د بلال الخليفة ||
تحتل الهند المرتبة الثالثة كأكبر مستهلك للنفط في العالم، خلف الصين والولايات المتّحدة، وتستورد أكثر من 80% من احتياجاتها من النفط. ولذلك يعتبر الهند من كبار مستوردي النفط بالعالم، حيث تستهلك 4.66 مليون برميل يوميا في عام 2020 وقبله كانت 5.14 مليون برميل وبذلك تحتل نسبة استهلاكها من الاستهلاك العالمي 5.3 %. اما نفط منظمة اوبك فانه يصدر ما يقارب من 68 - 70% من نفطه الخام إلى آسيا وخاصة الهند والصين عن طريق موانئ الخليج،
ويعتبر العراق كأكبر مورد للنفط على نحو 1.3 مليون برميل نفط يوميا للهند تليها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ويكون ذلك من النفط المصدر من الجنوب، اما ما يتم تصديره وعن طريق جيهان التركي فهو يذهب الى اوربا وامريكا.
وان أبرز الشركات العالمية التي تشتري النفط العراقي هي شركة بهارات الهندية وهيونداي الكورية وشيفرون الامريكية وشل الهولندية البريطانية وايني الايطالية، وبي بي البريطانية.
وكانت الهند قبل الازمة الأوكرانية تستورد النفط أيضا من روسيا لكن بنسب بسيطة، حيث إن نسبة واردات الهند من النفط الروسي كانت تتراوح ما بين 1-2% فقط من إجمالي وارداتها من موارد الطاقة، وأن حجم الاستيراد النفطي من أمريكا وكندا على 7.3٪ و2.7٪ من واردات الهند، على التوالي، مقارنة بـ 5.5٪ و0.7٪ في العام السابق 2021.
كما من المهم الإشارة الى ان مجموع الصادرات النفطية للعام الماضي 2021 بلغ مليار و102 مليون و188 ألف برميل، اي بمعدل تصدير شهري بلغ 91 مليوناً و849 ألف برميل، وبمعدل يومي بلغ مليونين و962 ألف برميل.
ففي شهر يناير كانون الثاني من هذا العام، قفزت الصادرات النفطية الى الهند الى أعلى مستوى لها في 11 شهرًا ووصل كمية النفط الخام حوالي 4.7 مليون برميل يوميًا، أي بزيادة نحو 5٪ عن تشرين الثاني لعام 2021. اما في اذار، اذ استحوذت على نسبة 38.37٪ من النفط المصدر. وصدر العراق يوميا 1.236 مليون برميل الى الهند، بأجمالي بلغ 38.32 مليون برميل خلال الشهر.
في 16-2-2022، وحسب البيانات للأشهر الاخيرة لبعض الدول الاسيوية وخاصة الصين والهند بينت قيام هذه الدول بالتقليل من استيرادها النفطي من منظمة اوبك والاتجاه نحو الاسواق الافريقية والامريكية لتعويض النقص نتيجة ارتفاع اسعار منظمة اوبك لأكثر من دولار واحد مقارنة بالأسواق الاخرى.
رغم ذلك، حافظ النفط العراقي على حجم صادراته إلى الهند، حيث شكلت ثلث إمدادات هذا البلد الذي يعد ثالث أكبر اقتصاد في قارة آسيا.
بعد الازمة الأوكرانية، وبدا العقوبات الغربية على روسيا وخصوصا في مجال الطاقة والنفط، قررت روسيا ان تخفض سعر نفطها ليكون جاذبا للمشترين ومن بين تلك الدول هي الهند، حتى وصل حجم النفط الروسي المورد للهند بحدود المليار دولار.
رغم ذلك لا زال العراق حتى شهر مارس اذار، يحتل مركز متقدم حيث لا زال يزود الهند بأكثر من ثلث احتياجاتها من النفط الخام، وبنسبة 23 بالمئة تليها السعودية بنسبة 18 بالمئة والإمارات العربية المتحدة بنسبة 11 بالمئة".
استشعرت السعودية بخطر البقاء على نفس المستوى من الامدادات النفطية الى شرق اسيا وبالخصوص الهند والصين، لذلك قامت بخطوة ذكية جدا وهي دراسة امكانية استخدام اليوان لتسوية صفقات نفطية مع الصين، والحوار بين روسيا والهند حول إنشاء آلية دفع تجارية بالروبية الهندية والروبل الروسي.
وبدأ الرأي العام الغربي بشكل عام يتحدث عن إضعاف هيمنة الدولار في سوق النفط العالمية. ولنفس الشهر، وذكرت "سومو" في إحصائية نشرتها على موقعها الرسمي واطلعت عليها وكالة شفق نيوز، أن "الشركات الهندية والصينية كانت الأكثر عدداً من بين الشركات العالمية الأخرى في شراء النفط العراقي وبواقع 7 شركات لكل واحدة منهما من أصل 34 شركة قامت بشراء النفط خلال شهر شباط".
· الخلاصة
ان الهند اهم مورد للنفط العراق والكل يعلم ان الإيرادات النفطية هي تشكل معظم الإيرادات العامة للعراق وبالتالي ان أي نقص بالإمدادات النفطية للهند سوف يؤثر سلابا على الإيرادات العامة للعراق وبالتالي يجب ان يستشعر صانع القرار خطورة الامر وان يتحرك باتجاهين:
1 – البحث عن مورد جديد لسد نقص في توريد النفط للهند
2 – ممكن تقديم مغريات وعوامل جذب للهند عن طريق التعامل بالروبية رغم ان هذه الخطوة خطرة جدا لما لها من تبعات سياسية.
3 – تعظيم الإيرادات غير النفطية لتقليل اثر الازمات النفطية على الاقتصاد العراقي.
ـــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha