الصفحة الاقتصادية

موازنة 2021 واللعب على حبال الجوع


 

خالد الثرواني ||

 

تواجه حكومة الكاظمي عجزا مالياً وهمياً، فالحكومة التي جاءت كمخرج لأزمة سياسية عصفت بالعراق عقب تظاهرات تشرين تحولت الى مسبب لازمات أكبر ووضعت البلاد في مفترق طرق بين مشاكل أمنية وأخرى سياسية وثالثة اقتصادية مصطنعة.

تنتهج حكومة الكاظمي سياسة التجويع ومن ثم الترويع وصولا للتركيع وقت الانتخابات المقبلة، فالحكومة الحالية التي يدير دفتها نشطاء واعلاميون تفكر كما يفكر صاحب صفحة على موقع فيسبوك بجذب الجمهور عبر تدوينات متنوعة تتناسب بين مد الجمهور وجزره.

لوح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أكثر من مرة بملف الرواتب وكأنه يقول بأن بيده العصا التي تكسر قربة العيش للملايين من العراقيين الذين يعتمدون على هذه الرواتب، ورغم ثبات أسعار النفط وزيادة إيرادات الدولة الا أن المستحقات الشهرية للموظفين والمتقاعدين تأخرت لشهرين متتاليين في محاولة للي يد البرلمان وارغامه على التصويت على قانون الاقتراض الداخلي والخارجي.

يمتلك العراق (32) مليار دولار كسندات لدى الولايات المتحدة الامريكية كذلك يتم تداول ما يربو على (200) مليون دولار يوميا في مزاد البنك المركزي والكل يعرف أن هذا المزاد صمم لتهريب العملة الصعبة من قبل مصارف خاصة بالاضافة الى (150) مليار دولار مجمدة في الخارج.  هذا نزر يسير من أموال عراقية تستغني عنها الحكومة العراقية دون سبب.

هدد الكاظمي الموظفين بقطع الرواتب في شهر كانون الثاني المقبل مالم يصوت البرلمان على موازنة 2021 وهذا التهديد كذلك يبدو أنه ضغط آخر على مجلس النواب الذي تخوض كتله الدعاية الانتخابية مبكرا تحضيرا لانتخابات السنة المقبلة. فالموازنة التي أعدتها الحكومة جاءت لتتناسب مع ورقة الكاظمي التي أسماها "البيضاء" وهي تسير بالعراق نحو الرأسمالية القاسية بسرعة.

تحاول حكومة الكاظمي تطبيق الرأسمالية الغربية في العراق دون مقدمات وتبعا لتوجيه صندوق النقد الدولي وهو ما سبب ارباكا اقتصاديا في بلد اقتصاده ريعي يعتمد على النفط في دفع رواتب ما يقرب من عشرة ملايين شخص، في ظل قطاع خاص شبه ميت وعمله ضعيفة وشعب غير مستعد لترك تطلعه لوظيفة حكومية.

تصطدم موازنة 2021 بعدد من المعوقات أولها العلاقة المتذبذبة مع اقليم كردستان واستمرار آل بارزاني بتصدير النفط عبر تركيا دون الرجوع لبغداد، كذلك التطلعات الانتخابية للكتل السياسية في مجلس النواب في ظل موازنة تشغيلية في الغالب، بالاضافة الى العجز المالي الذي تحاول الحكومة تعويضه بالاقتراض.

ينظر لموازنة السنة القادمة على انها موازنة اثبات وجود فأما ان يفرض الكاظمي وفريق الناشطين معه سلطتهم على البرلمان وتمرر موازنة فقيرة لتمشية وجود الحكومة لحين الانتخابات التي يتوقع الكثير تأجيلها أو يقول النواب كلمتهم ويتم تعديل بعض الفقرات بالاعتماد على ثبات اسعار النفط فوق (40) دولار والواردات المتحققة من المنافذ المالية المختلفة، وفي المحصلة النهائية فإن مستقبل الموظف بل وحتى الأجيال القادمة في مهب الريح.

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك