الصفحة الاقتصادية

أزمة الدولار في العراق، أزمة أم تأزيم؟!

1360 2023-01-18

ضياء المحسن ||

 

 باحث في الشأن المالي والإقتصادي

 

منذ ما يقرب من شهرين والسوق العراقية تشهد أزمة إقتصادية تضغط على المواطن، بسبب إرتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الدينار العراقي، جراء إيقاف التعامل مع عدد من المصارف العراقية الخاصة؛ لإتهامها بتهريب العملة لأجنبية لدول مفروض عليها المنع (إيران، سوريا، لبنان، تركيا، روسيا)، بالإضافة الى عمليات غسيل أموال لمتنفذين التي يحصلون عليها عن طريق العقود وتهريب المخدرات والدعارة وتجارة الأعضاء.

لهذه الأسباب وغيرها من الأمور كانت هناك إشارات من البنك الفيدرالي الأمريكي يتم إرسالها الى البنك المركزي العراقي لتصحيح ما يراه الفيدرالي الأمريكي بأنه خطأ قد ينتج عنه تدمير ممنهج للإقتصاد العراقي والذي يعتمد بدرجة كبيرة على تصدير النفط.

مع ما تقدم من الأسباب المذكورة يبرز أمامنا تساؤل كبير، يتمثل في(ما هي إجراءات البنك المركزي العراقي تجاه ما حصل ويحصل في الإقتصاد العراقي؟) واقعاً لم نلمس أي تجاوب من قبل البنك المركزي العراقي حول البحث في أصل المشكلة الحاصلة، إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار أنها ليست وليدة اللحظة، بل يتجاوز عمرها الخمسة أعوام، حيث أن البنك الفيدرالي الأمريكي كان يقوم بتنبيه إدارة البنك المركزي العراقي بأن هناك عدد ليس قليل من المصارف يقوم بتهريب العملة الأجنبية الى هذه الدول، لكن دون أن يأخذ المركزي العراقي أي إجراء للحد من هذه المشكلة، الأمر الذي اضطر معه البنك الفيدرالي لإتخاذ إجراء بإيقاف التعاملمع هذه المصارف، مع تحذير شديد لعدد أخر من المصارف الخاصة بأنها يمكنأن تواجه نفس الأمر.

تمثلت إجراءات البنك المركزي العراقي بالتصريح بأن هذه الأزمة عابرة وستنتهيخلال الفترة القليلة القادمة، بالإضافة الى التصريح بأنها سمحت للمصارف الحكومية والخاصة ببيع الدولار الى الأفراد، لكن بقي القرار مجرد حبر على ورق لصعوبة تنفيذ آلية هذا القرار، مما جعل السوق يترنح ويشهد إرتفاعاً لسعر صرف الدولار الأمريكي أمام الدينار العراقيوإدارة البنك المركزي العراقي عاجزة عن التعاملمع هذا الموضوع، ليس لقلة خبرتها في هذا الموضوع؛ لكن لأنها لا تريد أن تصطدم مع الكتل السياسية المؤثرة والتي لها علاقات بشكل أو بأخر مع مجموعة المصارف الخاصة ومكاتب الصيرفة أيضا.

       ما تقدم يطرح سؤال أكبر، ما هي الحلول من وجهة نظرنا الشخصية؟

هنا نحن لا ندعي بأننا نملك عصا موسى لحل الأزمة، فالأزمة ليست مستعصية على الحل، فهي من جانب لم ترتقِ الى مستوى أزمة مستعصية الحل، ومن جانب أخر فإن الحلول قد لا تُعجب الآخرين، وهنا نحن لا يهمنا الآخر، بقدر ما يهمنا المواطن بالدرجة الأساس، ذلك لأن أمن الوطن من أمن المواطن، وطالما الأمور وصلت الى هذا الحد، بات من الضروري أن تكون الإجراءات قوية من قبل السلطة النقدية والحكومة التنفيذية، وتبدأ أولا بإلغاء نافذة العملة وإعادة العمل بدائرة التحويل الخارجي لتكون هذه الدائرة هي المسؤولة حصرياً عن إنجاز تعاملات المستوردين مع الموردين، من خلال إلزام المستورد بإخبار هذه الدائرة عن الجهة التي يستورد منها بضاعته، لتقوم الأخيرة بالتواصل مع المُوَرِد لمعرفة تفاصيل الشحنة (نوع البضاعة، الكمية، سعر التجزئة، سعر الجملة، طريقة التسديد، المصرف المراسل) وبعد وصول هذه المعلومات الى الدائرة تقوم بتبليغ المُوَرِد بالموافقة على الإلتزام بتسديد المبلغ عن تلقيها إشعار من التاجر بوصول بضاعته الى مخازنه، بشرط أن يقوم البنك المركزي ببيع الدولار الى التاجر بالسعر الرسمي المذكور في الموازنة العامة، مع إلتزام التاجر بأن يبيع بضاعته بأرباح لا تتجاوز ال10% بعد إحتساب الضريبة الكمركية المفروضة على السلعة.

الأمر الأخر هو دخول الحكومة كتاجر في السوق، وهذا الأمر له أفضلية كبيرة على التاجر، لأن الحكومة لا تشتري الدولار مثل التاجر، بل إن معاملاتها التجارية تقوم على أساس المبادلة سلعة بسلع أخر، فهي تبيع النفط للدول وتشتري منها سلع يكون الإقتصاد العراقي بحاجة، سواء للإستهلاك الداخلي أو دخولها في تصنيع سلع في العراق، بملاحظة أن وزارة التجارة العراقية لديها علاقات تجارية مع أغلب الدول في العالم وهناك ملحقيات تجارية تعمل في سفارات العراق في هذه الدول، بالتالي فإن هذه الخطوة ستمثل ضربة قوية لمن يتاجر بقوت المواطن، وستحد كثيراً من جشع التجار وتضغط على من يتلاعب بسعر الدولار.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك