الصفحة الاقتصادية

العلاقات التجارية بين العراق وإيران والانتقال نحو التوازن .


  ✍ د.محمد العبادي     تعتبر الحدود بين العراق وإيران هي اطول حدود للبلدين حيث تبلغ ١٤٥٨كلم ، وتوجد مشتركات ومنافع كثيرة للبلدين تجعلهما يهتمان بالعلاقات على مختلف الصعد . قبل أن يحتل نظام صدام دولة الكويت كانت المبادلات التجارية بين العراق وإيران أقل من مليون دولار ، وفي زمن الحصار الاقتصادي الأمريكي الجائر على العراق بلغ مقدار المبادلات التجارية حوالي (٢٥٠ ) مليون دولار ، وفي بعض الأحيان يصل إلى( ٣٠٠ ) مليون دولار ،  وحسب ماذكر  دانايى فر  سفير ايران السابق في العراق في - ندوة معهد بحوث الدراسات الاستراتيجية في الشرق الاوسط - ؛ فإن تجارة ايران او مبادلاتها التجارية في أثناء سقوط صدام في سنة ٢٠٠٣م كان قد وصل إلى(٤٠٠) مليون دولار . لقد وهب الله لإيران جغرافيا سياسية أو ( جيوبولتيك ) مثالية حيث تحاذيها (١٥) دولة ، الأمر الذي ساهم في تسويق تجارتها إلى البلدان المجاورة لها .  بعد سقوط النظام السابق تصاعد حجم التجارة مع العراق بشكل تدريجي ؛ ففي سنة ٢٠٠٦م كانت تجارة ايران إلى العراق تبلغ (٧٩٠) مليون دولار .  وشيئا فشيئا تطورت العلاقة التجارية بينهما حتى أصبحت ايران  الشريك التجاري الاول ، وتليها تركيا ، ثم الصين ،ثم كوريا الجنوبية ومصر . لقد بلغ حجم المبادلات التجارية مع العراق في سنة ٢٠١٧م حوالي ( ٩ ) مليار دولار ، وفي سنة ٢٠١٩م بلغ حجم التجارة (١٣ ) مليار دولار ،  هذا في الوقت الذي تقدر كل تجارة ايران مع (٢٨) دولة عضو في الاتحاد الاوربي بحوالي مليار وواحد وستين مليون دولار فقط .! بمعنى ان تجارة ايران مع العراق ٤.٨ اضعاف عن تجارتها مع دول الاتحاد الأوربي مجتمعة .!  ويطمح كل من العراق وايران إلى أن يصبح حجم التجارة بينهما إلى(٢٠ ) مليار دولار . ان هذه التجارة ماكان لها ان تنمو بشكل مطرد لولا وجود إرادة عند  البلدين الشقيقين في تطوير التجارة بينهما ، وقد عمل كل من العراق وإيران على تذليل العقبات أمام التجارة ، وإيجاد مناطق للتجارة الحرة ، وتسهيل عمليات العبور والنقل وغير ذلك . ان ايران تدرك جيدا أن هذه التجارة  غير متوازنة وهي تتم من طرف واحد ، حيث ان صادرات ايران كما اشرنا انفا تبلغ حوالي (١٣) مليار دولار ، اما صادرات العراق فهي (٥٩) مليون دولار فقط ؛ بمعنى ان صادرات ايران تبلغ حوالي (١٧٠) ضعفا في مقابل وارداتها من العراق !!!. ولاجله حصلت تفاهمات بين الجانبين حيث ذكر رئيس  غرفة التجارة المشتركة بين العراق وإيران السيد يحيى أل اسحاق  بان  العراق وإيران في طور عبور مرحلة التجارة من طرف واحد وبناء تجارة متوازنة ، بل قد حصلت اتفاقات بينهما في الدخول الى مرحلة نقل تجارة المعرفة التقنية والصناعية إلى العراق .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك