الصفحة الاقتصادية

تعطل الموازنة المالية للعراق تفاقم البطالة وتشل السوق

3383 2014-06-04

مصطفى ناصر

بغداد | يصيب السوق والقطاع الخاص العراقيان شلل وتوتر بعد ستة أشهر من تعطيل الموازنة المالية العامة للبلاد، بعد توقف أكثر من 90% من المشاريع التنموية المُحالة على الشركات الخاصة.

وبينما تكشف التقارير عن هروب رؤوس الأموال المحلية من البلد في أواخر العام الماضي، يكشف خبراء ماليون عن مواجهة أكثر من 4 ملايين عامل في السوق العراقي والقطاع الخاص خطر البطالة، لعدم إقرار الموازنة المالية.

 

وأوضح الخبير المالي ونائب محافظ البنك المركزي السابق مظهر محمد صالح في حديثه لـ»الأخبار»، أن « 8 ملايين عامل في العراق، نصفهم يعملون لدى الحكومة والنصف الآخر في القطاع الخاص أو السوق الذي يعاني شللاً خطيراً»، مشيراً إلى أن نشاط السوق يعد مقاولاً للحكومة». وتقسم الحكومة العراقية موازنتها إلى تشغيلية واستثمارية، وتشكل التشغيلية التي تصرف كرواتب موظفين ونفقات اجتماعية ما نسبته 80% من الموازنة، مقابل 20% فقط للموازنة الإستثمارية المتمثلة بالمشاريع التنموية.

ويضيف صالح أن معدلات البطالة ارتفعت إلى 24%، إذ أن كل المشاريع التنموية تُحال على القطاع الخاص الذي يشغّل 4 ملايين عامل، معظمهم من الشباب، وهذا ينتج أعباء اجتماعية وأمنية، مبيناً أن «معدلات النمو والتقدم مرتبطة بالنفقات الإستثمارية، والخطة الخمسية، وتعطيل الموازنة يعني تعطيل الخطة أيضاً وتأخر معدلات النمو أو إيقافها».

وتعتمد الحكومة العراقية حالياً على قانون الإدارة المالية لسنة 2004، الصادر من قبل سلطة الحاكم المدني للعراق بول بريمر، الذي يبيح لرئيس السلطة التنفيذية صرف 12/1 من موازنة العام الماضي، من الموازنة التشغيلية والمشاريع المعطلة، في حين تنفق رواتب الموظفين في الدولة العراقية وفق سُلف تقدمها وزارة المالية، على أن تساوى هذه السُلف بعد إقرار الموازنة.

أوقفت معظم المحافظات العراقية رواتب الآلاف من ذوي الأجور اليومية

ووفقاً لبعض التقديرات النظرية، فإن حصة الفرد العراقي من الموازنة تصل إلى 4500 دولار سنوياً، وتنخفض هذه القيمة مع استمرار عدم إقرار الموازنة لبعض الشرائح العراقية المعتمدة على السوق والقطاع الخاص. من جانب آخر، أوقفت معظم المحافظات العراقية رواتب الآلاف من ذوي الأجور اليومية، وبعضها أعلن عن توقف العمل في 90% من مشاريعها المحالة على شركات القطاع الخاص، فضلاً عن نفاذ أموال الوقود والصيانة لبعض القطاعات الصناعية والزراعية. وكانت وزارة التخطيط العراقية أعلنت عدم إنجاز 96% من المشاريع المدرجة ضمن موازنة عام 2013، مبينةً إنجاز 200 مشروع فقط من أصل 8 آلاف موجودة في خطة الموازنة.

يذكر أن مجلس الوزراء العراقي أرسل مسودة الموازنة الإتحادية لعام 2014 إلى مجلس النواب منتصف كانون الثاني الماضي، الأمر الذي أثار خلافات بين ائتلاف دولة القانون والتحالف الكردستاني، بشأن المستحقات المالية المترتبة على إقليم كردستان. لكن تفاهمات برلمانية نجحت بطرح الموازنة للقراءة الأولى أواسط آذار الماضي، وبقت معلقة مع انتهاء الفترة التشريعية القانونية للبرلمان.

وتشير بيانات دولية إلى هروب رؤوس الأموال المحلية والمستثمرين من العراق أواخر السنة الماضية، بالتزامن مع أزمة الأنبار و إجراء الإنتخابات النيابية، إذ يؤكد الخبير المالي مظهر محمد صالح، أن «رأس المال ينتظر استقرار الوضع في العراق، لا سيما وأنه بلد لا يملك بيئة أعمال أو مناخ استثماري عام»، مبيناً أن الموازنة المالية العامة، دخلت في جو المناكفات السياسية قبيل بدء الإنتخابات، ما خلق عائقاً آخر في طريق إقرارها.

وبينما أُثيرت تكهنات من قادة سياسيين بإمكانية تشريع قانون لإقرار موازنتي العام الحالي 2014 والمقبل 2015، أوضح صالح إمكانية ذلك من الناحية القانونية، لكنه يصطدم بالحسابات الختامية. وأضاف أن «النظام المحاسبي العراقي يخالف الدستور بعدم إصداره الحسابات الختامية، وأن تكهنات الساسة مبنية على عدم وجود حسابات ختامية لهذا العام ايضاً»، محضراً من السُلف المستقطعة موازنات سابقة «البالغة نحو 72 مليار دولار» غير المدققة، أو الخاضعة للرقابة والكشف بسبب غياب الحسابات الختامية.

وأضاف الخبير المالي أن «المشكلة الأخرى تتمثل بسُلف القطاع الخاص الممنوحة لتنفيذ مشاريع قديمة، يفترض أن تساوى بالموازنة الجديدة، وبعضهم استلف أموالاً كبيرة من مصارف حكومية وأهلية، الأمر الذي سبب إرباكاً للقطاع الخاص.

16/5/140604

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك