الصفحة الاقتصادية

هل سيكون قرض البنك المركزي مشروع مارشال بنكهة عراقية !

1830 10:51:51 2015-12-23

يقارب القرض الذي رصده البنك المركزي نصف المبلغ الذي رصده مشروع مارشال لبناء اقتصاد الدول الأوربية المنهار بعيد الحرب العالمية الثانية, ولكن هل يحقق هذا المبلغ الكبير هدفهه في دفع اقتصاد البلد, وتحريك عجلة الإنتاج فيه, وتخفيف اعتماد الدولة على النفط ,الذي أصبحت أسعاره لا تسمن ولا تغني من جوع؟؟ هذا السؤال على الجميع التفكير به ملياً لان فرص إنقاذ الاقتصاد العراقي باتت قليلة بعد ان طالعتنا توقعات منظمة أوبك بضآلة الأمل في ارتفاع أسعار النفط خلال سنة 2016.
الحكومة العراقية إن أرادت لهذا المشروع أن يثمر في القريب العاجل, فينبغي لها أن توفر المناخ المناسب لنموه وتطوره, وإلا ستذهب هذه الأموال كما ذهب غيرها, سواء بالروتين الذي يعيق صرف هذه المبالغ, ام بالتحايل عليها, وبالتالي ستكون طريقا الى إثراء الفاسدين اذ لا يعدمون الحيلة في الاستيلاء على أي أموال سائبة, لذا ومنذ انطلاق فكرة هذا المشروع أكدت المرجعية العليا على ضرورة ايجاد الضوابط في صرف هذه الأموال الطائلة على المشاريع الإنتاجية, والحد من التحايل في تنفيذها.
لم نشهد انطلاق صرف المبالغ على مريديها لحد ألان, بل تفتقد اغلب المصارف الى تعليمات بشأن طبيعة الصرف, وهذا ما يثير الشك في جديه هذا المشروع, وحيث يمر البلد بظروف اقتصادية صعبة فان أي مشروع يساهم في النهضة الاقتصادية لابد ان يسلط عليه الضوء من الجميع لإيجاد ثقافة تدفع صغار المنتجين الى المبادرة في إنشاء أحلامهم الصغيرة, ولكن هل اوجد القائمون على هذا المشروع منبراً لتوضيح ما يستهدفه هذا المشروع؟ هل وجد موقعا الكترونيا يوضح ما هو مطلوب من المقترضين؟ هل عقدت الندوات التعريفية بحجم هذا المشروع وأهميته في دفع اقتصاد البلد المتهالك؟ 
اول المشاكل التي تواجهنا عند النظر في هذا المشروع, انه لا يراعي التكامل بين القطاعات المراد دفعها لاسيما الصناعي, الزراعي -وما يشتمل عليه من الثروة الحيوانية-, فمراعاة التكامل بين القطاعين من خلال برمجة المشاريع المستهدفة, له أهمية كبيرة في نمو تلك المشاريع وعدم تقهقرها, إضافة الى مساعدة الدولة في انتهاج سياسية لحماية المنتج المحلي في المستقبل, فأي فائدة ترجى ان دفعت الدولة إلى تشجيع الثروة الحيوانية كالدواجن بصنفيها البياضة واللاحمة, والأبقار المنتجة للحليب واللحوم من دون الدفع بالمشاريع الصناعية المكملة لها كمعامل الحليب والتعليب للحوم ومشاريع الجزارة وغيرها فالتكامل بين المشاريع مهم جدا في نجاحها واستمراها ومعرفة الحكومة لموارد التشديد الكمركي.
ملكية الأرض والموافقات المارثونية, التي على الفلاح أن يخوضها لاسيما من وزارات النفط, والبلديات, والبيئة, سوف تضيع الفرص على أكثر الفلاحين في المحافظات الجنوبية, اذ كل الفلاحين لا يملكون الأرض الا بعقود زراعية, وهذا من اهم الامور التي ينبغي للحكومة تشكيل لجان من اجل الموافقة المستعجلة بمشاركة مندوب من كل وزراة معنية, ولعل هذا من نقم النفط على سكان المناطق الجنوبية, اذ لابد ان تستحصل موافقة تلك الوزارات, حتى لو أردت إنشاء مسجد في قرية نائية.
ان نجاح مشروع مارشال, يعزى الى استهدافه للقطاعات الإنتاجية في الدول الأوربية, وتنمية رأس المال من خلالها, وما لحقها من سياسات مدروسة بدقة, فليس الأمر أن تلقي بالمال من دون تخطيط متقن, فهل ستلقي النكهة العراقية التي تتسم بالبعثرة وعدم التنسيق بظلالها المعتمة على هذا المشروع الخطير؟!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك