افتتحت في العاصمة البرتغالية لشبونة قمة قادة حلف شمال الاطلسي "الناتو" التي ستستمر ليومين، وتعيد القمة تحديد العقيدة العسكرية والسياسية للحلف ومصادر التهديد لدوله في القرن الحادي والعشرين. وخاطب امين عام الحلف اندرس راسموسن قادة الدول الـ 28 الاعضاء في الحلف المجتمعين في جلسة الافتتاح بقوله : " اليوم وغدا ، سنتخذ قرارات ستشكل مستقبل حلفنا".واضاف : "ستعيد هذه القرارات تأكيد الالتزام المشترك بين كل دولنا في (ضمان) الحرية والأمن لكل مواطنينا. وهذا الالتزام هو حجر الاساس لحلفنا".ووعد الرئيس الامريكي أوباما بتنشيط الحلف ليتناسب مع مستجدات القرن الحادي والعشرين.
ويبحث الناتو عن سبل لتقليل البيروقراطية وتركيز الموارد على مواجهة المخاطر الجديدة مثل الحرب الالكترونية هجمات الصواريخ البالستية.ويقع الوضع الافغاني على رأس القضايا المطروحة في جدول اعمال القمة، لاسيما الخطط التي تتعلق بسحب القوات القتالية لحلف شمال الأطلسي من أفغانستان بحلول عام 2014 .ولكن الولايات المتحدة، وهي أكبر دولة لها قوات في أفغانستان، قالت إن الانسحاب بحلول 2014 هو موعد ٌ طموح وليس موعدا نهائيا.ويحضر فعاليات القمة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف في اشارة الى دفء العلاقات بين الحلف وروسيا.
وقال الرئيس اوباما ان الناتو يدخل في مرحلة جديدة في افغانستان "فنقل المسؤوليات الى الافغان سيبدأ عام 2011 ، وستتولى القوات الافغانية المسؤولية عن الامن في كل افغانستان بحلول عام 2014".ومن المقرر في جدول الاعمال ان يلقي الرئيس الافغاني حامد كرزاي كلمة امام القمة السبت، وقد قال انه يرغب في ان يسلم الناتو زمام المسؤولية عن الوضع الامني في افغانستان للقوات الافغانية قبل نهاية عام 2014 .
وقال المتحدث باسم البنتاجون جيوف موريل أنه بلاده تأمل في أن تكون القوات الأفغانية جاهزة لتولي المسؤوليات الأمنية بنهاية 2014 لكنها قد لا تكون جاهزة لتولي الملف الأمني في جميع أنحاء البلاد.يشار إلى أن عدد جنود القوات الدولية في أفغانستان يبلغ حاليا نحو 120 ألف جندي.هناك أيضا موضوعات أخرى عديدة على جدول القمة كالدرع الصاروخي ، وإيران ،وأخطار الحرب الالكترونية والإرهاب.
من المتوقع ان يعلن قادة الناتو في لشبونه خططا بشأن الدرع المضاد للصواريخ البالستية في اوربا، كما ستناقش هذه القضية ايضا مع روسيا التي تعارض الخطط الامريكية السابقة في هذا الشأن.ووصف اندرس راسموسن هذه الخطط بأنها شيء ضروري كي يتمكن الناتو من حماية نفسه ضد الاخطار المتنامية.
" ان انتشار الصواريخ خطر جديد اخر، اذ ان أكثر من 30 بلدا في العالم تمتلك او تسعى لامتلاك تكنولوجيا الصواريخ، ويمكن للبعض منهم ضرب مناطق الناتو بها. وهذا هو السبب وراء حاجتنا الى الدفاع الصاروخي لحماية انفسنا من خطر حقيقي".ويحاول زعماء الناتو إقناع ضيفهم الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف الاشتراك في مبادرة الدرع الصاروخي، من خلال التوضيح بأنها تستهدف إيران وليس روسيا.
وقال سيرجي بريخودكو، كبير مساعدي الرئيس الروسي إن الفكرة المطروحة بشأن إنشاء منظومة مشتركة بين روسيا والناتو للدفاع المضاد للصواريخ قابلة للتحقيق على المدى المتوسط.
وأضاف بريخودكو في حديث للصحفيين في موسكو يوم الجمعة أن تنفيذ هذا المشروع ليس أمرا صعبا شريطة توفر الإرادة السياسية.وأوضح أن الناتو يعتزم إنشاء منظومة متكاملة للدفاع المضاد للصواريخ تشمل الوسائط الوطنية للدفاع الجوي الموجودة لدى الدول الأعضاء في الحلف، وأن روسيا تبدي استعدادها للانضمام إلى مثل هذه المنظومة .من ناحية أخرى حثت منظمات الإغاثة على حماية المدنيين في أفغانستان.
وعبر بيان مشترك لثلاثين منظمة عن قلق المنظمات من تسليم المهام الأمنية الى القوات الأمنية "الرديئة التدريب والتي تفتقر الى القدر على التحقيق في التجاوزات"، على حسب تعبير البيان.
وقال التقرير إن الأوضاع الأمنية لمعظم الأفغان تسوء بشكل متسارع ، وإن تصاعد أعمال العنف سيؤدي الى سقوط مزيد من الضحايا في أوساط المدنيين.وقد ذكرت تقارير الأمم المتحدة أن ما يزيد على ألف ومئتي مدني أفغاني قد قتلوا في الشهور الستة الأولى من العام، وهذا يعني زيادة حادة في العدد مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.من جهة اخرى افتتحت الجمعة في لشبونة تظاهرة "قمة مضادة" لقمة لحلف شمال الاطلسي نظمها ناشطون معارضون من دول الاتحاد الاوروبي.
وحرم عشرات الناشطين من المشاركة فيها بعد طردهم على حدود البرتغال باسم الحفاظ على الامن والنظام.
وقال المتحدث باسم التنسيق الدولي المضاد للحلف الاطلسي راينر براون محتجا "لم يتمكن اكثر من 150 ناشطا سلميا من الانضمام الينا بعد طردهم على الحدود البرتغالية".ويتضمن جدول اعمال "قمة الناشطين المضادة" مؤتمرات وورش عمل حول الاستراتيجية الجديدة للحلف الاطلسي وترسانته النووية وعلاقاته بروسيا او الوضع في افغانستان وهي ايضا نفس الموضوعات التي يبحثها القادة العالميون المجتمعون في قصر الامم الذي يبعد نحو ثمانية كيلومترات.
https://telegram.me/buratha