الصفحة الاقتصادية

ارتفاع أسعار النفط، العراق الى اين؟!

2363 2022-05-31

ضياء المحسن *||

 

مع التطورات الأخيرة في الموقف الأوربي من قضية فرض حظر على استيراد النفط الروسي بسبب تدخله في اوكرانيا فإن اسعار النفط قد تشهد ارتفاعا كبيرا يقترب من ١٥٠ $/ برميل، خاصة مع إصرار روسيا على بيع كافة صادراتها الى الدول (المعادية) بالعملة الروسية الروبل، وهو ما قد يدفع بدول الاتحاد الأوروبي الى البحث عن بدائل لبقاء الحياة الاقتصادية تسير بصورة طبيعية.

العراق واحد من البدائل المطروحة لهذه البلدان، لكن المشكلة ليست في الصادرات ولا في قدرة العراق على زيادة طاقته الإنتاجية والتصديرية في نفس الوقت من النفط، بل ان المشكلة التي يعاني منها الاقتصاد العراقي هي عدم قدرته على توظيف هذه العائدات بصورة صحيحة لتنشيط بقية الاقتصادات الحقيقية خاصة مع الوفرة المالية المتحققة والتي ستتحقق في الفترة القادمة مع العرض بأن إحتمالات إستمرار الأزمة الروسية الأوكرانية قائمة حتى نهاية عام ٢٠٢٣.

السبب في عدم قدرة الحكومة العراقية على توظيف هذه العوائد يكمن في ضعف المخطط الإداري من معرفة أولويات تنشيط هذه القطاعات، بمعنى في اي القطاعات الاقتصادية يبدأ للنهوض بالتالي في الإقتصاد العراقي ككل، من ثم يضيع عليه الوقت والجهد والمال وهو يفكر بتحديد هذه الأولويات، مع أن الموضوع بسيط جدا؛ حيث أن على المخطط الإداري البدء اولا بالقطاع الزراعي لأنه إبتداءاً يمثل سلة الغذاء للمواطن وطالما قمت بتأمين الغذاء له فأنت كمن قام بتأمين خط الدفاع الأهم بالنسبة للعائلة، ثم ان القطاع الزراعي يستوعب أعداد كبيرة من الأيدي العاملة وهو بذلك يساهم في سحب جزء كبير من البطالة التي يعاني منها الإقتصاد العراقي، ناهيك عن أن الزراعة تعمل على إيقاف التصحر والزحف على المناطق الزراعية.

من خلال ما تقدم وبالنظر الى ان تنشيط القطاع الزراعي سوف يساهم في زيادة الانتاج من المحاصيل الزراعية سيكون هناك فائض تحتاج الى ان يقوم المخطط الإداري بتنشيط القطاع الصناعي الذي له ارتباط بهذه الوفرة بالإضافة الى تنشيط قطاع الصناعات التحويلية، وبذلك نكون قد استفدنا كثيرا من هذه الوفرة من خلال القضاء على البطالة وتأمين الغذاء ودعم البطاقة التموينية ناهيك عن عدم تسرب العملة الاجنبية الى الخارج والتي في الغالب تكون لإستيرادات عشوائية لا تقدم شيء للاقتصاد بقدر ما هو تهريب للعملة.

 

*باحث في الشأن المالي والاقتصادي

 

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك