الصفحة الاقتصادية

قانون الحبوب البريطاني..والاقتصاد الساذج العراقي


 

د بلال الخليفة ||

 

منعت قوانين الحبوب الأولى في بريطانيا تصدير الحبوب. وفي القرن السادس عشر أُبيح لمُلاك الأراضي تصدير الحبوب إذا ماهبطت الأسعار إلى حدٍّ متدن جدًا. وبعد أن نما عدد السكان في القرن الثامن عشر الميلادي أبيح استيراد الحبوب إذا ما ارتفعت الأسعار إلى حد كبير جدًا

وفي ثلاثينيات من القرن التاسع عشر، تطورت المصانع في بريطانيا، وتزايد التأييد لمقترحات التجارة الحرة التي دعا إليها الاقتصادي آدم سميث. وقد فقد ملاك الأراضي التأييد في البرلمان. وأرادت رابطة المناهضين لقانون الحبوب وهي جماعة من ملاك المصانع والعمال، أن يُلغى هذا القانون وذلك حتى يمكن أن يصبح الخبز أرخص سعرًا. ألغى البرلمان قوانين الحبوب في 1846م. ومنذ ذلك الحين تزايد استيراد الأغذية وتدهورت الزراعة البريطانية.

نتائج سحب قرار قانون الحبوب على بريطانيا

1 – انخفاض الأسعار الكبير للحبوب نتيجة استيراد الحبوب من باقي الدول وخصوصا من الهند الذي كانت تصل إلى بريطانيا وبشكل رخيص جدا نتيجة انخفاض سعر الأيدي العاملة فيه، وبالتالي عدم استطاعة الفلاح الأيرلندي والبريطاني من مجاراة تلك الأسعار.

2 – من نتائج القرار هو هجر الفلاح للأراضي.

3 – فقر الكبير الذي أصاب الفلاح

4 – ازداد الفقر في المجتمع البريطاني وازدادت الهوه بين الأرستقراطيين والفقراء يوم بعد يوم.

كما تعلمون ان رفع قرار الحبوب هو تطبيق للسياسة التي انتهجتها الإمبراطورية البريطانية باعتمادها على نظرية ادم سميث الاقتصادية وهي حرية التجارة العالمية، وبالتالي نتج عنها انتهاء فترة الزعامة البريطانية الصناعية على العالم وظهور قوى أخرى مثل المانيا.

أما إذا رجعنا إلى الواقع العراقي الحالي في اعتمادها على المبدأ التجاري المفتوح والذي أضر بالواقع الزراعي والصناعي إلى ابعد الحدود، لأنها انتهجت عدة خطوات كانت كفيلة بتردي الوضع الاقتصادي ومنها:

1 – البيع المفتوح للعملة الأجنبية

2 – عدم فرض الضريبة المناسبة للسلع التي لديها منافس محلي

3 – المنافذ الحدودية الغير مسيطر عليها وخصوصا التي تقع في شمال العراق أي في الإقليم.

ورغم ان الحكومة قد اتخذت عدة خطوات لمعالجة الوضع السيء للاقتصاد منها رفع قيمة الصرف للعملة الأجنبية والتي أضرت وبشكل كبير المواطن البسيط، كانت علاجات غير مفيدة وهذه الفوضى ستنتج الاتي

1 – زيادة الفقر وبشكل كبير، والذي أدى إلى زيادة حالات الانتحار.

2 – القضاء على الزراعة المحلية التي لا تستطيع منافسة الأجنبية

3 – القضاء على الصناعة المحلية

4 – زيادة في أموال المسؤولين وظهور طبقات ارستقراطية تسيطر على الاقتصاد ومن ثم السياسة.

والعلاج لهذا الامر يجب ان يكون كالاتي:

1 – تفعيل قانون دعم المنتج الوطني

2 – إضافة رسوم وضرائب على المنتجات التي لديها منافس محلي من المنتجات الزراعية والصناعية وغيرها

3 – السيطرة على المنافذ الحدودية وبالخصوص الشمالية، حيث لاحظنا في الفترة السابقة ان الحكومة قررت منع استيراد بعض السلع، لكن الإقليم لم يلتزم بالقرار، وبالتالي دخلت تلك السلع عن طريق الشمال.

4 -الاهتمام الكبير بالقطاع الزراعي والصناعي عن طريق الاستثمار

5 – بسط الامن وحماية المستثمر من الابتزاز والرشاوي التي تؤخذ منه في حال قدم على رخصة استثمارية بفتح النافذه الواحدة لتبسيط الإجراءات وتقليل الوقت.

6 – حماية المستثمر من ابتزاز اللجان الاقتصادية للاحزاب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك