الصفحة الاقتصادية

أزمة مالية..حقيقة أم إفتعال؟!

1729 2020-12-24

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com||

لغرض مقاربة أي مشكلة، ومن ثم محاولة حلها، يتعين إبتداءا توصيفها توصيفا واقعيا دقيقا، وتحديد حجمها، وتوقع سقف تطورها، وسبر مدياتهتا الزمانية، وتأثيراتها امكانية، وإرتداداتها المجتمعية، وبعد ذلك يتم مواجهتها بأدوات مناسبة، وتكليف أشخاص مناسبين للمواجهة، لكي تاتي المعالجات سلسة واقعية، لا على الطريقة التي تواجه بها الدولة العراقية، الأزمة المركبة الراهنة..!

فالدولة بعناصرها التشريعية والتنفيذية والقضائية والرئاسية، ومعها الإعلام العراقي الحائر، لم تتوصل الى ماهية المشكل المعقد الذي وجدنا انفسنا فيه، لذلك قاربها جميع العناصر إياها، بإرتباك ونخبط وعشوائية..

واقع الأمر؛ أنه وبسبب تفاقمات ازمتنا المركبة، فإن  الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في العراق، تبدو ماضية نحو المزيد من التعقيد، بحيث أصبحت الأسئلة الصعبة حول مستقبل الاستقرار في البلاد، تتناسل باحثة عمن يفهمها مجرد فهم، بعد أن يأسنا من وجود من يجيب عنها!

لم نسمع من البنك المركزي ووزارة المالية لحد الان، ما هو حجم الكتلة النقدية المتداولة، وما هي مقدار المبالغ المودعة في المصارف الحكومية، ومثلها في المصارف الأهلية، ومثلها في مصارف اقليم كردستان؛ من قبل المواطنين والشركات، لتتوضح عندها حجم المبالغ المدخرة؛ من قبل المواطنين في محال سكناهم..وعلى أساس تلك الأرقام؛ ممكن ان نعرف اثار تخفيض قيمة الدينار العراقي على المواطنين.

فضلا عن ذلك، لا يعرف حتى الجن الأزرق، مقدار المبالغ المدخرة من قبل المواطنين بالدينار العراقي، في محال سكناهم او خارج المصارف، بل لا يستطيع محافظ البنك المركزي حجم الكتلة النقدية العراقية، ولا يعرف أيضا مقدار النقد الأجنبي، وفي يد من؟!

إن خطيئة الجهاز الذي يدير شؤوننا المالية والأقتصادية، هي أننه أفرط في الاستدانة بلا وجع قلب، وراكمت الدولة، بسبب العوامل العديدة التي نعرفها، مثل الفساد والهدر وسوء إدارة النفقات، بمليارات الدولارات من الدين؛ الذي لا تستطيع تلك الأجهزة الإفصاح عنه، أما لضخامة الأرقام، أو لعدم معرفتها بحجم الدين أصلا، كما لعب البنك المركزي أيضًا دورًا مهما في تنامي حجم الديون، من خلال الاقتراض من المصارف بأسعار فائدة عالية جدًا وإقراض الحكومة بمعدلات أقل بكثير.

المصيبة التي لم يطلع عليها إلا القليلين، أن النشرة الأقتصادية العالمية، التي صدرت يوم 21/12/2020 في نيويورك، كشفت أن قيمة الدينار العراقي تم التلاعب بها، وكانت عملية إحتيال كبرى من قبل الحكومة العراقية، وليس للإقتصاد العالمي وأسواق المال العالمية، أي دور في خفض قيمته السوقية، فهو لا يزال يحافظ على قيمته التي تبلغ 100$ = 120.000 عراقي تقريبا، في كافة أسواق المال العالمية.

النشرة العالمية قالت أن الدينار العراقي لم يتم تخفيض قيمته، وأن ما صدر من قبل سوق الأسهم العراقية يفتقر إلى العلمية الإقتصادية وتنقصه الخبرة.

كلام قبل السلام: لقد انتهى بنا الأمر بمخزون كبير جدًا من الديون، التي أصبحت غير مستدامة، علما ان مشكلة الديون المعدومة، هي أن الدائنين الذين أقرضوا الأموال يريدون استعادتها، لذلك فأن علينا مواجهة الواقع، وأن نتقبل أن الخسائر قد وقعت، ولذلك فأن على الجميع قبول بعض التنازلات، حتى نجد الحل الأكثر عقلانية ومقبولية..

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك