الصفحة الاقتصادية

الفقراء والدولار


 

الدكتور ناظم الربيعي ||

 

بعيدا عن التنظير والمزايدات الاعلامية التي  يصرح بها  المسؤولون ومستشاروا رئيس الوزراء  للشؤون المالية ووزير المالية ومحافظ البنك المركزي العراقي والتي تتدعي  بان البنك المركزي العراقي ساهم  بنسبة‎%‎70 من موازنة عام 2021 البالغة  164 ترليون دينار وانهم ساهموا بعد مفاوضات شاقةوصعبة  مع البنوك  للحصول   على  قروض مالية من تلك البنوك  لتغطية عجز الموازنة لتصبح  ثاني اكبر موازنة بعد موازنة المملكة العربية  السعودية  لكن

وبالرغم من ضخامتها ستشكل  هذه الموازنة عبئا كبيرا على الاقتصاد العراقي وستنعكس بشكل سلبي على حياة المواطنين فهي ستؤدي الى انخفاض الاحتياطي النقدي للبنك المركزي وستحمل الحكومة  العراقية ديونآ جديدة مع فوائد سنوية كبيرة 

اما المواطنون الفقراء

سواء كانوا موظفين او عمالًا في القطاع الخاص او المختلط 

فقد انخفظت قيمة رواتبهم  الشهرية أو آجرهم  اليومي نتيجة ارتفاع سعر صرف  الدولار من 120 الف الى 146 الف دينار لكل مائة دولار

تسببت تلك الزيادة بغلق معظم  محلات الجملة في الشورجة والمحلات الاخرى لابوابها امام المتبضعين لعدم  اقبال الناس  واحجامهمعن الشراء  فارتفعت نسبة  البطالة بين صفوف الشباب ممن يعتاشون على عملهم اليومي في هذا القطاع  ليضافوا الى جيش العاطلين من الخريجين  نتيجة عدم توظيفهم بحجة عدم وجود  تخصيصات مالية  كافية في موازنة عام 2021    لتعيينهم

رافق ذلك  انخافض القيمة الشرائية لدى سواد الناس من الكسبة وأصحاب الأعمال الحرة نتيجة هذه الزيادة في سعر صرف الدولار

والملفت للنظر والعجيب والغريب ورغم الظائقة المالية التي تمر بها الحكومة وقلة  السيولة المالية والعجز الكبير في الموازنة نرى  ان هذه الموازنة قد احتسبت وباثر رجعي وفق المادة  11 فقرة اولا  منها

التخصيصات المالية لاقليم  كردستان  منذ عام 2014 ولغاية 2019 على الرغم من عدم تسليم أقليم  كردستان واردات تصدير النفط أو المنافذ الحدودية  منذ عام 2003 ولغاية الان الى الحكومة المركزية 

لا بل الادهى من ذلك أن الأقليم يطالب الحكومة المركزية بتسديد  ديون  مالية كبيرة بذمتها كما يدعي بلغت 128 مليار دولار بحجة ان الاقليم استقبل النازحين والمعارضين وآواهم في اقليم كردستان !!

اما الفقراء والمعدمين من ابناء الجنوب والوسط فانهم ضحية السياسات الخاطئة للحكومات  السابقة والحالية لأنهم خارج المعادلة  في كل الحالات فأن  ارتفع سعر بيع برميل النفط وأرتفعت الايرادات المالية  كون اقتصاد العراق هو اقتصاد ريعي فهي تذهب لجيوب الفاسدين والقابضين على السلطة وإن  انخفظت أسعار بيع النفط فإن الحكومة والبرلمان يقومان  بفرض الضرائب والرسوم على المواطنيين والموظفين على حد سواء  لا بل وصل الامر الى حد استقطاع جزء من رواتب المتقاعدين  التي لاتزيد عن 500 الف دينار بحجة سد العجز المالي  في زمن حكومة العبادي

أما  اصحاب المعالي والسيادة والسمو فإنهم في أبراجهم  العاجية لايتأثرون سواء أرتفع سعر صرف الدولار ام  لم يرتفع لأنهم هم اصحاب المصارف والقابضين على الوزرات ومواردها وهم من يتحكمون بسعر صرف الدولار وتهريبه  خارج الحدود  على الرغم من صدور أحكام قضائية من محكمة تحقيق الرصافة المختصة بالنظر بقضايا النزاهة وغسل الأموال  والجريمة  الاقتصادية بحق ثلاثة عشر مصرفا أهليًا  نتيجة دخولها  مزاد بيع العملة الاجنبية دون تقديم تصاريح گمرگرية تؤيد دخول بضائع مشتراة من قبل هذه المصارف وعدم محاسبتها ضريبيبآ وأصدرت أوامر أستقدام  بحق مدراء تلك المصارف 

لكن رغم كل هذا فإن عدم جدية الحكومة والبرلمان بمحاسبة الفاسدين ومعالجة  سعر صرف الدولار واصرارهما  على بقاء سعر الصرف  على ماهو عليه بعد زيادة سعر الصرف من قبل البنك المركزي العراقي والتي ولدت غضبًا شعبيًا وغليانًا لدى  عامة الناس والفقراء بشكل خاص كونهم المتضررون الوحيدون جراء  سعر الصرف الذي رافقه ارتفاع الاسعر بشكل حاد وجنوني وهذا الغليان   رسالة من الفقراء تعني ان  النار تحت الرماد  لأن  الفقراء ليس لديهم ما يخافون عليه أو يخشونه فاحذروا غضب  الفقراء  لانكم تتحدثون بإسمهم  في الأعلام  خصوصًا وإن  الانتخابات قادمة وعلى الأبواب كونكم  تعملون لمصالحكم الخاصة ولزيادة أرصدتكم وأموالكم  فقط

دون أكتراث   لا بالعراق ولا بفقراءه فاتقوا اللة في عياله من  الفقراء  وأعيدوا  سعر صرف الدولار الى مكان عليه قبل رفع سعره  قبل فوات الآوان

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك