الصفحة الاقتصادية

تداعيات تهريب النفط العراقي..!

2411 2022-11-26

ضياء المحسن ||

 

باحث في الشأن المالي والإقتصادي

 

تتنوع عمليات التهريب لتخريب إقتصادات الدول، بعضها لا يشكل تأثير على هذه الإقتصادات عندما تكون هذه الإقتصادات متنوعة، لكن في حال أن الاقتصاد يعتمد بصورة كبيرة على إيرادات هذه السلعة فإن التهريب هنا يمثل كارثة لا تقل عن أية كارثة طبيعية تضرب البلدان، ومن هذه الدول يقف العراق في الصدارة من خلال المافيات التي تقوم بتهريب كميات كبيرة من النفط العراقي بطرق وأساليب متنوعة.

عمليات تهريب النفط العراقي لم تكن وليدة لنظام ما بعد عام 2003 فقد كان النظام السابق يمارس عمليات تهريب النفط العراقي للهروب من العقوبات التي فرضتها عليه الأمم المتحدة بعد دخوله لدولة الكويت، لتمويل متطلبات إستمرار النظام آنذاك، واستمرت هذه العمليات بعد سقوط نظام صدام لكن بأساليب وطرق متطورة.

مع مجيء الحكومة الجديدة أخذت تتكشف الكثير من الأوراق حول الجهات التي تحمي مافيات تهريب النفط، حتى بات المواطن يسمع عن أسماء كبيرة في أجهزة أمنية تقوم بحماية هؤلاء مقابل نسبة معينة من الأموال التي يحصلون عليها جراء تهريبهم النفط، وناهيك عن كون جريمة تهريب النفط جريمة إقتصادية يعاقب عليها القانون، فهي تمثل جريمة أخلاقية كونها تشرعن عمليات السرقة خاصة عندما تكون محمية من قبل من يطبق القانون.

مما تقدم نجد أن تهريب النفط واحد من المشاكل التي لها تأثير سيئ ليس على الاقتصاد الوطني بل على النسيج الاجتماعي أيضا، فلابد والحالة هذه أن تكون المعالجات قاسية حتى لو طالت شخصيات مؤثرة، والسؤال هنا هل تستطيع حكومة السيد السوداني إتخاذ هكذا معالجات إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار تأثير تلك الشخصيات على الشارع العراقي؟

قد يتصور البعض إن تأثير التهريب محدود لأنه يقتصر على سرقة كميات من النفط، لك واقع الحال يشير الى أكبر من ذلك، لأن عمليات التهريب تتم من خلال تخريب الأنابيب الناقلة للنفط الخام، وعمليات ثقب هذه الأنابيب ينتج عنها توقف عمليات التصدير لغرض صيانة الأنبوب الذي تعرض للتخريب، وهذا التوقف يكلف أموال طائلة لصيانة الأنبوب ناهيك عن فترة التوقف لأيام عدة قد تؤثر على عمليات التصدير وبالتالي إنخفاض الكميات المصدرة عدا عن الإلتزامات مع الجهات التي تشتري النفط العراقي وما ينتج عنها من غرامات مالية.

لدى الحكومة الحالية فرصة للسيطرة على هذا الموضوع حتى مع وجود كتل سياسية قد تتضرر من هذا العمل، لكنها ستكون مجبرة على عدم الوقوف بوجه السيد السوداني في الإجراءات التي سيتخذها للسيطرة على عمليات تهريب النفط، خاصة وأن هناك تقارير تظهر للعلن عن تأثير هذه السرقات على الاقتصاد العراقي والتي يتضرر منها المواطن في نهاية الأمر.

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك