ما زال الاستيراد غير المنظم لكثير من المحاصيل الزراعية والبضائع والسلع يؤثر بشكل سلبي في الاقتصاد الوطني , في حين ان هناك محاصيل زراعية حققت الاكتفاء الذاتي الا ان التجار يصرون على استيراد نظيراتها من دول الجوار مما يؤثر سلبا في الفلاح العراقي وبالتالي يضر الانتاج الوطني ويعرض الفلاحين الى خسائر مالية , في حين طالب مختصون بأيقاف الاستيراد لبعض المحاصيل الزراعية وخاصة الموسمية ,الا ان غياب السياسة الاقتصادية الواضحة ادى الى تنامي الاستيراد العشوائي في ظل غياب دور الدولة في تشريع قوانين تحد من هذه العملية التي عدها بعض الفلاحين بمحاربة لارزاقهم .حيث تظاهر العشرات من مزارعي محصول الطماطم في محافظة البصرة، امام مبنى ديوان المحافظة للمطالبة بمنع استيراد المحصول من خارج العراق في هذا الموسم.وقال احد المتظاهرين، محمد الصافي، ان "الموردين لمحصول الطماطم يبيعون بأدنى الأسعار للعراق، بينما في بلدانهم يبيعون بسعر مرتفع لغرض إدخالها السوق العراقية وتسقيط المنتج المحلي".فيما اوضح احد المتظاهرين الذي يعمل عامل حمل في علوة الخضروات انه "منذ شهر لم يعمل وليس ليه أي مورد مادي بسبب توقف بيع محصول الطماطم المحلي".من جانبه طالب المزارع جاسم طالب بـ "حماية المنتج للفترة من ايار المقبل ولغاية كانون الاول المقبل، لكون هذه الفترة هي موسم انتاج المحاصيل الزراعية المحلية".واكد المتظاهر محمد علي "استمرار دخول محصول الطماطم من المنافذ الحدودية في سفوان والشلامجة"، مشيرا الى انهم "لم يبيعوا محصولهم، فأتوا بسيارات محملة بمحاصيلهم ليتظاهروا للمطالبة بتشديد الاجراءات القاضية بمنع استيراد المحاصيل الزراعية في هذا الموسم".من جهته اوضح المتحدث الرسمي باسم محافظ البصرة عماد الحسني ان "الاجراءات مستمرة في المنافذ الحدودية تنفيذا لقرار محافظ البصرة والقاضي بمنع استيراد محصول الطماطم في موسم الجني دعما لمنتج الزراعي المحلي والمزارع البصري".واضاف الحسني ان "المحاصيل الموجودة داخل المنافذ دخلت الحدود قبل صدور القرار وبانتظار الانتهاء من الاجراءات الأمنية والرسمية لبيع تلك المحاصيل ويمنع بعدها استقبال أي محصول طماطم من الدول المجاورة".الى ذلك قال عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية عبد الهادي الخير الله في بيان لمكتبه الاعلامي ان "الخضروات الاجنبية غزت الاسواق المحلية وأثرت في المنتج المحلي ، هذا الامر اثر في الانتاج الزراعي في البلاد"، مطالبا نائب رئيس الوزراء ورئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء روز نوري شاويس بتقنين دخول الخضروات والمنتجات الزراعية للبلاد ومحافظة البصرة بشكل خاص ".واضاف ان "العراق يمر حاليا في موسم حصاد الخضروات والانتاج الزراعي"، داعيا الحكومة الى تفعيل القطاع الزراعي ودعم الخضروات المحلية وعدم الاهتمام بالمستورد.وعلى صعيد متصل كشفت عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية عن كتلة الاحرار زينب الطائي ، عن وجود معلومات تشير الى شبهات فساد تتعلق ببعض عقود تجهيز البذور والاسمدة الكيمياوية للفلاحين.ونقل بيان ،عن الطائي قولها ان" عدم اقرار الموازنة في العام الماضي، وقلة التخصيصات المالية تسبب في عدم توفر البذور الاسمدة الكيمياوية بالكمية المناسبة للفلاحين، فضلاً عن وجود معلومات تشير الى شبهات فساد تتعلق ببعض عقود التجهيز "، مبينةً ان "لجنتها استضافت مدير عام التجهيزات الزراعية للتحقق من تلك المعلومات ".واضافت"ان الحكومة السابقة تسببت في تردي الواقع الزراعي للبلد،وتعطيل القطاع الصناعي، بحجة ان الكثير من معامل وزارة الصناعة متوقفة عن العمل لغرض الصيانة". من جهتها اكدت وزارة الزراعة وصول العراق الى مرحلة الاكتفاء الذاتي من محاصيل الحبوب نهاية العام الحالي بعد الدعم المقدم لهذا القطاع الحيوي المهم.قال الوكيل الاداري للوزارة الدكتور غازي راضي العبودي ان وزارة الزراعة وصلت الى تحقيق اربعة ملايين و مائتن طن من محاصيل الحبوب في الموسم الماضي حيث حققت الوزارة اكثر من 80% من حاجة السوق المحلية بفضل الجهود التي قدمتها المبادرة الزراعية للحكومة العراقية .وأضاف العبودي ان العراق يعيش اليوم مرحلة اصلاح اقتصادي في مختلف مفاصل العملية الزراعية وان المبادرة الزراعية قد اعطت الاولوية في منح القروض للقطاع الخاص أي الفلاحين والمزارعين للنهوض بالقطاع الزراعي حيث حققت وزارة الزراعة اكتفاءاً ذاتياً من الخضروات وبعض الفواكه وأشار العبودي الى ان نسبة انتاج محصول الذرة الصفراء وصل الى اكثر من 250% ، كما حققت الوزارة زيادة كبيرة في محاصيل الحنطة و الشعير والرز ، وفيما يتعلق بالسايلوات اكد الوكيل ان هناك اتفاقاً مع وزارة التجارة وهي مهيأة لتسلم الكميات .
11/5/150204
https://telegram.me/buratha