الصفحة الاقتصادية

هموم الموازنة


 

عبدالزهرة محمد الهنداوي ||

 

كأني بلسان حال الموازنة، يردد بصوت باك، (كلها تريد منك محّد انطاك)!، وسط موجة التجاذبات والانتقادات والمطالبات ، التي يواجهها القانون، حتى بات من النادر ان يجد  من يدافع عنه.

ففي الوقت الذي ينتظر فيه الجميع صدور قانون الموازنة، فأن كل الفعاليات بمختلف مشاربها، تريد من هذا القانون ان يلبي احتياجاتها من الاموال..

المقاولون ينتظرون مستحقاتهم التي تناهز الترليوني دينار ..، والفلاحون، يسألون عن فلوس محاصيلهم الزراعية (الحنطة والشعير) التي اشترتها منهم الحكومة..، المتقاعدون، ينتظرون عبور رواتبهم من دون ان تتعرض للقصف، ..ومثلهم الموظفون، الذين تعرضوا لقصف شديد من  التصريحات، وقد عاشوا اياما نحسات، بانتظار حسم الأمر لصالحهم، ..المشمولون بشبكة الحماية الاجتماعية، يأملون زيادة رواتبهم، ..واخرون يمنون أنفسهم بان يشملون برواتب الشبكة،..

المحافظات، جميعها غير راضية عما حصلت عليه من تخصيصات، وكل محافظة، تقول انها تعرضت لظلم كبير، ..اقليم كردستان وملفه الشائك الذي أعيا  كل الموازنات السابقة، ما  زال دون حل، ..الوزارات تريد حصصها من الموازنة، لإدامة عملها، وإلا ارتبكت  وتلكأت في اداء مهامها، ..المشاريع الاستثمارية، التي ينوف عددها على الستة آلاف مشروع، باتت مهددة بالتوقف والاندثار، مالم تتمكن الموازنة من توفير التخصيصات المطلوبة لها، ..كورونا الذي عاد يضرب بقوة بسلالته المطورة، يحتاج الى  التخصيصات المالية التي تكفي لمواجهة خطره المحدق، ..الانتخابات المبكرة او المتأخرة، تستدعي توفير الأموال المطلوبة لضمان اجرائها بموعدها المحدد، الكهرباء ومشاكلها مازالت تشكو قلة التخصيصات، وتحمّل الموازنة مسؤولية عدم توفيرها..   البطاقة التموينية تنتظر تخصيصاتها من الموازنة.. النفط .. الزراعة..الصناعة.. النقل.. الثقافة.. السياحة.. القطاع الخاص.. القطاع المختلط.. الدائنون.. الجميع يريدون من الموازنة ان تؤّمن مستحقاتهم المالية،

 فأصبحت الموازنة ، بين مطرقة، المتطلبات المالية الهائلة، التي وزعتها الحكومة في ١٦٤ ترليون دينار، ثم جاء مجلس النواب ليخفض هذا المبلغ بنسبة كبيرة، أخذا بنظر الاعتبار ، سندان الإيرادات المحدد بسقوف، لايمكن تجاوزها، لان ذلك يُدخل البلد في نفق العجز المالي الذي يقصم ظهر الموازنة..

ان كل ماجرى ذكره، هو جزء يسير مما تنوء به الموازنة من ضيم شديد، يمثل اعباءً هائلةً، على هذا القانون، الذي يعد من أعسر القوانين ولادة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك