الروسية الاميركية للحد من الاسلحة النووية بوصفها "عنصرا اساسيا للامن الاوروبي والاميركي".
ويرغب قادة الحلف في تسليم المسؤولية عن الوضع الامني في افغانستان إلى القوات الحكومية الافغانية بحلول نهاية عام 2014 لكنهم وعدوا بأنهم لن يتخلوا عن البلاد في معركتها ضد طالبان.وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في كلمته أمام القمة إن الأمم المتحدة ستواصل دعمها لمساعي تحقيق السلام في افغانستان.
وفي مؤتمر صحفي قصير اعقب ختام القمة وقع امين عام حلف الناتو اندرس فوغ راسموسن مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي اتفاقية استراتيجية جدية وشراكة طويلة الامد في افغانستان.وفي ضوء الخطة الجديدة سيبدأ الحلف بتسليم المسؤولية الامنية للقوات الافغانية تدريجيا بدءا من العام القادم على أن تكتمل عملية التسليم بحلول عام 2014.وقال راسموسن خلال المؤتمر الصحفي "لقد اطلقنا العملية التي سيصبح من خلالها الشعب الافغاني سيد وطنه". واضاف "اتفقنا (مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي) على شراكة طويلة الامد ستستمر حتى بعد انتهاء مهامنا القتالية".وأوضح انه خلال المرحلة الانتقالية ستقوم القوات الدولية بتقديم الدعم للجيش الافغاني بدلا من ان تكون في الجبهات الامامية.
بيد أنه استدرك ان ذلك لا يعني تخليا عن قتال طالبان، إذ قال: "لنقل ذلك ببساطة، اذا كانت حركة طالبان او غيرها تأمل في رحيلنا فلتنس الامر. سنبقى طالما كان ذلك ضروريا لانهاء العمل".وعلى الرغم من هذا الاعلان توقعت واشنطن "قتالا صعبا" في افغانستان، حسب تصريحات صدرت من البيت الابيض عقب توقيع قادة الناتو على الاتفاق الجديد لانهاء العمليات القتالية في افغانستان في غضون اربعة اشهر.
بدوره قال الرئيس الافغاني كرزاي " نشكركم جزيل الشكر لعقد هذا الاجتماع شديد الاهمية بشأن افغانستان وباجرائه على نحو يعود بالنفع على الشعب الافغاني من خلال ضمان مستقبل افضل واكثر امنا، مستقبل تسهم فيه أفغانستان في أمن العالم واقتصاده، لا أن تكون عبئا على المجتمع الدولي"وفي كابول، ردت حركة طالبان على اعلان قمة لشبونة قائلة إن حلف شمال الاطلسي "مصيره الهزيمة".وقالت الحركة في بيان لها ارسل إلى وسائل الاعلام عبر البريد الالكتروني إن "زيادة قواتهم واستراتيجياتهم الجديدة وجنرالاتهم الجدد ومفاوضاتهم الجديدة ودعايتهم الجديدة لم يكن لها أي تاثير".
واعقب ختام قمة الناتو عقد قمة اخرى بين الحلف وروسيا تعد الاولى بين الجانبين منذ أزمة الحرب في جورجيا العام 2008.وخصصت القمة لتناول قضايا تعزيز التعاون بين الطرفين على صعيد نشر منظومة الدفاع الصاروخي في دول الحلف وكذلك في الشأن الافغاني.وأعلن الامين العام للناتوعن التوصل إلى اتفاق بين الحلف وروسيا على نقل معدات إلى قوة ايساف في افغانستان عبر الاراضي الروسية بواسطة السكة الحديد.ولم يقدم راسموسن تفاصيل الاتفاق الجديد الا أن الاتفاق السابق كان يتيح ارسال معدات محددة إلى افغانستان عبر روسيا، ويستثني بعض المعدات مثل الاليات المدرعة، ما كان يجبر الاطلسي على ارسالها عبر طرق خطرة في باكستان.كما اعلن راسموسن أن الجانبين قررا التعاون في خطة نشر الدرع الصاروخي لحماية اوربا واتفقا على أنهما لا يشكل أيا منهما خطرا على الاخر.
ووصف الاتفاق بأنه "منعطف" في العلاقات بين الخصمين السابقين ابان الحرب الباردة. وقال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف للصحفيين في ختام القمة ان "مرحلة التوتر الشديد الاخيرة في العلاقات بين الحلف الاطلسي وروسيا قد ولت الان".وكانت اعمال اليوم الثاني من القمة قد ركزت على الاتفاق على استراتيجية للانسحاب من أفغانستان.وانضم الى رؤساء دول وحكومات الحلف بهذه المناسبة قادة شركائهم العشرين في القوة الدولية لارساء الامن في افغانستان (ايساف) وبينهم رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان.كما شارك في الاجتماع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي. وكانت الدول الأعضاء في الناتو قد اتفقت الجمعة على نصب درع صاروخي مضاد للصواريخ البالستية يغطي جميع الدول الأعضاء في الحلف.وقد دعم مؤتمر الناتو المصادقة السريعة على معاهدة "ستارت" بين الولايات المتحدة وروسيا وتقليص الترسانة النووية للطرفين.وقال أوباما إن الاتفاقية تستجيب للتحديات الجديدة وتظهر إصرار الناتو على "حماية مواطنيه".
https://telegram.me/buratha