الصفحة الاقتصادية

امريكا والحرب الاقتصادية    

1438 2020-06-20

 قاسم الغراوي ||

 

الحرب الاقتصادية هي «استراتيجية اقتصادية تقوم على استخدام إجراءات تكون الغاية الأساسية منها إضعاف اقتصاد دولة أخرى» في محاولة لتضعيف قدراتها  وانهاكها وبالتالي فرض شروطا عليها لتغيير سياستها ومواقفها.

في العمليات العسكرية، قد تعكس الحرب الاقتصادية سياسةً اقتصادية متَّبعة كجزء من عمليات سرية أو علنية، خلال زمن الحرب أو قبله لتضعيف وتركيع الشعوب من خلال تجويعها وتأثير ذلك على قيمة عملتها وانهيار اقتصادها وبالتالي تاليب الشعوب على حكامها.

أما أهداف ومضامين العقوبات الاقتصادية فهي تشمل فرض مجموعة من القيود على التجارة الدولية مع البلد المستهدف، وقد تشمل حظر أنواع معينة من الأسلحة أو الطعام أو الأدوية أو المواد الخام، أو الحد من التصدير أو الاستيراد من البلد المستهدف بهدف الضغط عليه لتغيير سياساته في مجال ما، أو إرغامه على تقديم تنازلات في قضية ما.

أصبحت العقوبات إحدى أدوات السياسات الخارجية للإدارة الامريكية تستخدمها هنا وهناك، عوضا عن الانخراط في حملات عسكرية مكلفة وغير مضمونة العواقب ففرضت عقوبات اقتصادية سابقا على العراق في تسعينيات القرن المنصرم وكوريا وفنزويلا وإيران وسوريا وكل من يعارض سياساتها او يقف حائلا أمام مشاريعها الاستراتيجية في المنطقة التي تخدم مصالحها وامن  الكيان الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية.

ان معاقبة دولة سوريا بغير وجه حق ناتج  عن مواقفها وسياساتها المناهضة لأمريكا واسرائيل، بغية التأثير عليها لإجبارها على تغيير سلوكها، أو القضاء على إمكاناتها العسكرية وتحجيم دورها والتأثير على مواقفها وقراراتها بالاتجاه الذي تريده بما يخدم مصالحها.

وعلى الدول التي تعاني من السلوك العدواني للإدارة الامريكية ان تسعى جاهدة لتغيير سياستها الاقتصادية وان تعتمد على إمكانياتها وان تكون دولة ناهضة باستنفار كل طاقاتها بالتعاون مع الدول التي تعاني مثلها لتتكامل في سد النقص وإيجاد سياسة اقتصادية جديدة تتلائم مع الوضع الجديد وهذا ما اتخذته إيران وابدت موقفها في التعاون مع سوريا في ظل هذه العقوبات الجائرة ولاننسى الوقوف المشرف للعراق ببقاء التبادل التجاري مع إيران رغم تحذيرات امريكا وعلى العراق ان يفتح بابا اخر مع الشقيقة سوريا لانقاذها من تاثيرات الحصار الجائر.

رغم هذه العقوبات التي تمارسها الإدارة الأمريكية على الدول والجماعات والشخصيات الا ان هناك توجها تتكامل فيه اقتصاديات دول ترفض الهيمنة الامريكية وتسعى الى رسم سياسات موحدة للوقوف بوجه الإدارة الامريكية التى اتخذت هذه الوسيلة لمعاقبة الدول. ومن هذه الدول هي الصين وروسيا وكوريا وفنزويلا وإيران وتركيا، وأعتقد أن أمريكا لن تكون المتحكمة في اقتصاديات العالم مستقبلا بوجود مثل هذه الدول التي تسعى لقيادة العالم والتأثير فيه.

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك