تأثرت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الأثنين بارتفاع اسعار الدولار وانخفاض العملة الإيرانية.
وتبادلت الصحف بمختلف اتجاهاتها التهم حول اسباب تفاقم سوق المال الإيرانية وسط تحذيرات من انهيار الاقتصاد الإيراني تحت تأثير مخاوف من عودة العقوبات الاقتصادية واقتراب موعد تحديد مستقبل الاتفاق النووي على الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
واعتبرت صحيفة «آرمان» في عنوانها الرئيسي ما يحدث في السوق الإيرانية محاولة «انقلابية» ضد الحكومة عبر العملة.
وقالت الصحيفة في تقريرها إنه «اذا لم يكن تأثير العملة في حياة الناس مباشرا ، فإن الأثر النفسي بأمكان ان يكون صعبا على المجتمع. تذبذبات سوق العملة والذهب تتسبب في تدهور الهدوء النفسي للمواطنين».
ووجهت الصحيفة أصابع الاتهام إلى «المهزومين في عام السياسة» بنقل المواجهة مع الحكومة إلى سوق العملة والذهب ومجال الاقتصاد حتى تتحول إلى سلاح سياسي ضد الحكومة.
كما اتهمت الصحيفة جماعات اقتصادية تعمل تحت الأرض واصبحت حديث المقالات السياسية والاقتصادية هذه الأيام.
وكشفت الصحيفة أن تلك الجماعات التي لم تذكرها بالأسم «تتلاعب» بسوق العملة والذهب بعد ما قطعت الحكومة يدها من المؤسسات الاقتصادية، وذلك لكي تصيب عصفورين بسهم واحد في إطار الضغوط على حكومة روحاني.
إلى جانب ذلك تقول الصحيفة إن مواقف الإدارة الأميركية والرئيس ترمب من الاتفاق النووي إضافة إلى الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة الأميركية والحرب الاقتصادية شكلتا عوامل ضغط زائدة على الحكومة.
في نفس الاتجاه، اطلقت صحيفة " سازندكي" المنبر الاعلامي لحزب عمال البناء (تيار هاشمي رفسنجاني) عنوان " فتنة الدولار" على ما تشهده الاسواق الإيرانية من تقلبات مفاجئة لأسعار العملة وانفخاض سعر العملة المحلية.
وفي ملف شامل بحثت اسباب زيادة الاسعار وفي إشارة إلى ضمنية إلى جماعات تقف وراء غياب الدولار وارتفاع اسعار في الأسواق أشارت إلى " وجود فتنة ضد الحكومة".
وتحت عنوان " الدولار يطلق العنان أين وعود روحاني" نشرت صحيفة "افتاب يزد" الاصلاحية على صفحتها الاولى.
وسلطت الصحيفة الاصلاحية الضوء على تراجع الدولار على الرغم من وعود اطلقها روحاني في منتصف فبراير(شباط) الماضي بشأن ترويض اسعار الدولار.
وبعد نقلها اراء مختلفة من خبراء اقتصاديين تختم الصحيفة إن " ظهور أزمة العملة مهما تكن اسبابها ستسبب الصداع للاقتصاد الإيراني". وتشير الصحيفة إلى توقف أغلب محلات الصيرفة عن بيع وشراء العملة في ظل الأوضاع الأمنية التي تخيم على سوق العملة.
في المقابل صيحفة "كيهان" المقربة من مكتب المرشد الإيراني اعتبرت انخفاض العملة الإيرانية " إنجاز حكومة برجام (الاتفاق النووي) والتلغرام".
وبحسب الصحيفة اصبحت قضية ارتفاع سعر العملات في إيران " خبر روتيني لا يمكن ان يثير دهشة أي شخص في إيران". واتهمت الصحيفة الحكومة بالرضا من الاسعار الحالية.
وعنونت صحيفة «اعتماد» الاصلاحية في عنوانها الرئيسي « بوقت الدولار» في إشارة إلى تسابق اسعار الدولار مع عداد الساعة أمس في إيران وضمن عرض سريع لتقلبات سريعة في الدولار قالت صحيفة إن « مع مضي الدقائق تزايد طوابير طلب الحصول على العملات ذات الشعبية الواسعة في السوق وتزايد معها سعر الدولار».
وشبهت الصحيفة صمت المسؤولين عن السياسات المالية بمدرب كرة قدم تنهار تشكلية فريقه أمام عينه، ويتقبل أهدافا كثيرة ويكتفي بمتابعة المباراة.
وقالت الصحيفة ان مبرر الخبراء الاقتصاد حتى قبل أسبوع، أن الحكومة اوقفت اسعار الدولار منذ 2014 وقمعت السعر الواقعي للدولار وهو ما ترك تبعاته على الاقتصاد الإيراني.
وطالبت صحیفة «اقتصاد بويا» على صفحته الأولى من روحاني ان يقيل رئيس البنك المركزي، ولي الله سيف إذا ما كان معارضا لغلاء اسعار الدولار.
وقالت الصحيفة إنه «من المؤسف ان يفقد روحاني مصداقيته لدى الشعب في العمل بوعوده الانتخابية».
اما صحيفة «إيران» الناطقة باسم الحكومة فكتبت تحت عنوان «فقاعة سوق العملة تكبر» تقريرها الرئيسي بتقرير موقع «المانيتور» الأميركي الذي يعتمد في تقاريره الداخلية عن إيران على الفريق الإعلامي لإدارة روحاني.
وتنقل الصحيفة نقلا عن «المانيتور» الذي تعبر المقالات فيه غالبا عن وجهة نظر الحكومة الإيرانية إن زيادة سعر الدولار لا صلة مباشرة له بالضعف الاقتصادي وانما يشبه فقاعة، يساهم في تضخيمها الإيرانيون الذين يستثمرون بالدولار.
وتنقل الصحيفة عن خبراء اقتصاديين إن الظروف النفسية للسوق والدخل المتوقع من الاستثمار وضغط التضخم من بين أسباب تزيد من هيجان الطلب على الدولار.
بدورها كتبت صحيفة "ابتكار" الاصلاحية تحت عنوان " فوضى الدولار في المدينة" إن الوعود الاقتصادية كانت الورقة الرابحة لروحاني في الفوز بفترة رئاسية ثانية، لكن الوضع في إيران الآن يعارض الكثير من شعارات الرئيس الإيراني. وما يمكن ان تلمسه في سعر الدولار. وتشير الصحيفة إلى زيادة السخط الشعبي وحلفاء روحاني الاصلاحيين من الوضع الحالي.
وتتساءل الصحيفة ما اذا كانت التعبات تتحملها المجموعة الداعمة للرئيس أو تمتد إلى التيارات السياسية الأخرى.
اما صحيفة «صبح نو» التابعة لـ«الحرس الثوري»، فخصصت صفحتها الأولى للدولار تحت عنوان « سعر الدولار؟ الآن أو الآن». وتطرح الصحيفة فرضيتين لارتفاع سعر الدولار، الأولى تأثير التشكيلة الجديدة للحكومة الأميركية على للضغط على إيران ولاسيما بعد تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي والفرضية الثانية هي الحكومة «العاجزة».
وكتب الصحيفة في تقريرها الرئيسي « تنام ليلا وفي الصباح يرفع الدلار من ألف تومان إلى ثلاثة آلاف تومان. بعد ذلك يأتي الرئيس (روحاني) يشتكي من الوضع في ليلة وضحاها ويشكك في اداء الحكومة السابقة (احمد نجاد) حتى يقول ما كان ينبغي ان يحدث ما آل إليه الدولار وكان يجب ان يحدث هذا».
وتتابع افتتاحية الصحيفة أن «الرجل الذي كان يعد بأن يكون الاقتصاد الإيراني متوقعا. الآن حكومته في موقف حرج وان الدولار ارتفع سعره 800 تومان في يوم واحد. الآن لم يعد الدولار في إيران بـ5800 مجرد حلم".
https://telegram.me/buratha