تتجه أنظار أسواق النفط إلى اجتماع منظمة "أوبك" الذي يعقد في الـ 4 من شهر ديسمبر/كانون الأول، والذي سيحدد فيه الأعضاء سياستهم في مواجهة سوق النفط التي ما زالت متخمة بالمعروض.
ويدرس أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، والتي تنتج دولها نحو 40% من الناتج العالمي للنفط، خلال اجتماعهم أسعار النفط التي فقدت ما يقارب 60% من قيمتها منذ منتصف عام 2014، وباتت تتداول بما دون 45 دولارا للبرميل.
ويرى محللون ومسؤولون أن الدول الخليجية الأربع (السعودية والإمارات والكويت وقطر) وفي مقدمتها السعودية سترفض خفض إنتاج المنظمة، على الرغم من تحذيرات من أن قرارا كهذا قد يؤدي إلى تراجع إضافي للأسعار.
ووفقا لخبراء في الأسواق فإن الدول الخليجية، التي تغطي نحو نصف إنتاج المنظمة البالغ 32 مليون برميل يوميا، تريد التزامات من منتجين آخرين خارج المنظمة بأنهم مستعدون لخفض إنتاجهم أيضا.
وكانت الرياض ألمحت الأسبوع الماضي إلى أنها مستعدة للتعاون مع منتجين آخرين للنفط لتأمين الاستقرار في السوق ودعم الأسعار.
وقال أحد الخبراء الاقتصاديين: "لا رغبة لدى المنتجين الخليجيين في تغيير سياسة الدفاع عن الحصة السوقية وليس السعر، بالرغم من الخسائر الكبيرة".
وسبق لفنزويلا، العضو في "أوبك"، أن حذرت من تدني سعر النفط إلى 20 دولارا للبرميل في حال عدم خفض الإنتاج.
ويأتي اجتماع "أوبك" في وقت يزيد فيه المعروض من النفط في السوق العالمية على الطلب، بينما تبلغ المخزونات مستويات قياسية تقارب ثلاثة مليارات برميل، أي أعلى بثلاثة أضعاف من الكميات المعتادة.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة قد قالت في وقت سابق من الشهر الجاري إن نمو الطلب العالمي على النفط سيتباطأ السنة المقبلة. وتوقعت المنظمة أن يكون النمو بحدود 1.2 مليون برميل يوميا في 2016، مقابل 1.8 مليون في 2015.
وفي ظل هذه الأسعار المنخفضة فإن جاذبية الاستثمار في هذا القطاع تتراجع، وبالتالي ستؤدي إلى خفض الكميات المعروضة ما قد ينجم عنه قفزة في الأسعار في المستقبل.
وقالت الرياض هذا الشهر إن مشاريعا استثمارية جديدة في مجال النفط بأكثر من 200 مليار دولار تم إلغاؤها على مستوى العالم، وتتوقع خطوات إضافية مماثلة في سنة 2016.
وعلى صعيد التداولات، ارتفعت أسعار الخام الاثنين 30 نوفمبر/تشرين الثاني، مع إقبال المستثمرين على تكوين مراكز قبل اجتماع "أوبك"، رغم توقعات بأن المنظمة لن تغير سياستها الإنتاجية.
وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم شهر يناير/كانون الثاني، بحلول الساعة 16:07 بتوقيت موسكو، بنسبة 0.62% إلى 41.97 دولار للبرميل، بعدما سجلت قراءة عند 41.55 دولار للبرميل في وقت سابق.
وصعدت العقود الآجلة للمزيج العالمي "برنت" تسليم الشهر نفسه بنسبة 0.91% إلى 45.27 دولار للبرميل، بعد أن بلغت 44.60 دولار للبرميل.
غير أن عقود الخامين تتجه لإنهاء شهر نوفمبر/تشرين الثاني على خسائر تتراوح بين 7% و9% مع عدم ظهور أي علامات تشير إلى انحسار تخمة المعروض.
https://telegram.me/buratha