د بلال الخليفة ||
تمتاز هذه المنطقة وهي غرب أسيا بعدة نقاط منها امتلاكها لمعظم مصادر الطاقة العالمية، ووانها تمثل حلقة الوصل بين الشرق والغرب والجنوب (افريقيا) أي بالموقع المتميز الذي يكاد ان يكون قلب العالم، واما من الناحية الحضارية فهم يمثلون اهم الحضارات العالمية وهي الفارسية والاشورية والسومرية والإسلامية، وبالتالي للمنطقة عمق تاريخي كبير.
أولا: من حيث الطاقة
1- النفط
أ- الاحتياط من النفط
في إحصائية أوبك لعام 2020 فان السعودية تمتلك 297 مليار برميل احتياطي النفط وان الجمهورية الإسلامية تمتلك 157 مليار برميل وان العراق يمتلك 145 مليار برميل، للعلم ان الاحتياط العالمي هو 1732 مليار برميل وفقط أوبك تمتلك 1216 وبالتالي يكون حجم النفط لمثلث قوى الطاقة 599 مليار وبالتالي تكون نسبة ذلك الى أوبك هو 49% واما نسبة ما يحتله الى العالم هو 43.5 %، ومن هنا نرى الموقع المهم العالمي وهذا يؤكد تسميتنا له بمثلث مركز الطاقة العالمي، ونستنتج أهميته في تغيير الخارطة الاقتصادية والطاقوية العالمي ان اتفقوا وان مضي الاتفاقات بينهم مثلما مخطط له من قبلهم.
ب- الإنتاج النفطي
تنتج الجمهورية الإسلامية 3084 مليون برميل يوميا من النفط الخام اما المملكة العربية السعودية فتنتج ما مقداره 11039 مليون برميل يوميا واما العراق فينتج 4112 مليون برميل يوميا ويكون مجموع ما ينتجه مثلث مركز القوى هو 18235 مليون برميل يوميا ويحتل نسبة 20 % من انتاج العالم و58 % من انتاج أوبك أي أكثر من نصف انتاج أوبك مجتمعة.
2- الغاز
تمتلك الجمهورية الإسلامية في إيران احتياطي من الغاز الطبيعي يصل الى 32.1 تريليون متر مكعب قياسي، والعراق يمتلك 3.5 تريليون واما العربية السعودية فتمتلك 6 تريليون متر مكعب قياسي وبالتالي يكون المجموع 41.1 تريليون متر مكعب وهذا يعني ان نسبته من العالم هو 21.8% أي يتلك رقما مؤثرا وكبيرا في مجال الغاز.
مثلث مركز الطاقة والتغير الاقتصادي الحالي
بعد الحرب الروسية الأوكرانية، بدا العالم يشهد تغير اقتصادي وسياسي وبشكل متسارع وخصوصا الأيام القليلة الماضية، الأمور مهيئة ان يكون للعالم قطب ثاني بزعامة الصين وروسيا ودول شانغهاي ومنها الجمهورية الإسلامية وكذلك دول البريكس، وخصوصا انها تنوي انشاء عمله موحدة تكون بديل عن الدولار الأمريكي، وان العديد من الدول بدأت فعليا بالتعامل بعملها المحلية او اليوان الصيني في التعاملات مع المحور الشرقي، وان كل الخطوات التي اخطتها أمريكا والناتو كانت ذات نتائج عكسية عليها وان تلك الخطوات عجلت بأفول عصر الدولار وعجلت بظهور المحور الشرقي.
التقارب السعودي الإيراني يصب في مصلحة المحور الشرقي ويعد خطوة مهمه للعربية السعودية لان التقرب من الجمهورية الإسلامية (هي قطب مهم جدا في المحور الشرقي) أحد الخطوات الكبيرة والمهمة التي قامت بها العربية السعودية في الفترة الأخيرة، ومنها طلب الانضمام لشانغهاي والبريكس والاتفاقية العربية الصينية والاستثمار في الصين وغيرها.
حتما ان هذا التقارب والذي سيكون العراق أحد اهم أقطابه وعنصر موحد للآخرين، بحكمة الجغرافي والديني والسياسي وهذا يعتمد وبشكل كبير على صانعي القرار السياسي في العراق، فبإمكانهم اللحاق بالمتغيرات العالمية والاصطفاف مع القوى العالمية الصاعدة، لا بل لن يكون قطب عالمي باتحاده مع مثلث الطاقة.
اما من الخطوات المهمة في تشكيل مثلث الطاقة هو انشاء في بداية الامر مشاريع تكون للثلاث مساهمات فيه وعلى سبيل المثال لا الحصر هو الطاقة الكهربائية (مشاريع الطاقة) في انشاء محطات تمول (على سبيل المثال) من السعودية وتنشئ بأيدي إيرانية في الأراضي العراقي مع مساهمه منه بجزء من الكلف ويكون لكل دولة حصة معينة من المحطة، وتكون بادرة تعاون اقتصادي وربما ان يصل الامر الى تصديرها عالميا.
وهنالك خطوات اتخذت مشتركة ونجح الثلاثة مع اخرين ومنهم روسيا في اتخاذ مواقف اقتصادية كبيرة جدا وهو قرار أوبك بلس قبل يومين حينما قرروا ان يتم تخفيض طوعي في انتاج النفط بحجم 1.66 مليون برميل نفط يومي.
وهنالك مشاريع أخرى ممكن ان يشترك الثلاث فيها مثل المشاريع النفطية وخصوصا في مجال التصفية والبتروكيمياويات وقطاع الزراعة وقطاع السياحة وغيرها.
الخلاصة: يوجد قطب غربي بزعامة أمريكا وهو الناتو، ويوجد حلف شرقي بزعامة الصين وهو شانغهاي وبريكس ولماذا لا يكون هنالك قطب ثالث للعالم يكون في قلبه أي لا شرقي ولا غربي بل إسلامي، ونأمل ان تكون هذه التحركات هي بادرة خير لذلك القطب الإسلامي وخصوصا انه يمتلك جميع مقومات النجاح.
ـــــــ
https://telegram.me/buratha